شفيق جبري ونزار قباني في كتاب شاعران من بلد الياسمين
صدر مؤخراً عن الهيئة العامة السورية للكتاب التابعة لوزارة الثقافة كتاب بعنوان شاعران من بلد الياسمين لمؤلفه عبد الإله عبد القادر والذي يتناول فيه شاعري دمشق شفيق جبري ونزار قباني من خلال 119 صفحة من القطع الكبير.
وعن الشاعر شفيق جبري جاء في الكتاب أنه من مواليد حي الشاغور في دمشق عام 1898 وعاصر عهد السلطنة العثمانية وما بعدها لتكون حياته استثنائية على كل المستويات من حيث الانكسارات والثورات والهزائم وما نتج عنها في شعره وأفكاره .
وذكر الكاتب أن جبري تنوع نتاجه ما بين الشعر والنثر الأدبي والصحفي والتحليلات السياسية والدراسات الأدبية لعدد من المبدعين القدامى والمعاصرين له مثل الأصفهاني و المتنبي و اناتول فرانس كما كتب في أدب الرحلات فكان كتابه بين البحر والصحراء الذي تناول فيه الجزيرة العربية بصورة آنية متنقلاً بين كل العصور التي مرت عليها بالإضافة لكتابه رحلة إلى أوربا على صخور صقلية.
ويرى الكاتب عبد القادر أن نتاج جبري جاء غنياً وواسعاً ومتكافئاً مع حياته التي امتدت لسبعين عاماً مبيناً تميز أشعاره وقدرتها على التناغم مع الموسيقا والألحان وهذا ما دفع الكثير من المطربين لغناء أشعاره .
أما الشاعر نزار قباني فأفرد الكاتب له عناوين مثل شعر المرأة والحب والغزل قبل نزار و عمر ونزار عملة ذات وجهين و المرأة ونزار بحث عن إنسانية البشر و نزار ليس شاعر جنس.
وكتب المؤلف عن العلاقة بين شعر عمر بن أبي ربيعة وشعر نزار قباني حيث بين أن كليهما تناول المرأة بأسلوبه وطريقته الخاصة فهي عند نزار قباني عشيقة ومعشوقة وهدف لشاعر مغامر لا يخاف عواقب القبيلة لو فضحته الليالي وضؤ القمر أما في شعر عمر بن أبي ربيعة فهي تحد وتمرد .
وأوضح المؤلف أن كلا الشاعرين يرتبطان بكونهما يمتلكان موسيقا خاصة وإيقاع مختلف يساعد الملحنين والموسيقيين على تحويل شعرهما إلى أغاني حساسة مبيناً أن نزار قباني لم يكرر صور عمر بن أبي ربيعة أو يحاكيها.
ذكر الكتاب أن الشاعر قباني لم يكن شاعر إثارة رغم كل ما ناله من النعوت والتجني وبقي شعره أقوى من أقوال متهميه وبقي نزار العاشق للمرأة والرجل الذي يربطها بالسمو الإنساني .
كما تطرق الكاتب إلى شعر نزار قباني الوطني الذي حول صاحبه إلى مناضل من أجل الإنسانية وقضايا الشعوب الحرة وفي مقدمتها الأمة العربية متجاوزاً بذلك كل الانتقادات والتسميات لينتصر شعره في النهاية.