مصرف سورية المركزي: الدولار يتراجع أمام الليرة 15 قرشاً
افتتح الدولار الأمريكي تداولاته للأسبوع الفائت تجاه الليرة السورية عند مستوى 30ر47 ليرة للدولار وأغلق عند مستوى 15ر47 ليرة للدولار مسجلاً تراجعاً مقابل الليرة مقداره 15 قرشاً في حين
اليورو تداولاته الأسبوعية تجاه الليرة عند مستوى 36ر57 ليرة لليورو وأغلق عند مستوى 45ر58 ليرة لليورو محققاً ارتفاعاً مقابلها بمعدل 9ر1 بالمئة ما يعكس توازنا في سلة العملات الرئيسة المكونة لوحدة حقوق السحب الخاصة ما يدعم استقرار سعر صرف الليرة في ضوء التقلبات الكبيرة التي تشهدها أسواق صرف هذه العملات.
ووفقاً للتقرير الأسبوعي الذي يصدره مصرف سورية المركزي سجلت العملة الأوروبية الموحدة ارتفاعا مقابل الدولار الامريكي في تداولات الخميس إلى مستوى2385ر1 دولار لليورو بالمقارنة مع 2115ر1 دولار لليورو في تداولات بداية الأسبوع ليحقق اليورو خلال هذه الفترة ارتفاعا مقابل الدولار قدره 270 نقطة أساس.
كما استمر تفاعل قوى العرض والطلب في السوق المحلية في الحد من أثر التقلبات التي تعرض لها زوج العملات الرئيسة اليورو- دولار على سعر صرف الليرة.
ويعود الارتفاع الذي حققته العملة الأوروبية مقابل الامريكية خلال هذه الفترة الى عمليات تغطية المراكز المدينة باليورو التي قام بها المستثمرون في أسواق الصرف الخارجية ووسط ظهور مؤشرات بينت تسارع وتيرة انتعاش الاقتصاد العالمي حيث حقق الناتج الصناعي في الولايات المتحدة الأمريكية خلال أيار الماضي نمواً بأعلى مستوى له منذ أربعة أشهر بالإضافة لارتفاع طلب اليابانيين على الخدمات خلال نيسان الماضي وترافق ذلك مع المكاسب التي حققتها كل من الأسهم الآسيوية والأوروبية والأمريكية خلال الأسبوع ما زاد طلب المستثمرين على العملات ذات العائد وحفز شهية المخاطرة لدى المستثمرين.
كما ساهم أيضاً نجاح مزاد السندات الحكومية الإسبانية في تهدئة المخاوف بشأن سلامة الأوضاع المالية العامة لمدريد حيث باعت إسبانيا الخميس الفائت ماقيمته 5ر3 مليارات يورو من سندات لاجل عشرة أعوام و30 عاماً ما زاد من ثقة المستثمرين بالعملة الأوروبية.
وبالتزامن مع ذلك بلغ متوسط العرض اليومي للدولار الأمريكي في السوق المحلية مستوى 3ر15 مليون دولار في حين سجل متوسط الطلب اليومي عليه مستوى 6ر6 ملايين دولار ما يعكس تفوقا في قوى العرض على الطلب بالنسبة للدولار تجاه الليرة في السوق المحلية واتى هذا العرض للدولار من قبل الأفراد بالتزامن مع التراجع الذي تعرضت له العملة الامريكية في أسواق الصرف الخارجية مقابل العملات الرئيسة بالإضافة لتراجعها خلال أيام الأسبوع تجاه العملة الوطنية.
كما ترافق ذلك مع تراجع في المتوسط اليومي لتعاملات المصارف فيما بينها بالدولار خلال الاسبوع الفائت بالمقارنة مع الأسبوع الذي سبقه الى مستوى 57ر2 مليون دولار وسجلت مشتريات المركزي من المصارف المرخصة من العملة الأمريكية خلال أيام الاسبوع ما مقداره 83 مليون دولار ومن العملة الأوروبية 6ر4 ملايين يورو ما يعكس دور المركزي كلاعب رئيس في السوق النقدية المحلية بما يؤدي لإرساء دعائم سوق نقدية سليمة بالاضافة للمساهمة في حماية المصارف من مخاطر تقلبات أسعار الصرف والحد من المضاربة على الليرة واعادة دورة القطع إلى وضعها الصحيح من خلال دخول المركزي كمنظم أساسي للسوق النقدية وتدخله في بيع وشراء القطع الاجنبي من المصارف ما يعزز بالنتيجة دوره في الحفاظ على قيمة العملة الوطنية.
ويظهر تحليل مراكز القطع الاجنبي للمصارف المرخصة ارتفاعا في نسبة المراكز المدينة بالدولار الى إجمالي المراكز المدينة مقيمة بالدولار من جميع العملات الأجنبية نهاية الاسبوع الى مستوى 19ر98 بالمئة بالمقارنة مع 97ر97 بالمئة في بدايته في حين تراجعت في المقابل نسبة المراكز الدائنة بالدولار الى اجمالي المراكز الدائنة مقيمة الدولار الاميركي من جميع العملات الأجنبية نهاية الاسبوع الى مستوى 70ر6 بالمئة بالمقارنة مع 75ر9 بالمئة في بدايته نتيجة عمليات بيع الدولار تجاه الليرة التي قامت بها المصارف المرخصة إلى المركزي في السوق النظامية حيث تؤدي هذه المرونة التي يخلقها المركزي في سوق النقد الأجنبي عن طريق تنظيم تداول القطع الاجنبي في السوق النظامية المحلية إلى استقرار سعر صرف الليرة.
إضافة إلى تعزيز ثقة المستثمرين بها علما بانه تتركز بقية مراكز القطع الأجنبي الدائنة لدى المصارف المحلية المرخصة بشكل رئيس في العملات العربية.
ولا تزال تشهد السوق المحلية تحفظا في تعامل المستثمرين بالعملة الأوروبية بالمقارنة مع الدولار نتيجة التقلبات الكبيرة في سعر صرفها وارتفاع هامش هذه التقلبات حيث لا تزال المصارف المرخصة تحتفظ بمراكز ضئيلة باليورو.