سليمان يطلب تسليح الجيش اللبناني بدعم الأصدقاء
قام الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، بزيارة منطقة العديسة التي وقعت فيها المواجهات بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي الثلاثاء الماضي، حيث وعد بإطلاق حملة عربية ودولية لتسليح الوحدات العسكرية اللبنانية
، قائلاً إنه يطرح هذا الملف "بصرف النظر عن موقف بعض الدول منه" بإشارة إلى معارضة دول غربية وصول سلاح متطور للبنان.
واعتبر سليمان أن لبنان سيعتبر رفض الدول المنتجة للسلاح بيعه إلى بيروت "موقفاً سياسياً،" في حين نفت تل أبيب أن تكون قد طلبت إقالة قائد الوحدة اللبنانية التي خاضت المواجهات وقتلت عقيداً في الجيش الإسرائيلي في الحادث الذي اعتبر الأخطر من انتهاء معارك يوليو/تموز 2006 بين إسرائيل وحزب الله.
وزار سليمان مقر قيادة اللواء 11 المنتشر بالجنوب، وأعلن إطلاق "حملة وطنية وعربية ودولية لتسليح الجيش اللبناني، داعيا "الدول الشقيقة والصديقة إلى مساعدة الجيش بمختلف أنواع الأسلحة التي تمكنه من الدفاع عن لبنان إذا كان همها قيام الدولة."
ووجه سليمان دعوة إلى "اللبنانيين القادرين الذين يريدون الاستثمار في لبنان" إلى أن يستثمروا في الجيش عبر "تمكينه من امتلاك السلاح المناسب"، لافتا إلى ضرورة الرد على الدعوات الإسرائيلية لعدم تسليح الجيش اللبناني عبر حملة تبرع وطنية.
وفي اجتماع مع قادة اللواء، قال سليمان، الذي كان بدوره قائداً للجيش قبل انتخابه لرئاسة البلاد، إن لدى بيروت "تصميم على تسليح الجيش بأسلحة دفاعية متطورة."
ورفض سليمان ما رددته تقارير إسرائيلية حول ولاء ضباط الجيش اللبناني في الجنوب لحزب الله واتخاذهم قرار المواجهة مع القوة الإسرائيلية بشكل ذاتي قائلاً: ""التشكيك وزرع الفتنة هو عمل إسرائيلي دائم عليكم التحسب له، والآن التشكيك بولاء الجيش والسؤال عن أوامر من ينفذ، الجيش فرد واحد."
أضاف: "الإسرائيليون يستغربون كيف ان الجيش تصدى لهم. في المرة السابقة استغربوا والآن أيضا. الجيش واجه التصدي وله تاريخ كبير بالتصدي لإسرائيل، من المالكية إلى العرقوب حيث قاتل قتالا بطوليا، وعام 1972 عند محاولة الاختراق عبر محاور، وحينئذ نال إعجاب العالم ولم تستطع إسرائيل تحقيق أهدافها."
وتابع سليمان: "اليوم يروجون لمقولة أن الجيش أصبح مقاومة، فالجيش هو الجيش. هو الأساس في الشرعية وفي الوطن… الإسرائيليون يقومون الآن بحملة لمنع تسليح الجيش. نحن لا نستطيع إلزام أي دولة أن تقدم لنا هبات، ولكن ليس للدول الصديقة الحق بعدم بيعنا السلاح لان ذلك يشكل موقفا سياسيا."
وحدد سليمان مطالب الجيش اللبناني بـ"أسلحة دقيقة تمنع الطائرة المعادية من ضرب المراكز" وأسلحة مضادة للدبابات.
من جانبها، نقلت صحيفة "هآرتس" نفي المسؤولين الإسرائيليين صحة التقارير حول طلبهم من الجانب اللبناني إقالة الضابط المسؤول عن القوة اللبنانية في العديسة بحجة أنه خاض المواجهة مع الوحدات الإسرائيلية بقرار شخصي.
يذكر أن الجيش اللبناني يعاني منذ عقود من ضعف في التجهيزات بعد سنوات الحرب الأهلية الطويلة، وهو لا يمتلك دفاعات جوية أو سلاح طيران فاعل، وتبدي بعض العواصم الغربية تحفظها على تسليح الجيش اللبناني بحجة دور حزب الله في الحكومة وإمكانية وصول المعدات العسكرية المتطورة إليه.
وكانت مواجهات الثلاثاء قد خلفت عدد من القتلى بينهم ضابط كبير وإصابة آخر من الجانب الإسرائيلي، ومقتل جنديين لبنانيين وصحفي جرح 15 مدنياً في تبادل إطلاق النار الذي اعتبرته الحكومة الإسرائيلية استفزازا خطير، وتوعد الأمين العام "حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله بأن " المقاومة" ستقطع اليد الإسرائيلية التي ستمتد إلى الجيش اللبناني مجدداً.
وأعرب أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه الشديد إزاء تبادل إطلاق النار بين الجانبين عبر الخط الأزرق بجنوب لبنان، والذي تقوم القوة الدولية، يونيفيل، بالتحقيق فيه، في حين أدانت سوريا بقوة ما وصفته بـ"العدوان الإسرائيلي السافر" على الأراضي اللبنانية.