بعد امتناع الفيفا عن التعليق.. تزايد الجدل حول الكرة جابولاني ودراسة استرالية تؤكد أنها أسرع من الكرات السابقة
كشفت دراسة علمية استرالية حديثة أن كرة القدم جابولاني المستخدمة حالياً في مباريات كأس العالم في جنوب أفريقيا أسرع من الكرات السابقة كما أنها غير منتظمة الشكل ما يسبب ارتباكاً بالغاً لحراس المرمى خلال البطولة.
وتتطابق الدراسة الجديدة التي أعدها العالم الاسترالي ديريك لينويبر بجامعة اديلايد الاسترالية مع شكاوى عدد كبير من حراس المرمى في العالم من الكرة الجديدة التي أنتجتها شركة أديداس الألمانية للملابس والأدوات الرياضية.
وقال البروفيسور لينويبر إن حراس المرمى لديهم وجهة نظر حول الكرة فقد أظهرت تجربة المحاكاة التي أجراها على جهاز الكمبيوتر الخاص به أن الكرة أسرع من الكرات السابقة كما يتسبب سطحها غير المستوي في عدم انتظامها مضيفاً أن حدس حراس المرمى لمعرفة اتجاه الكرة سيكون أقل بسبب نوع النسيج المصنوعة منه بالإضافة لتجاويفها الصغيرة ما سيكون له الأثر الكبير على طبيعة تدفق واحتكاك الهواء.
وتوالت انتقادات حراس مرمى المنتخبات المشاركة في المونديال للكرة حيث أكد الحراس أن هذه الكرة معقدة وسريعة وتصعب السيطرة عليها وأجمعوا على أنها مصنوعة من أجل تعقيد مهمتهم وتقدم الحارسين الإيطالي جان لويجي بوفون والإسباني إيكر كاسياس قائمة الحراس المعارضين للكرة الجديدة.
وقال بوفون إن كأس العالم يضم نخبة من أفضل اللاعبين في العالم ويجب أن تعطى الأهمية لأن يستخدم شيء لائق في مثل هذه المناسبات وتابع ..الكرة الجديدة لا تليق وغير مناسبة ليس فقط للحراس بل لجميع اللاعبين ولا يمكن توقع أو تنبوء مسارها بينما انتقد كاسياس الكرة وقال من المؤسف أن نلعب المونديا ل بكرة بمثل هذه الصفات وهذا الأمر لا يتعلق فقط بحراس المرمى ولكن أيضا باللاعبين.
بدوره قال خوستو فيار حارس مرمى منتخب الباراغواي..إن كرة جابولاني التي تلعب بها مباريات المونديال صعبة بعض الشيء رغم أنه لم يحملها صراحة مسؤولية الهدف الذي سكن شباكه من قبل المنتخب الإيطالي بعد أن أخطأ في التعامل معها.
ووصف الحارس الأساسي للمنتخب الأرجنتيني سيرخيو روميرو الكرة التي تلعب بها مباريات المونديا ل بأنها معقدة وغير طبيعية مؤكداً أنه تهيأ عقلياً لعدم المعاناة من خصائص الكرة وقال إن الكرة قبل أن تكمل ارتفاعها تهبط وفي الوقت الذي تمضي فيه ترتفع فجأة .
وقال حارس منتخب تشيلي كلاوديو برافو إن هذه الكرة تشبه الكرة الطائرة ورأى أنها مصنوعة لتعقيد مهمة الحراس لكي يرتكبوا الكثير من الأخطاء ولتسجيل عدد كبير من الأهداف مضيفا إنها كرة معقدة سريعة وتصعب السيطرة عليها.
وأضاف برافو: عندما نلمس الكرة نشعر بثقلها وبحركتها أكثر من الكرة العادية إلا أن قماشها مختلف يجعل الإمساك بها صعباً في حال الرطوبة ومن الصعب تحديد مسارها.
من جهته أبدى جيمي كاراغر مدافع المنتخب الإنكليزي المشارك بالمونديال اعتقاده أن اعتياد لاعبي المنتخب الألماني على كرة جابولاني المستخدمة ببطولة كأس العالم بجنوب أفريقيا منحهم ميزة إضافية بالبطولة حتى الآن لكون هذه الكرة تستخدم في الدوري الألماني بشكل موسع منذ شباط الماضي.
وأضاف كاراغر: إنها كرة مختلفة تماماً .. عندما تصمم كرة جديدة لكأس العالم أعتقد أن الفكرة من وراء ذلك تكون لتسجيل عدد أكبر من الأهداف بينما هذه الكرة تفعل أمور غريبة إذ إنني لم أر أي هدف يحرز من تمريرة عرضية لأن هذه الكرة تطير فوق القائم الخلفي للمرمى كما لم أر تسديدة واحدة من ضربة حرة تمر من فوق الحائط ولا أعتقد أن هذه الكرة ستحقق ما كان الناس يتطلع إليه.
يشار إلى أن الكرة جابولاني استخدمت على نطاق واسع أيضاً في فرنسا والأرجنتين قبل انطلاق المونديال حيث تعتبر شركة أديداس الراعي الرسمي لاتحاداتها الكروية ومع ذلك فقد بدأت فرنسا مشوارها في المونديال بتعادل باهت أمام أوراوغواي قبل أن تخسر ثاني مبارياتها مع المكسيك فيما حققت الأرجنتين فوزاً صعباً بهدف وحيد أمام نيجيريا وانتفضت في المباراة الثانية كما خسرت ألمانيا مباراتها الثانية أمام صربيا ما يثبت أن الكرة جابولاني ليست السبب الوحيد وراء تألق هذا المنتخب أو ذاك.
قال بيم فيربيك المدير الفني للمنتخب الأسترالي إن الكرة الجديدة أجبرت اللاعبين ال 23 في قائمة الفريق على العودة إلى التدريبات الأساسية للتأكد من دقة التمريرات خلال البطولة لأنه في هذه الأجواء من المستحيل أن تمرر الكرة بعيدا حتى ولو نصف متر عن موقعها الصحيح لأنها لا تتوقف أبداً بل تواصل الركض.
يذكر أن الكرة أصبحت محط اهتمام كبير وانتقادات عديدة على مدار البطولات الكبيرة التي جرت في السنوات القليلة الماضية وكان من المنتظر أن تقضي جابولاني على كل الانتقادات التي وجهت لشركة أديداس بسبب الكرات المستخدمة في البطولات السابقة ولكنها لم تثبت حتى الآن أنها الأفضل بل استمرت الانتقادات وتزايدت كما تواصلت حقيقة مهمة وهي أن الانتقادات تأتي من اللاعبين غير المتعاقدين مع الشركة التي دافعت عن الاتهامات المساقة بحق جابولاني معتبرةً أن المشكلة الأساسية تكمن في كيفية تعامل اللاعبين معها وتأقلمهم على استخدامها.
وتقول شركة أديداس التي أنتجت الكرة إن للكرة قدرة أكبر على التحليق في الجو لأطول فترة مع إمكانية السيطرة عليها بشكل تام في ظل كل الظروف من خلال المناطق المجوفة في السطح الخارجي.
وأكدت الشركة أنه لا يوجد أي مشكلة أو عيب في تصميم الكرة رغم الانتقادات المتزايدة من قبل اللاعبين موضحة أن الفرق التي تعاني من الكرة هي تلك التي لم تختبرها بشكل كاف ولم تستخدمها خلال تمرينها ومعسكراتها التحضيرية.
وقال توماس شايكفين رئيس قسم العلاقات العامة في شركة أديداس: استغرب كلام البعض حول أن الكرة هي أخف وزناً من مثيلاتها السابقات هذا الأمر غير صحيح على الإطلاق.
وأضاف شايكفين: لقد قمنا بتزويد جميع الدول بكرات جابولاني منذ شهر شباط الماضي لكن الحقوق التجارية لبعض الشركات في بعض الدول حيث تستعمل اتحاداتها كرات أخرى منعت اللاعبين من الاعتياد على الكرة الجديدة .
وقال المتحدث الرسمي باسم الدوري الإنكليزي الممتاز: لم يكن باستطاعتنا استخدام جابولاني لأننا مرتبطون بعقد مع شركة نايكي يمتد لتسع سنوات وقد قمنا بتجديده لمدة ثلاث سنوات جديدة وعلينا احترام ذلك.
ومنذ تقديم السطح الجديد للكرة التي استخدمت في بطولة كأس الأمم الأوروبية الماضية شهدت التفاصيل الدقيقة للجلد الخارجي للكرة تغييرات كبيرة وصممت جابولاني بشكل مغاير لتحتوي على ثمانية فقط من الأجزاء الحرارية لامتصاص الطاقة الحرارية الناشئة عن ركل أو لعب الكرة لمنح التسديدات دقة أكبر واختبرت الشركة الكرة الجديدة مع الاستعانة بعدد من نجوم اللعبة الذين أشادوا بها جميعاً.
يذكر أن اسم جابولاني الذي تحمله الكرة مأخوذ من لغة الزولو التي تعد واحدة من بين 11 لغة أخرى مستخدمة في جنوب أفريقيا وتعني لنبتهج واستعملت الشركة الألمانية 11 لوناً في صنع هذه الكرة تمثل 11 لاعباً في كل فريق واللغات ال 11 الرسمية في جنوب أفريقيا والقبائل ال 11 الموجودة في البلد المضيف والتي تظهر التنوع الإثني في القارة الأفريقية والمرة ال 11 التي تصنع فيها أديداس الكرة الرسمية لبطولات كأس العالم ورغم الجدل الدائر بشأن هذه الكرة وكثرة ردود أفعال اللاعبين تجاهها إلا أنه لم يصدر عن الإتحاد الدولي لكرة القدم أي تعليق حتى الآن.