تاريخ الإذاعة الفلسطينية .. توثيق مرحلة نضال وعروبة للإعلام الفلسطيني
صدر مؤخراً عن الهيئة العامة السورية للكتاب التابعة لوزارة الثقافة كتاب “تاريخ الإذاعة الفلسطينية..هنا القدس” ما بين عامي 1936- 1948 من تأليف المقدسي نصري الجوزي والكتاب من القطع الصغير ويقع في 406 صفحات.
ويتحدث الكتاب عن تاريخ الإذاعة الفلسطينية التي أنشأتها الحكومة البريطانية المنتدبة على فلسطين في شهر نيسان عام 1936 رغبة منها في تحويل مسار الجماهير العربية المناضلة ضد الاحتلال والممانعة لهجرة اليهود إلى فلسطين والمنادية بالحفاظ على عروبة فلسطين وإيقاف بيع الأراضي للغرباء ولكنها فشلت في تحقيق أهدافها.
وجاء الكاتب على ذكر أسماء أدباء وأعلام الفكر والموسيقا والفن من خلال المقابلات التي تمت معهم داخل أروقة الإذاعة حيث تحولت أيضا لمنبر سياسي ووطني في تلك الفترة ومن تلك الأسماء التي عملت في القسم العربي في الإذاعة “إبراهيم طوقان وعزمي النشاشيبي” مع عدد من العاملين الذين كان لهم الفضل في تطوير عمل الإذاعة ورفع مستوى الأحاديث والأغاني والمسرحيات الإذاعية وبرامج الأطفال فيها.
كما تضمن الكتاب بعض المقابلات الهامة التي أجرتها الإذاعة مع العديد من المفكرين العرب الذين عملوا على توعية الشعب ومقاومة الاحتلال البريطاني ودعم اللغة العربية الفصحى مثل محمد كرد علي وعباس محمود العقاد وغيرهما.
وورد في الكتاب بعض الأناشيد التي وضعت خصيصا للإذاعة مثل نشيد “المولد الشريف” و”أشواق غازي” بالإضافة إلى مجموعة من الصور الموثقة للعديد من الشخصيات التي عملت في الإذاعة وعدة وثائق أخرى.
ومن بين أهم ما احتواه الكتاب المسرحيات الإذاعية التي قدمتها الإذاعة الفلسطينية مع ذكر موءلفيها ومنها مسرحية “الأم” لإميل الجوزي ومسرحية “النسوان” لفريد الجوزي مع التطرق لبعض الفرق المسرحية والمخرجين والممثلين وما واجهوا من صعوبات وعقبات في العمل المسرحي ومن بين الفرق التي ذكرت فرقة “الجوزي” وفرقة “إضحك”.
وأورد المؤلف في كتابه التوثيقي المهم أن الإذاعة بدأت في غرفتين في فندق بالاس بمدينة القدس العربية وفي عام 1939 انتقلت إلى دار كبيرة مكونة من تسع غرف للإذاعة وخمس غرف للأعمال الهندسية وكانت مدة البث فيها عشر ساعات ونصف الساعة يومياً.