معرض دمشق الدولي ينهي فعالياته .. تظاهرة اقتصادية واجتماعية وثقافية وفنية، وتداولات ممهدة لعقد صفقات ونشاطات اقتصادية مع دول عربية وأجنبية
حقق معرض دمشق الدولي في دورته السابعة والخمسين حضوراً لافتاً من قبل زواره الذين جالوا على أجنحة عشرات الدول من مختلف قارات العالم وآلاف الشركات السورية والعالمية بما يعكس مكانة المعرض الدولية كحدث بارز على خارطة المعارض التي تقام في المنطقة
وواظب على عقد دوراته دون انقطاع منذ المعرض الأول عام 1954.
كما شكل المعرض على مدى الأيام القليلة الماضية مسرحاً للقاء الفعاليات الاقتصادية والتجارية والصناعية ومراكز الأعمال وحفل بالتداولات الممهدة لعقد الصفقات التجارية والنشاطات الاقتصادية وعزز ذلك وجود 45 دولة عربية وأجنبية إضافة إلى سورية ونحو 4340 عارضاً ووفود ورجال أعمال يمثلون كافة القطاعات الاقتصادية.
وتوقع محمد حمود مدير المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية وصول عدد الزوار مع اختتام المعرض أمس الجمعة إلى 600 ألف زائر فيما كان الرقم العام الماضي أقل من نصف مليون زائر وهو دليل على نجاحه كتظاهرة اقتصادية واجتماعية وثقافية وفنية.
وقال حمود في تصريح لوكالة سانا إن 90 بالمئة من الدول المشاركة ثبتت مشاركتها في الدورة المقبلة بل أن بعض الدول كفنزويلا التي شاركت كأول ضيف شرف على المعرض طلبت شغل مساحة أكبر بينما أبدت الهند استعدادها لمشاركة واسعة مضيفاً أن العقود والصفقات التجارية التي عقدت خلال المعرض انصبت حول الآلات والمعدات الصناعية.
وأشار مدير المؤسسة العامة للمعارض الى أن ما ميز دورة هذا الصيف تحولها إلى حالة تعكس التطور الاقتصادي والفني والمهني والخدمي وأيضاً الثقافي الذي تشهده سورية متوقعاً أن تشهد الدورة المقبلة حضوراً مميزاً للمحافظات لاسيما مع الاهتمام المتزايد بالركن الذي خصص لمحافظة حمص وعرض تصوراً تعريفياً بمستقبل المحافظة الحضاري والتنموي.
كما سجل المعرض حركة مكثفة ونشاطاً على صعيد الزوار من كافة الشرائح الاجتماعية ترافق بالمقابل بنشاط وفود الدول والشركات المشاركة عبر اللقاءات والمباحثات داخل الاجنحة وخارجها سواء فيما بين هذه الوفود او مع نظرائها السوريين بهدف ايجاد الوسائل المناسبة لتعزيز العلاقات ورفع حجم المبادلات التجارية وإقامة شراكات صناعية وتجارية وفتح قنوات وأسواق جديدة تسهل من تدفق سلع ومنتجات هذه الدول.
وجاءت المشاركة التركية في معرض دمشق الدولي هذا العام بتنظيم مشترك ما بين الأمانة العامة لاتحاد المصدرين في منطقة حوض المتوسط ومركز تنشيط الصادرات التركية وضم الجناح التركي 16 شركة متنوعة الاختصاصات.
وتوقع غسان القلاع رئيس غرفة تجارة دمشق انسياب بضائع البلدين مستقبلا دون المرور بالمنافذ الحدودية والجمركية وخاصة بعد إلغاء سمات الدخول مشيراً إلى أن واقعاً جديداً في علاقات سورية وتركيا يتيح فرص التبادل التجاري والإعفاءات الجمركية واستثمارات مشتركة ما يجعل رجال الأعمال أمام حالة انتعاش يتوجب عليهم تنميتها وتوسيع أطيافها التجارية والاقتصادية وهو ما اكده شعبان باش رئيس غرفة تجارة أضنة داعياً إلى التعاون الوثيق بين البلدين للوصول إلى مستويات عالية ومتطورة في التجارة والاقتصاد والتمكن من الوقوف أمام التكتلات الاقتصادية الكبرى.
ومن المشاركات النوعية في المعرض كانت المشاركة المصرية بجناح ضم 34 شركة تمثل القطاعات العاملة في صناعات الحديد والصلب ومواد البناء والآجر الحراري والأنابيب والمواد الكيماوية.
وقال شريف عبد الرحمن سالم رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للمعارض والمؤتمرات إن مشاركتنا جاءت في إطار الاجتماعات العديدة التي عقدت مؤخراً بين المسؤولين الاقتصاديين في كلا البلدين لتعزيز العلاقات وزيادة حجم التبادل التجاري مؤكداً حرص مصر على دوام المشاركة بمعروضات تشمل جميع القطاعات الانتاجية ذات الجودة العالية والميزة التنافسية في الصناعات المصرية وضمن النشاط الموازي للمعرض بحث وفد الشركات المصرية المشاركة مع أعضاء غرفة تجارة دمشق الفرص المتاحة امام المنتجات المعدنية المصرية في السوق السورية وإمكانية إقامة شراكات لتبادل الخبرات والتجارب بين الجانبين.
وفي هذا الصدد أشار القلاع إلى أهمية مشاركة الشركات المصرية في معرض دمشق الدولي لاطلاع رجال الأعمال والتجار في سورية على المنتجات المصرية والبحث عن فرص تجارية لتلك المنتجات في الأسواق السورية بما يسهم في تطوير العلاقات الاقتصادية وزيادة حجم المبادلات التجارية بين البلدين بالمقابل أكد الدكتور صلاح الدين عبد الباقي رئيس القطاعات الفنية في شركة الصناعات المعدنية القابضة المصرية ضرورة تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الدول العربية وخاصة بين مصر وسورية وفتح الأسواق لمنتجاتهما الوطنية ما يسهم بتطوير حجم التجارة العربية البينية ويعود بالنفع على الاقتصاديات العربية.
وحرصت الجمهورية الإسلامية الإيرانية على المشاركة بفعالية منذ أكثر من 30 عاماً دون انقطاع ولقي الجناح الإيراني إقبالاً ملحوظاً نظراً لتنوع معروضاته وجودتها وتلبيتها لمتطلبات المستهلكين وشملت الشركات الإيرانية الصناعات الغذائية والزراعية والتغليف والتجارة العامة والشحن وتخليص بضائع وتصنيع الباصات والمنسوجات والمياه ومعالجة الصرف الصحي ومحطات توليد الكهرباء وتحلية المياه والمواد الطبية وإنشاء طرق وخدمات مالية واقتصادية.
وتعد دولة الكويت إحدى الدول المثابرة على التواجد في المعرض بما يعكس العلاقات المتميزة التي تربط بين البلدين الشقيقين وتتويجاً للعلاقات التجارية والاقتصادية وأشار مدير الجناح محمد المزين الى أن دولة الكويت شاركت بمعروضات لثلاثين شركة ومؤسسة صناعية مشيراً إلى أن وزارة التجارة والصناعة حرصت هذا العام على مشاركة القطاع النفطي في المعرض من خلال مؤسسة البترول والشركات التابعة لها إضافة إلى مشاركة غرفة التجارة والصناعة في الكويت.
وأوضح المزين أن مشاركتنا الدائمة ودون انقطاع في المعرض تنبع من حرص الحكومة الكويتية على ضرورة المشاركة الفعالة في كافة المعارض العربية والدولية بهدف تعريف الفعاليات الاقتصادية على التطورات التي يشهدها الإنتاج الصناعي الكويتي في الوقت الحاضر والتطلعات المستقبلية وكذلك الاطلاع على التطور الذي تشهده الدول المشاركة.
أما المدير التنفيذي للمؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية المهندس يعرب القضاة فقال إن معرض دمشق الدولي هو اداة للتواصل والتبادل الواسع للخبرات والمعارف والتجارب الناجحة ومحطة للترويج والتسويق وإبرام الاتفاقيات والعقود التجارية مشيراً إلى إن الجناح الأردني ضم 30 شركة محلية متخصصة من مختلف الشركات والصناعات الأردنية المهتمة بالسوق السوري كقطاع الصناعات الغذائية والصناعات الهندسية والبلاستيكية وأملاح البحر الميت ومستحضرات التجميل إضافة إلى قطاع الخدمات الطبية والمستشفيات الأردنية والقطاع التعليمي.
وأضاف القضاة ان استمرار المشاركة الأردنية في هذه التظاهرة الاقتصادية المهمة يعكس حجم العلاقات الثنائية بين البلدين ويأتي تعزيزاً للعلاقات التجارية التي شهدت نمواً متزايداً خلال السنوات الأخيرة وخاصة بعد توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين.
وتميز المعرض هذا العام بتجربة اجراء مزاد علنى على السيارات التي تعود إلى القطاعات والجهات العامة كما قدمت إحدى الشركات المتخصصة بالصناعات الغذائية علبة من الحلويات الشرقية بطول 112 مترا وهو ما مكنها من الدخول إلى موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر علبة حلويات.
ولا يقتصر نشاط المعرض على الأجنحة الدولية والشركات الصناعية والتجارية إذ تحتل الفعاليات الفنية والثقافية التي تسبق افتتاح المعرض وتستانف بعد اختتامه من خلال مهرجان فني متنوع العروض يتخلله حفل يانصيب المعرض وإلى جانب حفلات نخبة من الفنانين من سورية والدول العربية قدمت فرق فنية وطنية ذات حضور عالمي عروضاً تعكس ثقافة وتراث الدول المشاركة وهو ما تم التركيز عليه في هذه الدورة بهدف اطلاع جمهور المعرض على الثقافات الأخرى.