مقالات وآراء

الأنفتاح وما تعنيه هذه الكلمة من مفاهيم ….بقلم . نزار جبسة

عندما بدأت تتردد على مسامعنا هذه الكلمة كان المقصود بها الانفتاح الذي يساعد على النهوض بمجتمعاتنا و الرقي بها سواء من الناحية الاقتصادية أو الفكرية أو من أي ناحية من النواحي الاجتماعية و بدأ العمل تحت اسم الانفتاح .بدأ الانفتاح بالظهور و كانت هناك آثار اي

و الأمثلة كثيرة بالنسبة إلى دخول الحاسب إلى حياتنا اليومية و حلها لكثير من المشكلات العملية أو عن الطريق التواصل عبر الشبكة العنكبوتية ( شبكة الانترنت ) في كافة أرجاء العالم . إلا أن الأمر بدأ يتخطى ذلك و يأخذ أبعاداً خطيرة تتمثل باستيراد عادات وتقاليد جديدة على مجتمعاتنا العربية اذاًعلينا العمل بالمحافظة على التقاليد الأصيلة التي تربينا عليها و نشأنا في كنفهاأنا لا أدعو إلى الانغلاق بل أؤيد الانفتاح على الثقافات الأوربية و العالمية و كل ما يفيد مجتمعاتنا العربية التي هي للأسف متأخرة كثيراً عن المجتمع الغربي في كافة المجالات فالانترنت سلاح ذو حدين فهو إما أن يكون مفيداً و إيجابياً و إما أن يكون خطيراً , فمعظم شبابنا يقضي ساعات طويلة في مواقع التعارف و الدردشة و المواقع الإباحية هادراً وقته و ومضحيا بجسده و هنا لا بد من أن أنوه إلى أنني لا أسيء الظن بأغلب رواد الانترنت ولمن يجدون إساءة في كلامي و كلامي مقتصر على أصحاب النفوس الضعيفة و الذين استخدموا سلاح الانفتاح للقضاء بهفوة أو ضعف أو ذلة على مجتمع كامل …؟؟ فلو وجدنا شخص ما يقوم بأفعال منافية للعادات و الأخلاق و سألناه السبب سيكون في الغالب رده أن مل و ضاق ذرعاً من العيش في مجتمع شرقي متخلف بعاداته و تقاليده و أنه ذو اتجاهات متحررة و منفتحة على المجتمع الغربي و عليه أن يرقى بنفسه إل مكانة أسمى و أرقى .. و هنا تكون هذه الأفعال المنافية لمجتمعنا طفيفة و غير ملحوظة إلا أنها إذا لم تعالج لا تلبث أن تزداد شيئاً فشيئاً و تدخل في قائمة الأعمال المحرمة في كافة الشرائع السماوية و قد أخذ البعض ممن تسول لهم أنفسهم بخيانة ضمائرهم بالعمل على تسويق الأعمال الدونية عن طريق عنوان الانفتاح فأصبح الانفتاح عندهم عبارة منمقة لكلمة الانحلال الأخلاقي و تبرير كل مايعارض العادات و القيم الأخلاقية العربية الأصيلة .
أعود و أؤكد أنني لا أدعو إلى الانغلاق و التوقع على النفس بل إنني من أشد المؤيدين للتحرر و الانفتاح و بكل ما في هاتين الكلمتين من معنى حيث أن لهاتين الكلمتين اثر كبير بمجتمعاتنا ودافع كبير نحو الرقي من خلال ربط ماضينا المشرق بحاضرنا الذي لا بد لنا أن نستيقظ من حالة الظلمة التي فيه و نبهر العالم بسحر الشرق .لقد أغنى العالم بأسره ثقافته من تراكمات الحضارة و استفاد كذلك الغرب من الحضارة العربية وكان الانفتاح من خلال الاتصال بين الثقافات منذ قديم الأزل و أتمنى أن ندرك أنه علينا البدء يداً بيد للحاق بالركب و لو كان المشوار صعب .
إخوتي و أخواتي الأفاضل استشيروا قلوبكم و ضمائركم الحية الطاهرة لأن الضمير هو كلام الله في الإنسان نحن بحاجة إلى الانفتاح على الإخلاص في أعمالنا الخاصة والعامة، فلا نفرّط في أوقات عملنا في وظائفنا بالإهمال، والغياب، وسوء التعامل، وتأجيل العمل، وإضاعة حقوق الناس مقابل علاقة، أو رشوة أو غيرها من مظاهر الفساد التي تؤخر ولا تقدّم، وتهدم ولا تبني.
بحاجة إلى الانفتاح بلا حدود على حياة شبابنا لمعرفة مشكلاتهم والعمل على علاجها، ولمنعهم بأساليب مناسبة من المظاهر التي تسيء إلى أنفسهم وأهلهم وبلادهم، من تدخين، ومخدرات، وسهرات تقطّع أوصال الليالي وأنفاسها، وتتعب نجوم الليل، وتؤذي إشراقه الصباح .بحاجة إلى الانفتاح على الاستخدام الأمثل في وزاراتنا وجهات الخدمات في بلادنا لكل الوسائل المتاحة المتوافرة استخداماً يليق بحق الأمانة، ويرفع من شأن العطاء المتميز، الذي يستفيد منه الجميع نحن بحاجة إلى الانفتاح بلا حدود على جوانب تطوير الخدمات المختلفة تعليمياً وصحياً، ودعوياً، واجتماعياً، واقتصادياً، تحقيقاً لما تقتضيه أمانة العامل، وتنفيذاً لما يدعو إليه وليّ الأمر في كل لقاء ومناسبة. نحن بحاجة إلى الانفتاح بلا حدود على كل عمل يرفع من مستوى الأداء الوظيفي، ويحمي القيم والأخلاق، ويحقق الوئام والتآلف ويزيل أسباب الخلافات و التنابذ والتصادم الذي لا يأتي الا بالشر نحن بحاجة إلى الانفتاح بلا حدود على ثقافتنا العربية الأصيلة وعلى أدبنا الإسلامي العربي المتميز بنقاء الفكرة، وصفاء الكلمة، وعدم الانسياق الأعمى وراء الثقافات والآداب الأخرى، وحينما نقول الانسياق الأعمى فإننا نستثني هنا الاستفادة الواعية مما عند الآخرين؛ فهي من باب الحكمة التي هي ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أحق بها. نحن بحاجة إلى الانفتاح بلا حدود على أنفسنا من داخلها حتى ننقيها من غبار سوء الظن والحقد والحسد والانكسار، ونرفعها إلى مقامات الصفاء والنقاء والاطمئنان. نحن بحاجة إلى الانفتاح بلا حدود على عوالم أفراد أسرنا في بيوتنا حباً وحواراً وثقة وتفاهماً؛ لأن هذا الانفتاح سيعيد العلاقات الأسرية إلى موقعها الصحيح. كم نحن بحاجة إلى هذا الانفتاح الكبير الواعي.
و في النهاية أتمنى أن أكون قد أسهبت في كتابتي غير مسيء لأي أحد و أرجو أن أكون قد أديت جزءاً من واجبي تجاه مجتمعي .

بواسطة
نزار جبسة /محرر مقالات وأراء
المصدر
زهرة سورية /حلب

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى