اقتصاديات

ندوة دولية للأوابد الأثرية بدير الزور

ركزت الندوة الدولية الأولى للأوابد الاثرية بدير الزور التي بدأت أعمالها أمس على أهمية المواقع الأثرية فى منطقة الفرات الأوسط الواقعة في المحافظة ودورها الحضاري والسياسي والاقتصادي في العصور القديمة
ودور بعثات التنقيب المشتركة في الكشف عن لقى أثرية جديدة تشكل فتوحا لاكتشاف تاريخ الحضارات الإنسانية.

وقال المهندس أمير حيو رئيس دائرة آثار دير الزور أنه يوجد فى محافظة دير الزور حوالى 240 موقعا أثريا منها 72 موقعا مسجلا بقرارات وزارة الثقافة وأهم هذه المواقع موقع بقرص 6900 ق.م وموقع ماري 3200 ق.م وتل العشارة الأثري 3000 ق.م وتل قبر أبو العتيق 2200 ق.م وتل الشيخ حمد 1300 ق.م ودورا أوروبوس "الصالحية" 300 ق.م وآثار حلبية 300 م كما يوجد العديد من المواقع التي تتبع لفترات وسويات متعددة منها تل الكسرة وتل البصيرة وتل القصبي وتل طابوس وتل أبو نهود.

وأضاف حيو إنه يوجد عدد من البعثات العاملة في المواقع الأثرية بدير الزور منها سورية فرنسية مشتركة فى كل من ماري وحلبية ودورا أوروبوس ومالحة الذرو وأخرى سورية اسبانية في موقع قبر أبو العتيق وسورية ألمانية في تل الشيخ حمد إضافة إلى بعثة وطنية فى تل الكسرة مشيرا إلى أنه تم منح موقع دورا أوروبوس الشهر الماضى جائزة "كارلا سكاربا" الدولية لعام 2010 حيث اختارت هيئة التحكيم الدولية هذا الموقع من بين جميع مواقع العالم وذلك لتميزه معماريا وتنظيميا.

من جهته بين البروفسور الفرنسى جان كلود ماكرون في محاضرته حول أهمية مملكة ماري أن ماري كانت عاصمة الآشوريين الشمالية التي تسيطر على الحوض الشمالي للفرات وبلاد الرافدين في حين أن مدينة أور كانت تسيطر على الجزء الجنوبي وهي تنافس مدينة بابل التي كانت مركزا لبلاد ما بين النهرين مشيرا إلى أن ماري كانت أكبر مركز لتصنيع المعادن في المنطقة حيث كانت تتحكم بحركة المعادن القادمة من جبال طوروس مثل البرونز والرصاص وكانت تصنع منها الأسلحة كما تم العثور فيها على العديد من الأفران التي كانت مخصصة لتصنيع النحاس وكذلك عدد من القطع الذهبية التي أظهرت حرفية الصانع وصياغته للأساور والأختام والتماثيل دقيقة الصنع.

وأوضح كلود أن التماثيل التي عثر عليها في مملكة ماري تتميز بها عن مثيلاتها في باقي المواقع من حيث تنوع أشكالها وشخصياتها ووضعياتهم وطرق ومواد صناعتها وأهمها عشتار وأورنينا واشكي ماري لافتا إلى أهمية تصميم مملكة ماري التي كانت دائرية الشكل يحيط بها سور وترتبط مع نهر الفرات بقناة جر وترتبط معه بقناة أخرى مخصصة للملاحة النهرية.

من جهتها بينت البروفسور الفرنس باتريس أهمية اللوحات الجدارية بمملكة ماري حيث بينت التنقيبات والأبحاث وجود نوعين من هذه اللوحات الأولى تزيينية كانت تؤطر الأبواب الخشبية أما الثانية فهي لوحات تعبيرية عن نشاط معين مثل لوحة تنصيب الملك زمري ليم أو لوحة استقبال الملك لعشتار مشيرة الى أن اللوحات كانت معظمها مقسمة إلى ثلاثة أقسام يشغل المركز الموضوع الرئيسي فيها والذي كان غالبا ما يتعلق بالملك أو الآلهة ودورهم فى حماية سكان المدينة أو مشاهد القتال التي تصورهم يصطادون أو يقاتلون.

أما البروفسور الإسباني خوان لويس فأعطى مسحا عن منطقة الفرات الأوسط السوري حيث أكد أن المواقع الأثرية تمتد على وادي الفرات السوري من موقع حلبية إلى تل الحميضة وأهم تلك المواقع من حيث إمكانية التعريف بفتوحات جديدة عن الحضارات القديمة هي تل الحميضة وقبر أبو العتيق اللذان يعودان إلى عصر أورك والعصر الآشوري وقد تم العثور فيهما على أختام أسطوانية ورقم مسمارية وأوان فخارية فريدة وما تزال تلك المنطقة تزخر بالمواقع المختلفة وخاصة المعابد إلا أنها تقع على أعماق كبيرة ما يجعل التنقيب عنها بحاجة إلى بعض الوقت والأسبار.

كما نظم على هامش الندوة معرض رمزي للأواني الفخارية والحلي في ممالك الفرات الاوسط وعرض للأزياء المستوحاة منها.

يذكر أن الندوة تواصل أعمالها اليوم بمحاضرات عن مواقع حلبية وتل الكسرة وقناة سميرا ميس وتل السن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى