مهرجان الرطب بالإمارات يشهد منتجات غير مسبوقة من التمر
ابتكر إماراتيون مشتقات غير مسبوقة من التمر فهذا العام شهد الكشف عن العديد من الابتكارات من خلال مهرجان “ليوا” للرطب 2010 والذي اختتم فعالياته الاثنين 26-7-2010 بالمنطقة الغربية، في مقدمتها مخلل الرطب الذي يشبه إلى حد كبير جدا مخلل الزيتون وقد لاقى إعجاب
كل من تذوقوه، بالإضافة إلى القهوة والشاي المفيد للكلى ومنظف الأسنان والكحل والبخور وكلها مصنوعة من نواة التمر المخلوطة بالأعشاب الطبيعية.
وقال عبيد خلفان المزروعي، مدير المهرجان :"منذ خمسة أعوام تقيم العاصمة أبو ظبي مهرجانا للتمر سنويا يجمع آلاف المزارعين والزوار من مختلف أنحاء الإمارات، وفي هذا المهرجان يتنافس المشاركون على تقديم أفضل إنتاج من التمر الرطب، ويتضمن المهرجان مسابقات في فنون طبخ التمر، وجمال وجودة ونظافة التمر ليحصل الفائزون على جوائز ضخمة من بينها سيارات فارهة، وقدم المزارعون تمرا متميزا تباع الحبة الواحدة منه بـخمسين دولارا، ويصل سعر الكيلو المميز في بعض الأنواع إلى ما يعادل ألف دولار.
وأضاف: المهرجان أصبح كرنفالا تراثيا وسياحيا كبيرا في المنطقة الغربية للإمارات، وفي دورته الأخيرة حقق رواجا سياحيا كبيرا، وبلغت نسبة اشغالات الفنادق خلال فترة الفعاليات100 % ، خاصة مع إقبال وفود اجنبية حرصت على متابعة المهرجان.
أكبر صحن تمر في العالم
وقاد التمر الإمارات للدخول في موسوعة جينيس العالمية مرتين، الأولى بعد أن صنع مزارعون إماراتيون أكبر صحن تمر في العالم، والثانية بوصف الإمارات أول دولة في العالم من حيث زراعة أشجار النخيل والتي بلغ عددها أربعين مليوناً وسبعمائة ألف شجرة، وفق إحصاء منظمة الأغذية والزراعة ” الفاو” وإحصاءات وزارات الزراعة والثروة الحيوانية والبيئة في دول مجلس التعاون الخليجي.
وفي بادرة مبتكرة عرض مهرجان أكبر ثمرة تمر صناعية في العالم، والتي حصلت على موافقة مبدئية من موسوعة غينيس بضمها إلى صفحاتها للأرقام القياسية، ولم يتبق سوى التوثيق النهائي للمجسم الذي يبلغ طوله عشرة أمتار ونصف، وعرضه خمسة أمتار، وارتفاعه ستة أمتار، وتعود فكرته إلى الشاعر حمد بن سرحان الدرعي، وقد استمر العمل في المجسم لمدة عام، وكلف2مليون درهم، ويضم بداخله مجلساً يستوعب 20 شخصا.ً
ويتضمن المهرجان مزادات على أطباق تمر فاخرة وصلت قيمة بعض الأطباق إلى مئات الآلاف من الدراهم، مثل سلة البلح التي بيعت العام الماضي بـمئتي ألف درهم إماراتي، وكانت من نوع "الخلاص"..
ويتضمن المهرجان في دورته الأخيرة عدداً من الفعاليات التي تمت لأول مرة، منها مسابقة أفضل طبق تمر تسابق فيها طهاة أكبر الفنادق العالمية، من بينها فنادق فرنسية وهندية وسورية ولبنانية، وترك للمتسابقين حرية إنتاج وجبة شعبية مصنوعة من التمور.
قهوة وبخور من نواة التمر
ومن أهم تلك الابتكارات ما قدمته الإماراتية نورا المزروعي التي أبدعت الكثير من الأشياء مثل القهوة، البن التركي، الشاي، الشاي المفيد للكلى، البخور، منظف الأسنان وكلها مصنوعة من نواة التمر، ومضاف إليها بعض المواد الطبيعية.
وقالت نورا إن شروط المشاركة في السوق الشعبي العام الماضي، والتي اشترطت أن تكون المعروضات مصنوعة من النخيل هي التي دفعتها للتفكير في ابتكار هذه الأشياء، حيث قدمت في محلها السنة السابقة كل ما تجيد صناعته؛ لهذا بدأت التفكير في أصناف جديدة تشارك بها هذا العام، وتكون جميعها منتجات يدوية مصنوعة من النخيل، فهداها تفكيرها إلى هذه الأشياء التي توصلت إليها تباعاً، وقامت بتجريبها بنفسها قبل أن تبدأ باستخدامها في منزلها وتقديمها لأسرتها التي أعجبت بهذه المنتجات وأقبلت عليها مما شجعها على التقدم بها لمهرجان ليوا للرطب2010.
وعن طريقة صناعة هذه المبتكرات، قالت نورا إنها تصنع القهوة من نواة التمر، حيث تبدأ بغسلها جيداً ثم تجفيفها وطحنها ثم يتم تحميصها بعد ذلك ويخلط معها الهيل والزعفران والقرنفل، أما القهوة التركية فتتم صناعتها من مسحوق النواة مع الـ"كوفي ميت" والبندق.
وأضافت أنها تصنع شاي التمر من ناتج طحن نواة التمر بعد خلطه بالنعناع والزنجبيل، أما الشاي المفيد للكلى فعبارة عن مسحوق النواة المخلوط بالشعير والحلبة، في حين يستخدم مسحوق النواة المخلوط بالقرنفل والملح في صناعة منظف الأسنان. أما الكحل فيتم تصنيعه من نواة التمر بعد تحميرها وطحنها والبخور يصنع من مسحوق النواة بعد خلطه بالمسك وبعض العطور الفرنسية.
لم يخطر ببال الإماراتي محمد سهيل المزروعي أن يلقى منتجه الجديد كل هذا الإقبال والطلب على شرائه، فقد خاض المزروعي خطوته كتجربة ليرى مدى صداها لدى الجمهور حيث كان مهرجان ليوا للرطب والمعرض المصاحب له فرصة أمامه لعرض منتجه الجديد وهو نوع جديد من المخللات والمقبلات والمربى مصنوعة خالصة من الرطب بمراحل نضجه المختلفة.
وعن تجربته تلك قال المزروعي إنه ومن واقع عمله كمدير لمصنع المرفأ للتمور لمدة تزيد على عشر سنوات اكتسب خلالها العديد من الخبرات والأفكار في مجال النخيل والرطب بأنواعه، وأضاف أن هناك العديد من ثمار النخيل قبل النضج تتم إزالتها من قبل المزارعين والاستغناء عنها لتجويد وتحسين الإنتاج حيث راودته الفكرة لاستغلال هذه الثمار المستغنى عنها في تصنيع منتجات غذائية ذات قيمة وفائدة فبحث في المراجع العلمية حول ذلك وتمكن من إنتاج هذا الصنف من المخللات والمصنعة من ثمار النخيل في مراحل نضجه الأول وهو يشبه إلى حد ما الزيتون.
5715 سلة رطب في المسابقة
وبلغة الأرقام، فإن مهرجان العام الماضي شهد إقبالاً كبيراً من الزوار تجاوز عددهم أكثر من60 ألف زائر تم حصرهم بواسطة تقنيات حديثة وأجهزة جديدة تعمل بالليزر لقياس عدد المترددين على المهرجان. كما شهد المهرجان الماضي تسجيل 2586 مشاركة قبل بدء الفعاليات، وشارك فعلياً في المهرجان 1769 مُشاركاً من كل أنحاء الإمارات، قدّموا 5715 سلّة رطب ضمن كل فئات المسابقة (الخلاص، الدباس، بومعان، الفرض، وفئة النخبة).