فيلم هوليودي عن السوري الذي أنقذ حياة أمريكيين أثناء كاترينا
يحضّر المخرج الأمريكي جوناثان ديمي، الحاصل على جائزة “أوسكار” كأفضل مخرج عن فيلمه “صمت الحملان” عام 1991، لفيلم يتناول قصة العربي الأمريكي من أصل سوري وهو عبدالرحمن زيتون، الذي قام بعمليات إنقاذ لمواطنين أمريكيين أثناء إعصار “كاترينا” الذي ضرب سواحل خليج
المكسيك ومدينة نيو أورلاينز في ولاية لويزيانا عام 2005.
وسيحمل الفيلم عنوان “زيتون”، وهو من إنتاج رجل الأعمال السوري الأمريكي جمال دانيال، وبكلفة تقدر بـ20 مليون دولار.
وكان زيتون قد تحول إلى بطل قومي في الولايات المتحدة لما قام به من أعمال بطولية أنقذ خلالها العشرات من الموت غرقاً، حينما تحولت المدينة التي يعيش فيها إلى مدينة منكوبة غمرتها المياه بارتفاع 3 أمتار.
يُذكر في هذا السياق، أن الكاتب الأمريكي ديف إيغرز قد قام بزيارة مدينة جبلة السورية، الموطن الأصلي لزيتون، حيث التقى أهله وأصدقاءه، وتعرف إلى الأماكن التي كان يعيش فيها، ثم زار أخاه في إسبانيا لجمع المعلومات عنه، وأصدر بعد ثلاث سنوات من العمل كتاباً يحمل عنوان “زيتون” يتناول تفاصيل حياته.
بداية القصة
وكانت وسائل الإعلام الأمريكية أطلقت على المغترب السوري وصف “البطل القومي” في البلاد، لما قام به من عمليات إنقاذ لعشرات الأمريكيين من الموت أثناء إعصار كاترينا.
وضرب الإعصار مدينة نيو أورلاينز الواقعة على خليج المكسيك في ولاية لويزيانا، حيث كتبت الصحف العالمية والأمريكية المحلية عن زيتون، والتقت به محطات تلفزيونية أمريكية وعربية وحصل على عدة شهادات تقديرية من منظمات وجهات مختلفة، وألّف عنه كاتب أمريكي كتاباً خاصاً يحمل اسم عائلته.
والرجل هو مغترب سوري يعيش في الولايات المتحدة وأخ للسباح العالمي محمد زيتون. وولد في مدينة جبلة عام 1957، حيث عمل في البناء، ثم سافر وعمل بحاراً على متن سفن يونانية في عام 1974. وفي عام 1988 حط رحاله في مدينة نيو أورلاينز في مقاطعة لويزيانا في الولايات المتحدة الأمريكية وهناك عمل في المقاولات وتزوج من أمريكية اسمها كاتي التي أنجبت له أربعة أبناء.
مصارعة “كاترينا”
وعن صراعه مع الإعصار كاترينا يقول زيتون: “في البداية أنذرت السلطات الأمريكية بقدوم إعصار قوي يختلف عن الأعاصير السابقة التي كانت تضرب المنطقة ما أدى إلى مغادرة أغلبية سكان المنطقة إلى مناطق أخرى مجاورة، وكعادتي كما في الأعاصير السابقة قمت بترحيل زوجتي وأطفالي إلى منطقة أخرى حيث يعيش بعض الأقارب، وبقيت أنا وحدي في المنزل.
وتابع “أعلم أن المنطقة التي أعيش فيها منطقة أعاصير، حيث تعودت على المياه منذ طفولتي كوني ابن البحر حيث ولدت في مدينة الساحلية، كما اعتدت ركوب الأمواج ومواجهة الرياح والأعاصير في عرض البحر لأنني عملت سنوات طويلة بحاراً على متن بعض السفن التجارية”.
وأضاف “في اليوم الأول ومع بداية الإعصار ارتفع منسوب المياه نتيجة الأمطار الغزيرة في المدينة إلى ما يقارب 70 سم. لكن الإعصار هذه المرة كان أقوى بكثير حيث بلغت سرعة الرياح ما يقارب 250 كم بالساعة ما أدى إلى انهيار أحد السدود القريبة، الذي سبب غمر المدينة بالمياه بارتفاع يتراوح بين مترين وثلاثة أمتار، واضطررت لنقل أهم محتويات المنزل إلى الطابق الثاني لحمايتها من التلف.
عمليات الإنقاذ
ويتابع زيتون تذكّر أيام الإعصار “بعد استقرار المياه رحت أتجول في شوارع المدينة بقارب صغير أمتلكه، وكانت المياه غمرت أغلب المنازل في الطابق الأول”.
وأشار إلى أنه خلال جولاته أنقذ العشرات من الأمريكيين الذين لم يستطيعوا المغادرة لأسباب مختلفة، خاصة كبار السن والذين ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه”. كما قام بإيصال العديد منهم إلى المشافي والملاجئ ونقاط الإنقاذ الطبية التي لم تغمرها المياه.
وتدل تقارير إخبارية على أن زيتون عمل على إحضار المساعدات الطبية والطعام ومياه الشرب لبعض السكان المحجوزين في الطوابق العليا، وكانت قد نفدت لديهم المؤن والمياه وقطعت الكهرباء عنهم، لاسيما أن رجال الشرطة والإنقاذ لم يحضروا إلى المنطقة إلا في اليوم الثالث بعد الإعصار.
ويذكر عبدالرحمن أنه في اليوم الرابع كان أحد قوارب الشرطة يتجول في المنطقة وبرفقته كاميرا لأحد الفضائيات تنقل الأحداث بشكل مباشر. وعندما شاهدني أهالي المنطقة بدأت تنهال الاتصالات عليّ للاطمئنان على ممتلكاتهم ومنازلهم وطلب البعض منهم إنقاذ حيواناتهم التي علقت في المنازل، فقمت بمساعدتها وقدمت لها الطعام بشكل يومي.
واستمر زيتون وعلى مدى أسبوع كامل في التجوال بقاربه في شوارع المدينة لمدّ يد العون والمساعدة لمن يحتاج.
واختتم زيتون قائلاً: “كنت أقطع يومياً أكثر من 25 كم بقاربي، وكنت خلال جولاتي أتقاسم الطعام والمياه مع السكان الذين اضطروا للبقاء في منازلهم بعد أن علقوا فيها بسبب الإعصار”.