اربعون قتيلا وسبعون جريحا في اعتداء انتحاري استهدف حفل زفاف في افغانستان
فجر انتحاري عبوة ناسفة مساء الاربعاء وسط حفل زفاف بولاية قندهار معقل حركة طالبان في جنوب افغانستان
مخلفا اربعين قتيلا وسبعين جريحا في عملية نسبها حلف شمال الاطلسي لحركة طالبان التي سارعت الى نفي مسؤوليتها.
واكدت عائلات بعض الضحايا ان عناصر ميليشيا مناهضة لطالبان وموالية للحكومة كانوا يشاركون في الحفل وان العبوة انفجرت داخل القاعدة المخصصة للرجال.
واوضح توريالاي فيزا حاكم ولاية قندهار ان "الانتحاري فجر حزامه الناسف وسط مجموعة" المدعوين. واضاف ان "الجراحين اخرجوا كريات فولاذية من اجساد الجرحى وان ذلك دليل واضح على انه اعتداء انتحاري".
ووقع الحادث في قرية نغاهان في مقاطعة ارغهانداب بولاية قندهار اكبر معاقل طالبان. واعلنت وزارة الداخلية في بيان ان "اربعين من مواطنينا بمن فيهم اطفال قتلوا واصيب اكثر من سبعين بجروح".
واعلنت القوة الدولية للمساعدة على احلال الاستقرار في افغانستان (ايساف) التابعة للحلف الاطلسي في بيان وقعه الجنرال نيك باركر، مساعد قائد ايساف ان "هذا العنف الذي لا يرحم (…) وقع في لحظة كان يفترض ان تكون احتفالا وهو دليل على تكتيك طالبان العشوائي المثير للاشمئزاز لترهيب الافغان". وتابع "على كل حال فان ذلك يدل على ان ليس لديهم اي احترام للحياة البشرية".
الا ان الناطق باسم طالبان يوسف احمدي نفى لفرانس برس ان تكون حركته متورطة في عملية اعتبرها "كارثة" متهما القوات الدولية والحكومة الافغانية بارتكابها.
ويشارك في حفلات الزفاف في افغانستان مئات المدعوين. ووقع انفجار في قسم مخصص الى الرجال في تلك القرية الصغيرة الواقعة على بعد عشرين كلم شمال قندهار.
واعلن محمد زنيف شقيق العريس لفرانس برس ان "شقيقي جريح ولا نعلم ما جرى. وقع انفجار ضخم ادى الى مقتل وجرح معظم الحاضرين". واكد اقارب العائلات في تصريحات في المستشفى ان عناصر ميليشا محلية موالية للحكومة حضروا حفل الزواج. ويتضاعف عدد تلك الميلشيات في ولاية قندهار ومختلف انحاء البلاد.
واعلن الجنرال الاميركي بن هودجز قائد عمليات القوات المسلحة الاميركية في جنوب افغانستان لفرانس برس مؤخرا ان قواته تساعد القرى الافغانية على تنظيم حمايتها الخاصة ضد طالبان.
واضاف "لا نريد انشاء ميليشيات ولا فعل اي شيء من شانه ان يضعف الحكومة او الشرطة" مؤكدا "اننا لا نوزع اسلحة بل ندفع اموالا لانشاء وظائف وتدريبات اساسية مثل استخدام السلاح او القيام بدوريات او حماية السيارات".
وهذا الحادث هو من اعنف الاعتداءات في افغانستان خلال الاشهر الاخيرة وفي اب/اغسطس 2009 قتل 43 شخصا في انفجار سيارة مفخخة في قندهار، ثالث مدينة في البلاد تعتبر من معاقل طالبان التاريخية.
وشنت قوات الحلف الاطلسي والقوات الافغانية منذ بعضة اسابيع هجوما على قندهار يهدف الى استعادة سلطة كابول في الولاية على ان تبلغ العملية ذروتها خلال الصيف في بعض المقاطعات الحساسة والامتداد الى غيرها من الولايات مع نهاية الموسم.
واعلن الجنرال هودجز ان قسما من التعزيزات التي وعد بها الرئيس الاميركي باراك اوباما وقوامها ثلاثون الفا "بدات تصل خلال الاسابيع الاخيرة ومعظمها سينتشر في قندهار".
لكن مقاومة طالبان تكثفت وامتدت الى كافة انحاء البلاد خلال السنتين الاخيرتين في حين تتكبد القوات الدولية مزيدا من الخسائر.