المخرج حاتم علي في المراحل النهائية من تصوير مسلسله البدوي أبواب الغيم
بعد أن أنهى تصوير أغلب مشاهد أبواب الغيم في صحراء الإمارات وتدمر والمغرب يستعد المخرج السوري حاتم علي ليختتم تصوير عمله البدوي الجديد الذي كتبه عدنان عودة وتنتجه مؤسسة دبي للإعلام.
وتدور أحداث أبواب الغيم في إطار ملحمي أقرب ما يكون إلى الوقائع التاريخية التي تنتمي إلى أواخر القرن التاسع عشر بدءاً من عام 1840 وتمتد أحداثها على مدى سبعين عاماً تقريباً وتدور في الجزيرة العربية والقاهرة ودمشق ليعطي المسلسل صورة شاملة عن تاريخ البدو والمنطقة في تلك المرحلة وعلاقاتهم فيما بينهم والأمم التي تنافست لبسط نفوذها عليهم.
وقال المخرج علي في تصريح صحفي في الموقع الأخير للتصوير الكائن في دير علي بريف دمشق إنه في المراحل النهائية من تصوير مشاهد أبواب الغيم الذي تم تصويرها في المغرب مروراً بدبي ومن ثم في سورية حيث سيتم استكمال المشاهد ذات البناء الخارجي الذي تم بناوءه خصيصاً للمسلسل موضحاً أنه يحاول مقاربة العصر الذي يحكي عنه المسلسل من خلال الملابس والديكور والمكياج وغيرها من التقنيات الفنية.
ورأى المخرج علي الذي حقق حضوراً قوياً في مسلسله البدوي السابق صراع على الرمال أن الدراما السورية بدأت بقوة شديدة وحولت كل العيوب والنواقص إلى ميزات وقال.. ليس لدينا استوديوهات مغلقة أو بلاتوهات مفتوحة للتصوير ورغم ذلك فان الدراما السورية تألقت على المستوى العربي مضيفاً ان هذه الدراما بحاجة ماسة لمدن فنية وإنتاجية وإعلامية تشكل بنية تحتية تسير بالدراما السورية باتجاه منطقة احترافية جديدة.
ولفت علي الى اهمية تطوير الدراما لتأسيس صناعة درامية تكون جزءاً من الخطاب الإعلامي والسياسي والاجتماعي وتحقق المردود الاقتصادي المبتغى متمنياً تفعيل الكثير من القرارات المتخذة لتفعيل ذلك وأن يكون الديكور الذي بني خصيصاً لمسلسل أبواب الغيم نواة لمدن فنية أخرى.
فيما قال أحمد الشيخ عضو مجلس الإدارة في مؤسسة دبي للإعلام المنتجة للمسلسل.. إن الموءسسة حريصة على إنتاج أعمال ذات مستوى لائق يرضي المشاهدين لافتاً إلى الرؤية الإخراجية المتميزة التي يمتلكها المخرج السوري حاتم علي.
من جانبه قال عدنان عودة كاتب العمل في تصريح لوكالة سانا إن أبواب الغيم عمل ملحمي تاريخي يمتد على فترة زمنية طويلة بدءاً من 1840 وحتى 1908 ويحمل مواضيع متشعبة تعكس واقع المنطقة العربية خلال تلك الفترة من خلال سرده لقصص القبائل البدوية وعلاقاتها والظروف التي تربطها بأفرادها كما يحكي عن الصراعات الدولية التي دارت خلال تلك الفترة ويقدم قراءة لإرهاصات الثورة العربية الكبرى التي قامت عام 1916.
واعتبر عودة أن التاريخ للعبرة وليس للذكرى مؤكداً أنه لايستخدم الماضي لإسقاطه على الحاضر بل يقدم قراءة تاريخية لهذا الماضي وقال.. أشتغل على أسلوب الموتيف والذي يعني الحكاية المتخيلة من خلال اختلاق شخصيات يتم وضعها ضمن السياق الدرامي.
ولفت عودة الى أنه استطاع فهم الذهنية البدوية لكونه ابن هذه البيئة وقال.. إن التقنية التي تمت فيها كتابة المسلسل هي تقنية روائية وهي صعبة جداً بمعنى أن المشاهد لن يستطيع الإلمام بحكايا العمل حتى الحلقة الثلاثين لأن العمل يبدأ بالفلاش باك عام 1908 من خلال شخص يروي حكاية عام 1840 ثم يتم الانتقال إلى الحكاية الثالثة التي تدور أحداثها عام 1907 ثم يرجع بطريقة الفلاش باك إلى الحكاية التي تدور عام 1890 مشيراً إلى أن تكنيك الكتابة هذا جديد على الدراما التلفزيونية.
فيما اعتبر الفنان قصي خولي الذي يشارك بخمس شخصيات تتدرج زمنياً في عمل يحاكي فترة زمنية تقارب مئة سنة وقال إن النص مكتوب بعناية ودقة ويحفل بتفاصيل مهمة لها علاقة بالبيئة مضيفاً إننا أثناء القراءة بدأنا نشعر أن هناك شيئاً جديداً ومختلفاً عما كنا نقرؤه سابقاً.
وأوضح خولي إن إحدى شخصياته في العمل غازي هو فارس من فرسان القبيلة يتمتع بصفات الفارس العربي وتربطه علاقة حب مع إحدى فتيات القبيلة إلا أن طارئاً يستجد في حياته فيكتشف من خلاله كارثة كبيرة تقلب كل حياته رأساً على عقب وبالتالي تختلف مسيرة حياته مشيراً إلى أن هذه اللعنة ترافقه في سلالة عائلته من خلال تدرج شخصياتها التي يؤديها منذ البداية وحتى نهاية المسلسل.
فيما تقول الفنانة سلافة معمار الذي تخوض شخصية بدوية للمرة الأولى من خلال دور صبحة الحفيانة.. إن هذه الشخصية تعيش مجموعة من الصراعات الإنسانية إذ إنها تتمرد على واقعها وتعيش قصة حب نادرة مشيرة إلى أن هذه الشخصية جديدة ولم يسبق تقديمها من قبل في الدراما العربية لجهة قوتها وذكائها وسرعة البديهة.
من جانبها وصفت الممثلة نسيمة ضاهر شخصية شلوه التي تؤديها بأنها أم قوية ربت ولدها الوحيد حتى أصبح رجلاً ومازالت تخاف عليه وتناديه طوير شلوة مشبهة علاقة هذه الأم بابنها كعلاقة الأرض بأبنائها الذين يرتحلون عنها فجأة.
يشار إلى أن مسلسل أبواب الغيم من خيال وأشعار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وسيناريو الكاتب عدنان العودة وإخراج حاتم علي ويشارك في بطولته عدد من النجوم السوريين والعرب في مقدمتهم غسان مسعود في شخصية عقيد القبيلة عبد المحسن النمر في شخصية مجول العضيدي سلافة معمار في شخصية صبحة الحفيانة قصي خولي في شخصية غازي نسيمة ضاهر في شخصية شلوه إضافة لكل من محمود سعيد ندين نجيم جميل عواد جولييت عواد نادرة عمران هبة نور نجاح سفكوني يحيى أبيازي أمانة والي أندريه سكاف كندة حنا عزة البحرة وآخرون.