القذافي: على المسلمين الاتحاد لوقف مجازر الأطلسي
أكد الزعيم الليبي معمر القذافي أن الشمال الأطلسي يحاول بكل الوسائل القضاء على المسلمين أينما كانوا.
وقال إنه "ليس أمام المسلمين إلا الاتحاد والتصدي لهؤلاء الجزارين، الذين يقيمون المجازر في ديار الإسلام، سواء أكانت مجازر بالصواريخ أو بالطائرات أو بالمدافع أو بالرشاشات، حتى بالسموم كما فعلوا مع ياسر عرفات وغيره".
وجاءت تصريحات القذافي في لقاء له الأحد برؤساء وفود القيادات الشعبية الاجتماعية الإسلامية ومنتدى معمر للصداقة والتواصل في البلقان ورابطة القذافي لشباب البوسنة والهرسك الذين يؤدون زيارة إلى الجماهيرية هذه الأيام.
وعبر القذافي للوفد البلقاني عن اعتزازه، بالإسلام وبالمسلمين في أوروبا، وفي البلقان خاصة رغم النكبة التي حصلت لهم، لأ المسلمين أصبحوا موجودين في قلب القارة المسيحية "التي كانت في يوم ما تهاجم الإسلام في عقر داره، وتهاجم المسلمين في ديارهم، في الشرق الأوسط، في شمال إفريقيا، والشرق الأدنى والأقصى محاولة، أن تمحو الإسلام من على الأرض في الحروب الصليبية، وفي مرحلة الاستعمار الحديث".
وذكر القذافي بموقف ليبيا من تلك الجرائم التي حصلت في يوغسلافيا السابقة في تسعينات القرن الماضي قائلا: "عندما تم تدمير ديار المسلمين في البلقان، خاصة في البوسنة والهرسك، عندما تم تهديم البيوت على رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين العزل، كانت ليبيا هي بلدكم، وأطفال البوسنة والهرسك أصبحوا أطفال ليبيا، تعلّموا في ليبيا، واحتضنتهم ليبيا، وبعضهم ولد في ليبيا، وهاهم يعودون إلى بلدهم التي احتضنتهم من فترة إلى أخرى، فهي بلدهم بالفعل، وليبيا هي بلد كل المسلمين".
وبين الزعيم الليبي أن الجرائم التي حصلت في منطقة البلقان لم تكن الأولى في تاريخ المسلمين ضاربا على ذلك مثل "الجرائم التي ارتكبت في الجزائر، حيث قتل مليون ونصف المليون فوق الأرض الجزائرية على يد الغزاة المستعمرين بقصد إبادة مسلمي الجزائر، وقُتل مئات الآلاف فوق الأرض الليبية في ديارهم على يد الاستعمار الإيطالي، وأقيمت المذابح في الشام وفي مصر وفي السودان وفي تونس والمغرب، وفي كل بلاد الإسلام، في إفريقيا وفي آسيا، ومحاولة الاستعمار الغربي الحديث للقضاء على الإسلام".
واشار إلى استمرار المجازر في فلسطين والعراق الذي يفوق الآن عدد ضحاياه المليون عراقي، وفي أفغانستان وباكستان، وقال إن كل ذلك يستهدف القضاء على المسلمين، في حملة يقوم بها حلف الشمال الأطلسي على أرض بعيدة بعيدة جدا عنه.
وشدد القذافي على أن ما يحصل "ظلم وعدوان وتطاول وتعد، وحملة صريحة للقضاء على المسلمين قضاء جسديا".
وأشار إلى أن "الحرب مستعرة ضد المسلمين، ويتعللون بأنها ضد الإرهاب". وقال "إذا كان هناك إرهاب فنحن كلنا ضحية للإرهاب، وكلنا ضد الإرهاب، ولكن أن يُتخذ الإرهاب ذريعة للقضاء على الأمة الإسلامية هذا شيء أصبح مفضوحا، ولا نستطيع أن نسايرهم أكثر من هذا إذا كانوا يتخذون ما يسمى بالإرهاب ذريعة للقضاء علينا".
وابدى الزعيم الليبي تفاؤله باوضاع الإسلام والمسلمين في القارة الأوروبية رغم كل ماحص ويحصل. وقال مخاطبا الوفد الإسلامي البلقاني: "أنتم قلة في أوروبا، وستصبحون كثرة إن شاء الله في يوم ما، وستكون لكم اليد الطولى والعليا، وستكونون أئمة ووارثين للقارة الأوروبية".
وبين ان انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وبوجود كل دويلات البلقان في الاتحاد الأوروبي وألبانيا في الاتحاد الأوروبي، يؤكد أن القارة الأوروبية لم تعد قارة صليبية أو مسيحية كما كانت، بل أصبح الإسلام شريكا قويا في القارة الأوروبية أرضا وبشرا وفعلا.
ودعا القذافي المسلمين في البلقان إلى عليكم السعي من أجل "اتحاد المسلمين بالقارة الأوروبية، من تركيا إلى البوسنة والهرسك، مع كل الوجود الإسلامي في أوروبا، الجاليات، ملايين من المسلمين موجودون في كل أوروبا، من بريطانيا إلى اليونان، إلى دول أوروبا الشرقية التي انضمت إلى الاتحاد الأوروبي وهي بها غالبية إسلامية".
وقال إنه "إذا قامت الجبهة الإسلامية في أوروبا للدفاع عن المسلمين سنحمي المسلمين، وسوف لن نتعرض لمجزرة أخرى مثلما تعرضنا لها في البوسنة والهرسك.. يجب أن نتحد في أوروبا، ونكون جبهة إسلامية واحدة تحت راية القيادة الشعبية الإسلامية العالمية.. لا للغزو، ولا للقتل، ولا لارتكاب المجازر، ولا لممارسة الإرهاب، بل لكي نعيش مطمئنين سالمين في ديارنا في أوروبا، ونحمي المسلمين من أي مذابح جديدة".