يارا صبري: تستغرب من ماكياج الفنانات السوريات
بدت الفنانة السورية يارا صبري استغرابها من هوس الكثير من الفنانات السوريات بالماكياج، على اعتبار أنهم بالغوا في التجميل الزائد الذي لا معنى له درامياً،
موضحة بأنه في كل دول العالم عندما تضع ممثلة ما الماكياج يكون هناك غرض معين لخدمة الشخصية التي تجسدها.
جاء هذا الكلام في الوقت الذي نجد الفنانة يارا صبري من الفنانات السوريات اللواتي تضعن الماكياج بشكل خفيف في كل أعمالها الدرامية، مشيرة بدورها بأن وظيفة الماكياج في الدراما هو أن يظهر الفنان بشكله الطبيعي مع إخفاء بعض العيوب التي لا تحبذها الكاميرا .
و أشارت يارا في مقابلة خاصة مع إيلاف أنه يجب التفريق بين مكياج عارضات الأزياء الذي له علاقة بالمظهر والألوان وتقديم شكل العارضة لغرض معين، وبين المكياج الطبيعي للممثلين،
لافتةً في الوقت نفسه أن طريقة استخدام الماكياج لدى مجتمعاتنا ترتبط بالعادات والثقافة الشرقية كما هو الحال في منطقة الخليج اللذين يفضلون إبراز ملامح الوجه والعيون عبر الماكياج بشكل أوضح.
ودعت الفنانة السورية بعدم انجرار العاملات في الحقل الدرامي وراء المبالغة في الماكياج، مؤكدةً في الوقت نفسه إلى ضرورة تبني الثقافة العلمية والعملية خصوصاً من جانب الماكيير لان فن الماكياج هو علم بالنهاية.
تخاف الوقوف أمام أبيها
وفي سياق آخر، كشفت الفنانة السورية أنها كانت تخاف في بداياتها الوقوف أمام والدها الفنان سليم صبري في الوقت الذي كانت تمثل أمامه بدور غير الابنة،
إلا أنها أوضحت بأنها مع مرور الوقت أصبحت تفصل بين شخصية أبيها في البيت والعمل معه أمام الكاميرا قائلة " أصبحت اعتاد على أنه ممثل قدير أقف أمامه مثلما أقف أمام الكثيرين من ذوي التاريخ الفني من الجيل الكبير".
وأشارت يارا الى أن نشأتها في بيت فني كان له تأثير كبير في اتجاهها نحو التمثيل، معتبرةً في الوقت نفسه أن البيئة التي عاشت فيها فتحت الكثير من الآفاق أمامها.
وأوضحت الفنانة السورية أنها كانت تحمل بداخلها شيء من الفن منذ صغرها وأنها كانت على استعداد وراثي للدخول في الوسط الفني بدليل أن أختها التي تعمل موجهة في قطاع التربية اتجهت للرسم والموسيقى وأخيها الذي يعمل بالمعلوماتية يعتبر من أهم عازفي الغيتار في سورية.
وفي نفس السياق أكدت أنها لا تمانع دخول أولادها مهنة التمثيل وخاصة نجلها "كرم" الذي سبق أن عمل معها في مسلسل "قلوب صغيرة" ويعمل حالياً في "قيود عائلية"،
مشيرةً الى أنها تقوم في الوقت الراهن بمساعدته وتوسيع مداركه وفهمه للمعنى الحقيقي للتمثيل، على اعتبار أن الهدف ليس الوصول إلى الشهرة والحصول على المال، مضيفة بأن حتى ابنها الصغير يميل إلى الدخول في الوسط الفني وذلك عبر مهنة المونتير تماماً مثل أبيه المخرج السوري ماهر صليبي.
وحول دخولها مجال كتابة أعمال للدراما علقت الفنانة السورية بأن الكتابة نوع من أنواع الفنون، و تعتبر استكمال لمشروعها في التمثيل في الوقت الذي كانت تثيرها دوماً بعض الأفكار التي من الممكن أن تقدم بطرق مختلفة سواءً تقنياً أو معرفياً، فكان لا بد من أن تقدم وجهة نظرها بطريقة ما.
مشيرة في الوقت نفسه الى أن تجربتها في كتابة مسلسل" قيود عائلية" قابلة للفشل والنجاح كأي عمل درامي أخر، لافتة بأنه من الممكن أن تكرر التجربة بحكم أنها تخضع لمزاجية الكاتب.
ونفت الفنانة السورية تعرضها لأية مضايقات أو محاولات استفزازية على خلفية تجسيدها لشخصية (سلام) في مسلسل "قلوب صغيرة" التي استهدفت جهات رفيعة المستوى.
مؤكدة بأن الرسالة التي كانت تود من إيصالها عبر العمل قد وصلت إلى الأطفال المشردين، وإلى الأهالي بغض النظر عن اعتراضات الجهات المسؤولة.
وأوضحت في الوقت نفسه إن مسؤولية الدراما لا تكمن بتقديم حلول للمشاكل الراهنة بعمل درامي واحد بل المطلوب أن يسلط الضوء على الكثير من الإشكاليات التي تتغلغل في صميم مجتمعاتنا ،مع إن العمل كان فيه طرح مباشر و الكثير من الحلول الموجودة في كل دول العالم.
تناصر البيئة
بخصوص الحملة التي أطلقتها الفنانة على موقعها الالكتروني المتعلقة بالبيئة "دعها نظيفة مثل الفل" قالت هذا النوع من النشاطات ليس منتشراً بالشرق عموماً، وفي المناطق العربية بشكل خاص،
على عكس ما نشاهده في الغرب حيث أن المواطن العادي يقوم بمناصرة البيئة عبر نشاطات متعددة فمن الطبيعي أنها كممثلة لديها كاريزما أمام الرأي العام، أن تطرح موضوعاً يهم قضية التنمية في بلداننا العربية ،والهدف من الحملة أن تظل دمشق دائماً ناصعة البياض كياسمينها.
وأشارت أن من واجب الفنان أن يكون ملتزما بقضايا مجتمعه لأنه من أكثر الشخصيات العامة المؤثرة في الناس، خصوصاً في العالم العربي الذي يتميز بعاطفية شعوبه، والكلمة التي يقولها الفنان غالباً ما تكون مسموعة وتلقى صدىً ايجابياً، غير الكلمة التي يقولها أي محاضر أو مسؤول.
وقالت صبري أنها بصدد عمل بعنوان" قيود عائلية" من تأليفها، وإخراج زوجها ماهر صليبي، وتدور أحداثه حول قصة ثلاثة عائلات من شرائح اجتماعية مختلفة في سوريا، يلتقون بمشفى التوليد، حيث يبدأ العمل في دمشق عام 1983 وينتهي في عام 2009 ويطرح عبر أحداثه مدى الفجوة الذهنية بين الأجيال المتعاقبة في ظل فترة الحداثة والأصالة.