مونديال 2010: جنوب افريقيا تبدأ رحلتها
حان الوقت وانتهى الانتظار وها هي الانظار تتوجه الجمعة الى ملعب سوكر سيتي في جوهانسبورغ حيث سيكون فخر وكبرياء قارة باكملها خلف منتخب جنوب افريقيا الذي يقص شريط افتتاح النسخة التاسعة عشرة من نهائيات كأس العالم
في مواجهة نظيره المكسيكي في الجولة الاولى من منافسات المجموعة الاولى.سيسمع العالم بأجمعه صخب ملعب "سوكر سيتي" ولن يكتفي بمشاهدة 22 لاعبا يفتتحون النسخة التاسعة عشرة من نهائيات كأس العالم، وذلك بفضل…فوفوزيلا، هذه الآلة الموسيقية التي ستكون ضيفا مزعجا تماما للاعبين ومحور احتفالات الجمهور الجنوب افريقي الذي تحتضن بلاده العرس الكروي العالمي الاول على الاراضي الافريقية من 11 الشهر الحالي حتى 11 الشهر المقبل.ومن اجل ان تبقى اصداء "فوفوزيلا" تصدح في بلد قوس القزح، على منتخب "بافانا بافانا" بقيادة مدربه البرازيلي كارلوس البرتو باريرا ان يخرج من ملعب "سوكر سيتي" وفي جعبته ثلاث نقاط، خصوصا ان المجموعة تضم فرنسا والباراغواي اللتين تذوقتا طعم الانتصار العالمي ثلاثة مرات مجتمعين.تبدأ رحلة "بافانا بافانا" نحو المجهول في الساعة السادسة بالتوقيت المحلي وقد ينتهي الفصل الاول من هذه الرحلة بطريقة ايجابية في حال نجح اولاد نيلسون مانديلا في تكرار سيناريو المواجهة الاخيرة التي جمعتهم باحفاد ال"ازتيكس" عندما تغلبوا عليهم 2-1 عام 2005، فيما فاز المكسيكيون بالمباراتين الاخريين اللتين جمعتا الطرفين وديا في 1993 (4-صفر) و2000 (4-2).لكن الامور لا تبدو ايجابية بالنسبة للمنتخب المضيف الذي لم يخض اي مباراة في بطولة رسمية منذ اكثر من عام، اي منذ انتهاء التصفيات المشتركة لكأس الامم الافريقية انغولا 2010 ومونديال 2010، علما بانه فشل في التأهل الى البطولة القارية لكنه كان ضامنا لمشاركته في العرس الكروي العالمي كونه البلد المضيف.يدخل اصحاب الارض الى المباراة الافتتاحية بمعنويات جيدة لانهم لم يتذوقوا طعم الهزيمة في 12 مباراة على التوالي، لكن المواجهات التي خاضوها خلال تحضيراتهم الى العرس الكروي لم تشكل تحديا كبيرا لقدراتهم باستثناء المباراة الاخيرة التي خاضوها السبت الماضي امام الدنمارك (1-صفر).ومن المؤكد ان عودة باريرا لتدريب جنوب افريقيا مرة اخرى اعطت مفعولها الايجابي لان "بافانا بافانا" لم يخسر اي مباراة منذ تشرين الثاني/نوفمبر عندما استعاد المهمة القيادية المدرب البرازيلي الذي سيدخل التاريخ لانه اول مدرب يخوض ست نسخات من كأس العالم بعدما اشرف على الكويت عام 1982 ثم الامارات عام 1990 والبرازيل عام 1994 عندما قادها الى اللقب العالمي والسعودية عام 1998 ثم البرازيل عام 2006 وجنوب افريقيا في النسخة الحالية.وواجه باريرا انتقادات كثيرة من وسائل الاعلام المحلية بسبب المباريات الودية "الضعيفة" التي خاضها المنتخب تحضيرا الى النهائيات، فرد على وسائل الاعلام مشيرا الى ان البرازيل التي تحمل الرقم القياسي من حيث عدد الالقاب خاضت مباراتين من العيار ذاته وحتى اضعف منه امام زيمبابوي وتانزانيا.واصر باريرا خلال المؤتمرات الصحافية التي عقدها ان منتخبه حاضر للتحدي الذي ينتظره، كما بدا ان البرازيلي قد حدد خياراته حول من سيحمل امال وحلم البلد الذي خرج من الدور الاول في مشاركتيه السابقتين عامي 1998 و2002.سيتواجد ايتوميلينغ كونيه بين الخشبات الثلاث بعد تعافيه من الاصابة التي تعرض لها امام كولومبيا (2-1)، ويلعب امامه الرباعي الدفاعي سيبونيسو غاكسا والقائد ارون موكوينا وبونغاني كومالو وتسيبو ماسيليلا، فيما سيعتمد المدرب البرازيلي على خمسة لاعبين في خط الوسط وهم تيكو موديسي ورينيلوي ليتسهولونياني وسيفيوي تشابالالا وستيفن بينار بينما يتنافس كاغيشو ديكغاكوي وثاندوييزي كوبوني على اكمال خماسي الوسط.وسيكون كاتليغو مفيلا المهاجم الوحيد، وهي مسؤولية صعبة على هذا اللاعب الذي يلعب في الدوري المحلي، لكنه اثبت حتى الان جدارته بتسجيله ستة اهداف في خمس مباريات تحضيرية.وفي المقابل، وضع المدرب المكسيكي خافيير اغويري امامه هدف قيادة بلاده الى الدور الثاني على اقل تقدير، وهو امر نجح في تحقيقه منتخب "تريكولور" في النسخات الاربع السابقة، الا ان مدرب اتلتيكو مدريد الاسباني السابق يأمل ان ينجح تحقيق اكبر من ذلك ايضا وحمل بلاده الى تكرار سيناريو 1970 و1986 عندما وصلت الى ربع النهائي مستفيدة من عاملي الارض والجمهور كونها استضافت تلك النسختين.واصبح اغويري رجل المهمات الصعبة القادر على انتشال المكسيك من ورطاتها الكروية في العقد الأخير، اذ انه بعد قيادته نادي باتشوكا الشهير الى لقب 1999 المحلي، لجأ اليه الاتحاد المكسيكي لانعاش المنتخب الوطني الباحث عن التأهل الى مونديال 2002.وهكذا كان، قاد أغويري ال"تريكولور" في العرس الاسيوي العالمي في كوريا الجنوبية واليابان وتأهل الى الدور الثاني من مجموعة صعبة ضمت ايطاليا وكرواتيا والأكوادور، الى ان خرج من الدور الثاني أمام جاره اللدود الولايات المتحدة صفر-2).وعاد اغويري في نيسان/ابريل 2009 لقيادة منتخب المكسيك المترهل في تصفيات مونديال 2010، وأصبح المدرب الثالث الذي يتولى مهام ال"ازتيكاس" فيها بعد هوغو سانشيس والسويدي زفن غوران اريكسون.وبعد تعيينه خلفا لأريكسون، لعبت المكسيك سبع مباريات في التصفيات تحت قيادة هذا المدرب، ففازت في خمس منها، وتعادلت مرة وخسرت مرة واحدة فقط.يعلم أغويري (52 عاما) جيدا خفايا كأس العالم كلاعب وكمدرب، فرغم طرده في الوقت الاضافي من ربع نهائي مونديال 1986 أمام ألمانياالغربية في المباراة التي خسرها الاخضر بركلات الترجيح، الا انه خاض 59 مباراة دولية بين عامي 1983 و1992 مسجلا 13 هدفا.ويعول اغويري على قلب دفاع برشلونة الاسباني والقائد رافايل ماركيز بشكل اساسي الى جانب جيوفاني دوس سانتوس وغييرمو فرانكو وجيراردو تورادو واندريس غواردادو، فيما من المرجح ان يتولى مهاجم مانشستر يونايتد الانكليزي الجديد خافيير هرنانديز مهمة اللعب وحيدا في خط المقدمة.مباراة فرنسا-الاوروغواي: يعود المنتخبان الفرنسي والاوروغواياني بالذاكرة الى بوسان عندما تواجها للمرة الاخيرة خلال الدور الاول من مونديال 2002 لكن يأمل كل منهما ان لا تنتهي المباراة التي ستجمعهما الجمعة على ملعب "غرين بوينت ستاديوم" في كايب تاون ينتيجة مماثلة لمباراتهما الاخيرة (صفر-صفر) لانهما يأملان الخروج بالنقاط الثلاث التي ستعطي احدهما الدفع المعنوي اللازم.يدخل الفرنسيون الى مباراتهم مع ابطال 1930 و1950 بمعنويات مهزوزة تماما بعد تعادلهم الصعب مع تونس 1-1 وخسارتهم على ارضهم وبين جماهيرهم امام الصين صفر-1.ولم يكن تأهل الفرنسيين الى النهائيات سهلا على الاطلاق اذ احتاجوا الى الملحق الاوروبي ثم الى يد تييري هنري لكي يحجزوا مكانهم في العرس الكروي على حساب جمهورية ايرلندا، كما ان عددا من لاعبي ابطال 1998 متورط بفضيحة جنسية ضجت بها وسائل الاعلام المحلية والدولية وعلى رأسهم نجم بايرن ميونيخ الالماني فرانك ريبيري.لكن مدرب المنتخب ريمون دومينيك الذي سيستبدل بلوران بلان بعد النهائيات، قلل من اهمية الخسارة امام الصين واكد ان هذا الامر لن يؤثر على رجاله، مضيفا "المؤكد ان الخسارة امام الصين في مباراتنا التحضيرية الاخيرة لا ترضيني، لكن في نهاية المطاف هذه مباراة تحضيرية وحسب. الان نبدأ الامور الجدية".وسيكون هنري اللاعب الوحيد من التشكيلة التي توجت بلقب مونديال 1998 على حساب البرازيل (3-صفر)، الا ان مهاجم برشلونة قد يكتفي بالجلوس على مقاعد الاحتياط في مباراة الجمعة وحتى في المباريات المقبلة للديوك، ويبدو انه لا يمانع بلعب دور "الجوكر" بحسب ما اكد مؤخرا لصحيفة "ليكيب" الفرنسية.وسيعول دومينيك على وليام غالاس وباتريس ايفرا لقيادة الخط الخلفي، فيما سيكون جيريمي تولالان وابو ديابي في خط الوسط الدفاعي وامامهما كل من يوان غوركوف وريبيري، بينما يتنافس فلوران مالودا واندري بيار جينياك ليكونا ضمن الوسط الهجومي الذي يؤمن المساندة لرأس الحربة الوحيد نيكولا انيلكا.اما من ناحية المنتخب الاوروغوياني الساعي الى استعادة ذكريات الايام الغابرة، فيأمل مدربه اوسكار تاباريس ان يكرر على اقله ما حققه خلال ولايته الاولى عندما قاده عام 1990 الى الدور الثاني.واكد تاباريس انه يثق بقدرة لاعبيه على تخطي عقبة منافسي الدور الاول، مضيفا "يجب أن نعمل بجهد ونحلل بدقة كل فريق، وماذا يتعين ان نفعل في كل مباراة… عدا عن ان مجموعتنا هي الأقوى الا انني متفائل وأثق بنوعية وطاقة اللاعبين الاوروغويانيين".وتابع تاباريس (63 عاما) "اذا لا أثق بلاعبي فريقي الأجدر بي أن أبقى في بيتي" ورأى انه "اذا خرجنا من الدور الأول بنتيجة ايجابية من مجموعة قوية، أتوقع ان يكون المشوار اللاحق في الادوار الاقصائية أسهل، لذا انا اشعر بالتفاؤل في ما قد تصنعه الأوروغواي في كأس العالم".وبعد عمله كمحلل تلفزيوني استلم تاباريس مهامه عام 2006 خلفا لغوستافو فيران الذي شغل مهمة تدريب ال"شاروا" موقتا بدلا من خورخي فوساتي، فقام بضخ الجيل الشاب في التشكيلة الأولى، لتختفي اسماء كبيرة مثل ألفارو ريكوبا مهاجم انتر ميلان الايطالي السابق الذي كان يعتبر احد افضل اللاعبين في العالم في التسديدات المباشرة من الركلات الحرة، وباولو مونتيرو مدافع يوفنتوس الايطالي الصلب والمدافع داريو رودريغيز لتظهر أسماء جديدة على الساحة.وعن الفلسفة التي يعتدمها في اللعب، يقول تاباريس "نحاول دائما وضع حد لتحركات الخصم، وكلما كان الخصم قويا يجب التركيز أكثر على النواحي الدفاعية. أقوى ناد في العالم حاليا، أي برشلونة الاسباني، لم يبلغ نهائي دوري أبطال أوروبا بسبب الخطة الدفاعية التي اعتمدها خصمه (انتر ميلان الايطالي)".وعن مباراة منتخبه امام فرنسا قال مدرب ميلان الايطالي سابقا: "برأيي المتواضع، اعتقد انه بامكاننا ان نعقد الامور على الفرنسيين. لن يفرضوا علينا طريقة لعبهم. سيحترمون فريقنا كثيرا ونأمل ان نكرر الاداء الذي قدمناه ضد اسرائيل وسويسرا".وكانت الاوروغواي تغلبت على سويسرا 3-1 ثم اسرائيل 4-2 في مباراتيها الاخيرتين قب السفر الى جنوب افريقيا 2010 التي ستكون مشاركتها الحادية عشرة في النهائيات وتبقى افضل نتيجة لها فوزها باللقب عامي 1930 و1950 ووصولها الى نصف نهائي و1954 و1970، علما بانها غابت عن نهائيات 2006.وستعول الاوروغواي بشكل اساسي على ثلاثي الهجوم دييغو فورلان (اتلتيكو مدريد الاسباني) ولويس سواريز (اياكس امستردام الهولندي) وايديسون كافاني (باليرمو الايطالي)، اضافة الى المدافع مارتن كاسيريس (يوفنتوس الايطالي معارا من برشلونة الاسباني).