لبناء وازدهار الوطن .. الرجل المناسب في مكان المناسب
لن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب إلا إذا كان خلفه مجتمع محاسب أما إذا تعود المجتمع على التجاهل والتغاضي والتملق والتحلق والمداراة والمجاراة فليس ثمة آمل في الصلاح والإصلاح.
لابد من شجب الأخطاء ونقد الأشياء وإيصال الصوت القوي من كافة أطراف المجتمع إلى القيادات احتجاجا على عدم وجود الكفاءات وعلى انعدام الخطط والموازنات .
أن وجود الشخص غير المناسب لا يمكن أن يستمر لو في مشروع خاص وصغير. أما في القطاع العام لمختلف مناحيه يكون تأثير الأشخاص القياديين أكثر أهمية لأن الصلاحيات المعطاة لهم كبيرة وواسعة، إننا نعاني من الأجواء والاعتبارات التي تسيطر على عمليات التعيين في المراكز القيادية الإدارية ومراكز الإنتاج المهمة، فقد تجد مثلاً في شركة القطاع العام الكبيرة مديراً مالياً يحمل الإجازة في الجغرافيا كما قد تجد مديراً تجارياً في شركة يحمل… شهادة الهندسة في الديكور، كما قد تجد رئيساً لا حد البلديات لا يحمل شهادة علمية عالية أو متوسطة، كما قد تجد مديراً لا يحمل المؤهلات اللازمة لإشغال هذا المركز الهام، إننا لا نريد التشهير بأحد لكن لكل ماذكر لاتزال بقايا أسماء معروفة وهي جزء من عملية خلل كبيرة تعيق تحقيق عملية الإصلاح والتطوير وتحقيق خطط التنمية المراد انجازها .
ونذكر هنا حادثة مشهورة فقد حدث في المجر أيام وجود المنظومة الاشتراكية ،
اعتقل جاسوس أمريكي كان يعمل في قيادة القطاع .. العام وقد كانت كل مهمته المنوطة به هي أن يقوم بتعيين كل شخص في غير مكانه المناسب بغية تخريب اقتصاد تلك الدولة والاستقرار فيها، إن الذي تسللوا إلى قيادات القطاع العام والمراكز الإدارية الهامة في الدولة عبر قنوات الوساطة والقرابة والمحسوبية في غفلة من الزمن لايمكن أن يستمروا في مواقعهم لأن نظرة جدية إلى واقع الإدارات والمؤسسات والشركات في الدولة لابد أن تصدر الحكم عليهم بأنهم غير جديرين بتلك المناصب والمواقع مهما كان حجم من يقف خلفهم وهذا أمر لا نشك مطلقاً في أنه سيحصل لأننا نبني مجتمعا عادلاً وا قتصاداً متطوراً دولة للمؤسسات.
ولأنه لا يمكن أن تنجح عملية الإصلاح الشاملة التي نعيشها إذا لم نطبق تلك الشعارات ونحترمها في كل مؤسساتنا وإداراتنا إننا نناشد كل الشرفاء في وطننا الحبيب الوقوف خلف مسيرة الإصلاح والتطوير التي يقودها الرئيس بشار الأسد والاستمرار في هذا النهج ومتاعبه عمليات التطهير القائمة بغية إعادة التوازن المطلوبة المترافقة باطلاع إداري يقوم على أسس علمية بحيث لا يعين ولا يبقي في المراكز القيادية إلا من تثبت جدارته العلمية وقدرته على إملاء مثل هذه المراكز وإبقاء شبح البيروقراطية الرهيب الذي تسلل إلى الكثير من المواقع الإدارية فأصبحت تلك الإدارات بفعل المتسللين إليها عاجزة عن مواكبة عملية التطور والتقدم والإصلاح في قطرنا .
وهنا يحضرني في هذا المقام قول الرئيس الخالد حافظ الأسد حول ذلك » سلطوا الضوء الكاشف على مواطن الخطأ وعلى مواقع المخطئين إن الموقع أو المركز مسؤولية وليس امتيازاً ومن يفهم الأمر غير ذلك يجب أن يتحمل المسؤولية كاملة وأن يحاسب الحساب العسير الذي يستحقه إن وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وفقا لمعايير الكفاءة والمقدرة والنزاهة وتحمل المسؤولية بعيداً عن أية
اعتبارات شخصية أو عشائرية أو أية محسوبية هو المقدمة الضرورية واللازمة لا نجاح واستمرار مسيرة الإصلاح والتطوير التي نعيشها ونطمح بانجاز أهدافها وغاياتها .
إن تطبيق قاعدة الشخص المناسب في المكان المناسب لا تشمل فقط المناصب العليا القيادية في المنظمات بل أنها تتوافق مع كل مستويات الوظائف الموجودة ، فإن تنظيم هيكل الوظائف يعتمد على وجود مواصفات فنية أومهارية أوعلمية لكل مستوى من هذه الوظائف تعتمد بالأساس على نوع المورد البشري المؤهل لشغل المسؤولية في كل واحدة من هذه الوظائف.
فالوظائف التي تعتمد على القوة العضلية دون الحاجة للقوة الذهنية توضع شروط قبول العاملين فيها إعتماداً على هذا المبدأ دون الحاجة إلى أختيار عاملين حاصلين على شهادات أكاديمية أو علمية .
والوظائف التي تعتمد على القوة الذهنية والجانب الفكري والعقلي توضع الشروط فيها لقبول العاملين الذين حصلوا على شهادات علمية أو أكاديمية ويفضل كذلك من لديه خبرة في العمل لمدة معينة في منظمات أخرى سابقة ، وإن هذه الوظائف تحتاج فعلاً إلى من يناسبها وله المقدرة العالية بالتصرف العقلاني فيها وذلك لأن معظم القرارات المهمة والتي تمس واقع عريض من أهداف المنظمة يتم اتخاذها من قبل أصحاب هذه الوظائف ، فكلما كبر حجم ومستوى المسؤولية والوظيفة كلما زادت متطلبات الدقة والمسؤولية في اختيار الرجل المناسب لها ويزداد معه متطلب حصوله على الامتيازات والخبرات والمهارات القيادية .
الإدارة و المنصب سفينة ضخمة فيها الموظفين و المراجعين والمال و التخطيط و التنفيذ ، لا بد من أن يديرها ربان ماهر يدرك ما يعمل . وللقبطان الماهر خصائص ومميزات إدارية لا يعوض عنها شيء آخر أو تميز آخر كما أنها تخصص وملكة لا يغني عنها تخصص آخر أو ملكات مختلفة ،
إذ بمكاننا أن نتحدث اليوم عن التغيرات الايجابية التي تحصل في البحث عن الرجل المناسب ووضعه في المكان المناسب، كما حدث في الأيام الماضية في بعض مجالس المدن والبلديات والبلدان في المحافظات، وكانت محافظة حمص هي السباقة في التغير والتعديل نحو الأفضل في الاختيار الأشخاص المميزين في نشاطهم واختصاصهم وعملهم المتواصل في تحقيق الخدمات للمواطن نحو الأفضل والسعي للبناء والازدهار لتلك المناطق .
تجد مثلاً في شركة القطاع العام الكبيرة مديراً مالياً يحمل الإجازة في الجغرافيا كما قد تجد مديراً تجارياً في شركة يحمل… شهادة الهندسة في الديكور، كما قد تجد رئيساً لا حد البلديات لا يحمل شهادة علمية عالية أو متوسطة، كما قد تجد مديراً لا يحمل المؤهلات اللازمة لإشغال هذا المركز الهام، هذا ما يحصل اليوم في معظم الدوائر الرسميةوالقطاع العام واكبر شاهد على ذلك هو خسارة القطاع العام علماً التسهيلات الذي يحصل عليها لا توجد في القطاع الخاص ابداً .. ويبقى رابح القطاع الخاص لأن الجهاز الاداري يعمل بطرق علمية وامنظمة وبشكل الصحيح وبعيد عن المحسوبيات والواسطة مقابل المصلحة في نجاح العمل المسند إليه .
بالطبع معاني هذا المثل مثار جدل مبهم في مؤسسات بلدنا العامة منها والخاصة، جدل فيه تناقض أعمى بين النظريات والأقاويل التي يتبناها ويتحدث عنها المعنيون وأولي الأمر ، وبين مايسيطر على واقع العمل المؤسساتي.
ويطفو على المحصلة النهائية للممارسات الفكرية الإدارية والإنتاجية في آن معاً، فكم مرة سمعنا هذا المسؤول وهو يستميت في حديثه دفاعاً عن مبدأ وجود الرجل المناسب في المكان المناسب ، بينما لا هو ولا من حوله يتمتعون بمضمون هذا المبدأ لا من قريب ولا من بعيد، وكأن المطلوب من الآخرين إدراك أن جوهر العمل المؤسساتي الحقيقي تعشعش في نفوس أصحاب القرار حتى ليكاد أن يكون الوسواس الذي يقض مضاجعهم
الشواهد أكثر من أن تحصى وماعليك إلا بجولة قصيرة في بعض هذه الدوائر أو المؤسسات أو الشركات لترى العجب العجاب، فكم من حملة شهادات الهندسة أو المحاماة أو الاقتصاد أو الإدارة أو البرمجيات وقد حشروا في زوايا تلك المنشأة وكأن المطلوب منهم القناعة والرضا والسكوت لا أكثر ؟ كم من متخصص في مجال مايعمل تحت إمرة مدير أو مسؤول لايعلم عن مكان عمله إلا شكل الكرسي ووجه السكرتيرة؟
لكنك أستاذ تيسير إذا أردت الآن أن تطبق هذي القاعدة (في القطاع العام مثلا )فإنك ستلقي بثلثي أصحاب المناصب ومدراء المؤسسات ومعاونيهم ورؤساء شعبهم خارجا فمن أين ستأتي حينها بالبديل ليست المشكلة بعدم تطبيق تلك القاعدة الذهبية فحسب ولكن المشكلة في إيجاد بديل نزيه و(عينو شبعانة ) فمعظم شبابنا للأسف يسعى للوظيفة واضعا نصب عينيه أنه سيستغل وظيفته لأقصى حد وهذا ما يحدث للأسف في ظل غياب الرقابة الوظيفية من مدراء متورطين بالفساد أيضا وغياب مفهوم العيب والحرام ليحل محله (حلال عالشاطر )…وشكرا
يا سيدي الكريم السفينة مليئة بالثقوب و الثغرات ، و الكل بات معرضا للغرق ،إن لم نسارع في ايجاد حل عاجل و سريع و إنقاذ ما يمكن انقاذه ، وها أنذا أرى الكثير منهم يرمي بنفسه في خضم الأمواج بعيدا عن هذا المركب باتجاه الآخر ،لا لشيء إلا أنه أيقن أن لا أحد يلبي نداءه و يعمل معه لسد هذه الثقوب ،فالحل الوحيد هو أن ينقذ نفسه ،مع العلم لن يرمي أحد بنفسه إلى هذه الأمواج إلا أذا كان ؤمنا بقدرته على السباحة و العوم.. شكرا لك.
شكراً إلى كاتب المقال، وهذا ما يحدث في الوقت الحالي، وقد وضع الأصبع على الجرح، ونتمنى أن تتغير الأحوال نحو الأفضل في اختيار الرجل المناسب في مكانه المناسب حتى نبني هذا الوطن الحبيب وبشكل الصحيح، وان نلغي من قاموسنا المحسوبيات والواسطة والقربة .
سؤال مهم إلى من يهمه الأمر . لماذا عندما يتم عزل أو محاسبة رئيس بلدية ما، ولا يتم معه محاسبة أو عزل المكتب الفني، علما المكتب الفني في البلديات يتحمل اكبر مساءلة ومحاسبة في حالة التغاضي عن المخالفات وسوء التنفيذ والإشراف .
لكم جزيل الشكر للموقع والكاتب
هذا المرض الخطير الذي أصاب مهندسين الطيران المدني ,والذي كان ضحيته حتى الآن خمسة مهندسين ومهندسات فهم كلما اقترب أحدهم من عقد العربات يفاجأ بعد شهر او شهرين من المرض بأن أما أن بخلعوه من مركزه واما ينقلوه لعدم تقبله ذاك الداء الخطير ، وبالتالي سيستمر هذا المرض في الطيران المدني ، وهل من المعقول بعد فترة قصيرة سينقرض المهندسون من الطيران المدني بقدرة هذا الداء !! فسسسسساد
لن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب إلا إذا كان خلفه مجتمع محاسب، أما إذا تعود المجتمع على التجاهل والتغاضي والتملق والتحلق والمداراة والمجاراة، فليس ثمة آمل في الصلاح والإصلاح
طرح الموضوع ضروري جداً عزيزي تيسير لأننا جميعاً مطالبون بمحاربة الفساد بكل أشكاله
وجميعنا مسؤولون بطريقة أو بأخرى عن هذا البلد الحبيب سوريا الذي يكثر أعداؤه في الداخل والخارج مع ملاحظة أن أعداء الداخل أكثر خطورة.
اشكر كاتب المقال
ياسيدي هذا الكلام نحفظه عن ظهر قلب ونؤمن به ايضاً ولكننا لا نستطيع فعل اي شئ ببساطه ان كنت من / مساحين الجوخ والراشين / تكون انت باحسن حال وان كنت من الذين لا يسكتون عن الخطأ فانت الخطأ وتنهال عليك اشد العقوبات من اولي الامر مجتمعته مع التوصية والتشديد ربما تقول ياسيدي بانني من المتشأمين لكنني أوكد لك بانني جدأ متفأل وخاصة بهذه الفترة النشطة لمجتمعنا السوري ولكن ذكرت ذلك من حادثة حصلت معي وهي (بان مديري في مدرسة ما تهجم علي بالضرب وانا لم اسكت على هذه الاهانة وكانت النتيجة بانني عوقبت بعقوبة كلفتني صرف راتبي على الطرقات وكانت اشد قسوة من عقوبة المدير )
فالامر ليس بالسهل ويجب على كل مواطن شريف يحب بلده ومستعد للتضحية بان يصوب على اماكن الخطأ كما قال السيد الرئيس الراحل حافظ الاسد ( لا اريد لاحد ان يسكت عن الخطأ او يتستر على العيوب والنواقص )وبنفس اللحظة التي يرى فيها ذلك دون الخوف من العواقب والاضرار ولكن يجب تعيين اشخاص ذوو موثقية عالية يتابعون فقط ما يكتب على المواقع الالكترونية فسكوف يكتشفون ما سيفعلون
والعزة لله وللوطن ولسيادة الرئيس بشار الاسد
مؤخراً تعالت الأصوات المطالبة بدب الروح في تجربة مقابلة المواطن لأن فيها من الفائدة والجدوى الكثير لاسيما أن الرجوع إلى الحلقات التقليدية القائمة على التسجيل لدى الديوان فقط قد يساهم في استفحال الروتين والبيروقراطية ويدفع المواطن إلى التذمر والخنق تجاه تعاطي القطاع الحكومي مع مصالحه ومطالبه الملحة.
كل ذلك دفع برئيس الحكومة لتذكير الجهات العامة بتفعيل هذا الوجه الأبيض في تعاطي المؤسسات والإدارات قضايا الناس وأي تراخي يستدعي المساءلة وقد يكون هذا التنبيه هو ما حرض محافظ دمشق لمخاطبة مدرائه بالقول أن المدير الذي لا يستقبل المراجعين يومين في الأسبوع فليذهب إلى بيته لأنه لا يستحق هذه المسؤولية وهي منه براء…؟!
انني لاأحب المباريات الرياضية ولكن لايستطيع أي لاعب لوحده ان يصف ويقوم يتقييم ونقد اي مبارة وهو على ارض الملعب
ولكن الذي يستطيع القيام بوصف وتقييم وشرح تحرك كل لاعب هو الجمهور المتفرج على المباراة او من خلال التلفاز
لهذا لايكفي وضع الرجل المناسب بالمكان المناسب وان تسير الامور بالاتجاه الصحيح بدون الجمهور وهو المواطن الذي يقوم بالدلالة والاشارة للجهات المعنية عن تجاوزات أولئك الرجال المشار اليهم ولايكفي ان نضع الرجل المناسب بالمكان المناسب وان يغرق بسبات الجهات المعنية على محاسبته ومساءلته عن تجاوزاته وخاصة الفساد الاداري وهدر المال العام مال الشعب الكادح العظيم وبذلك نصل الى القول القائل /كأنك يا أبو زيد ما غزيت/ولدينا في محافظة القنيطرة مثال واضح للجميع بما حصل من تجاوزات ولاتزال في مديريتي الزراعة والموارد المائية وبعلم المعنيين وهي منشورة على عدة مواقع الكترونية ولم يتم الرد على غالبيتها
والله ياستاذ بالنسبة لمدينة حمص مع احترامي الشخصي لكم لم تتميز عن غيرها من المدن فالفساد على اشده