تربية الأسماك بأقل كلفة ورفد السوق المحلية بمصادر إضافية .. خطة لإنتاج 400 طن من سمك الكارب
تعتبر تربية الأسماك ضمن الأقفاص العائمة في مياه البحيرات والمسطحات المائية من الطرق التي أثبتت جدواها الاقتصادية لمزاياها الاقتصادية إضافة إلى كونها عملية غير ضارة بالمياه وبالبيئة.
وقال المهندس محمود خليف مدير فرع الثورة للهيئة العامة للثروة السمكية في محافظة الرقة بدأ الفرع بتربية الأسماك في مياه بحيرة الأسد مباشرة في مزرعتي جعبر وخليج عايد بطريقة الأقفاص العائمة بعد اكتمال مشروع سد الفرات وتشكيله لبحيرة الاسد اكبر المسطحات المائية في سورية والتي تصنف من أنقى البحيرات في العالم مشيراً إلى أن التجربة بدأت في سبعينيات القرن الماضي بخبرات ألمانية ومحلية من خلال تربية بعض أنواع الأسماك في أقفاص عائمة في البحيرة إلى أنه تم الاستقرار على تربية نوع واحد من الأسماك وهو الكارب الأكثر جدوى اقتصادية والأوسع تناولاً لدى المستهلك وذلك بأقفاص صناعة وطنية وخبرات محلية.
وبين خليف أن تربية الأسماك في الأقفاص العائمة مازالت تعتبر من أحدث الطرق في التربية وهي قليلة التكاليف ومتلائمة مع التربية في المياه العذبة في البحيرات وتتمتع بإمكانية وضع الأقفاص في أي مسطح مائي مناسب وبالاستهلاك الأمثل لمياه البحيرة حيث توضع الزريعة المؤلفة من الإصبعيات السمكية في اقفاص ابعادها تسعة امتار لكل من الطول والعرض وخمسة أمتار للعمق تصنع من إطارات خشبية ومعدنية وتزود بشباك وفق أقطار مناسبة يتخللها الماء ولاتسمح بخروج الأسماك بالإضافة إلى وجود مجموعات حلقية وبراميل تطفو على سطح الماء.
وأوضح أن مجموعة الأقفاص تترك مفتوحة من الأعلى مع وجود معلف في كل منها وتوضع في المياه العميقة بشكل مجموعات وكل مجموعة مرتبطة مع بعضها بكتلة بيتونية تربطها بالقاع وهذا يتم دون إنقاص للمياه.
ولفت الخليف إلى أن هذه الطريقة تتميز بسهولة مراقبة الأسماك حيث تؤخذ عينات من الأقفاص كل 15 يوماً وتفحص من كل النواحي الصحية وقابليتها للنمو اضافة الى سهولة تزويدها بالأعلاف الجيدة والملائمة للشروط الصحية ولسلامة مياه البحيرة من التلوث إضافة الى سهولة الحصاد بعد اكتمال نمو الاسماك.
وحول انتاج فرع الثورة من أسماك الاقفاص العائمة للموسم الماضي بين أنه بلغ 300 طن لمزرعتي خليج عايد وجعبر حيث استجر الفرع 530 ألف اصبعية لوضعها في المزرعتين المذكورتين بهدف إنتاج 400 طن من سمك الكارب لهذا العام لافتاً إلى أنه لدى الهيئة العامة للثروة السمكية في المرحلة الحالية استراتيجية لتأمين وإنتاج كميات كبيرة من الاصبعيات اللازمة لإعمار السدود والمسطحات المائية بهدف تأمين مصادر سمكية إضافية وتهيئة فرص الصيد للصيادين وللحد من الصيد الجائر وبالتالي زيادة الإنتاج ما ينعكس إيجاباً على المستهلك.
بدوره لفت المهندس أحمد جبارة رئيس مزرعة خليج عايد لتربية الاسماك في مدينة الثورة إلى أن نقل الإصبعيات يتم ضمن خزانات خاصة ثم تفرز لتزرع ضمن كل قفص من 5-7 آلاف اصبعية وفق الاحجام المتماثلة مع مراعاة العوامل الملائمة لتوضع الأقفاص التي حددها بدرجة حرارة الماء وطبيعته وعمقه مشيراً إلى ضرورة الابتعاد عن التيارات المائية لكي لاتصرف الاسماك طاقة كبيرة في السباحة ضدها.
وبين ان هذا النموذج يمثل زراعة كثيفة للاصبعيات تصل حتى 100 اصبعية في المتر المكعب وان تربية الاسماك في الاقفاص العائمة في المزارع السمكية تبدأ في مطلع شهر حزيران من كل عام وتستمر عمليات التعليف المدروسة والموءلفة من خلطة علفية مركبة من كسبة فول الصويا وكسبة القطن ونخالة القمح والذرة الصفراء وطحين السمك وتقدم للاصبعيات لمدة خمسة اشهر حتى نهاية شهر تشرين الاول في العام نفسه حيث تصل السمكة الى وزن متوسطه مابين 700 غرام إلى 5ر1 كيلوغرام.
واوضح جبارة ان عملية تسويق اسماك الاقفاص تتم بالمزاد العلني وفق عقود رسمية مع الموزعين الى المحافظات حيث تنقل الاسماك حية إلى أن تصل إلى مراكز البيع وان سعر الكيلوغرام الواحد في اخر عملية تسويقية لهذا العام وصل الى 110 ليرات سورية.
ونتيجة للمزايا التي تتمتع بها تربية الأسماك بالاقفاص العائمة ولتوفر المسطحات المائية في عدد من المحافظات يمكن ان تطبق هذه الطريقة على نطاق اوسع يضمن تزويد الأسواق المحلية بكميات من الاسماك المحلية الطازجة ويسهم في التخفيف من الطلب على لحوم الاغنام العواس ويخفض من استيراد الاسماك المثلجة من الخارج.
يذكر ان تربية الاسماك في الاقفاص العائمة تطبق في مزارع بحيرة الاسد بمدينة الثورة وبحيرة سد 16 تشرين في محافظة اللاذقية.