قصتي دميتي .. قصة من نبع المشاعر والروح .. بقلم محمد فاضل ملقي

في ذات يوم كنت أسير بسوق يبيعون به الذهب والفضة والياقوت , و اذ رأيت بضمن هذه المحلات المكتظه بالذهب الأصفر اللماع المرصع بالياقوت والمرجان ..

رأيت محلاً كبيراً رائع المظهر جميل الانارة وإذ اقتربت منه لأرى سر ذالك الدكان الجميل .. عندئذ رأيت فيه ألعاب و دمى رائعة حيث رأيتك … أجل رأيتك على منضدة البائع فأعجبت بك .. أردتك .. أردت أن أخذك ..

فقلت للبائع : كم ثمن هذه الدمية الرائعة , قال وهو يبتسم : لاتقدر بثمن , فهي ذو أصل متين و جمال لايوصف .. فقلت في نفسي : سبحان من خلقها… فلا بد أنها صنعت من أيدي ماهرة… ناعمة… رقيقة… كأنها خلقت من نور… نعم … كأنها ملاك جالس ..

فسألته من أين أستوحاها صانعها : فقال : آه .. إنه استوحاها من قصور الملوك … من كتب القصص الخرافية … من جمال بياض الثلج … من رقة سندريلا … من روايات الحب والرقة … من بلاد سماوية بعيدة المسافات .. من أوصاف الحور العين … من الفن , من الرسم , من الشعر.. من… من .. فذهبت وأنا حزين لأني لم أخذها فلا أملك ثمنها , و رغم ما حدث فظللت مصراً على أخذها من كثرة طمعي وجشعي وأنانية نفسي التي لم تشبع من هذا الجمال.

فذهبت في الليل الى ذالك الدكان وقمت بفتحه ودخلت , فرأيتها … فلمستها فأرعشت جسدي , و قلبي بدأ يخفق بأقصى سرعة .. فسحبت يدي على الفور … كأنها نار تحرق ما حولها , فقلت في نفسي : عسى أن احترق في جسدي خير بألف مرة على أن احترق في قلبي … و روحي … فسرقتها وخبأتها لكي لايرانا أحد وأنا في طريقي , تذكرت عذاب القبر وعقاب السارق … فقلت أن عذابها أقوى من عذاب القبر الذي سوف أتعرض له … ووصلت الى المنزل ولم أريها لأحد وخبأتها تحت وسادتي , فعرف أصدقائي وأقاربي بقصة تلك الدمية , فأرادوا جميعهم رؤيتها فعند ذالك صدتهم دون تردد وأردت أن احفظها من الزمن … من الناس … من الحسد و العين …. أردتها أن تكون كأمثال الؤلؤ المكنون …. عند كل ليلة أعود بها إلى المنزل … أتناول طعامي بأقصى سرعة وأذهب الى غرفتي … وأضم تلك الدمية التي كلفتني الكثير من العذاب .. فهذا أنا .. أناني …. طماع … أردتها لي وحدي فقط .. فأصبحت ملكي … و لكن في الواقع …. أنا اصبحت ملكا لها .. و… عبدا