مسير قفزة الثقة الرابع للجمعية السورية للإستكشاف والتوثيق

أقامت الجمعية السورية للإستكشاف والتوثيق مسير قفزة الثقة الرابع تحت أسم : مسير مقامات بني هاشم Bani Hashem Shrines . Hiking.وذلك في 6أب 2010
زهرة سوريا الحاضر الدائم في نشاطات الجمعية كان لها هذة التغطية واللقاءات التالية

فقد حدثنا السيد عمر عباس مسؤول العلاقات الخارجية في الجمعية عن الموقع الجغرافي أنة في القاطع الشمالي الغربي من سوريا – محافظة اللاذقية – منطقة القرندح وتحديداً الجبال الساحلية المطلة على سهل الغاب الواقعة شمال شرق مدينة القرندح.

وعن الطبيعة : هي منطقة غابات ومحميات (سرو وصنوبر وأرز)، مشهورة بالينابيع والممرات المائية السيلية الصخرية والتي تنشط في فصل الربيع. أما الجبال فهي شاهقة الارتفاع تنحدر باتجاه الشرق بشكل قاسي جداً وتكون خفيفة الانحدار باتجاه الغرب وفيها الكثير من القمم التي تعتبر مرصد طبيعي فريد من نوعه وتأتي أهميته من إمكانية رصد الكثير من المدن السورية الشرقية من عليه بشكل مذهل وغريب يصل مدى الرؤية إلى أكثر من 200 كم. ومن أندر و أشهر الحيوانات المتواجدة في هذا الجرف (الخنازير البرية والغزلان) ويقال أنه مازال الدب يحيا في هذه المناطق.

خط المسير : من رويسة النامورة مقام جعفر الطيار بارتفاع 1428 / م إلى بلدة مشتى عدرة ( حماة ) بارتفاع 200 / م طول خط السير 4 كم.

هدف النشاط : الاستكشاف والتوثيق

1 – زيارة منطقة سهل الغاب والنزول إليه من أعلى سلسلة جبلية تطل عليها من الجهة الغربية للتعرف على تلك الطبيعة الحراجية القاسية والفريدة من نوعها والغنية بغابات الأرز المعمرة والعملاقة بالإضافة إلى بعض أهم الحيوانات البرية النادرة في سوريا .

2 – التعرف على أهمية هذه السلسلة الجبلية التي لها دور هام في التأثير على المناخ بشكل عام بسوريا وبشكل خاص على سهل الغاب.

3 – اختبار قدرة الفريق على تجاوز المهمات الصعبة في المناطق الجبلية ذات الانحدارات الجرفية و الصخرية الصعبة والقاسية

فترة تنفيذ النشاط:

انطلقت الحافلات من دمشق في تمام الساعة 11.30 من مساء يوم الخميس باتجاه اللاذقية – الجبال الساحلية المطلة على سهل الغاب إلى نقطة البداية، حيث تم انضمام الحافلة التي تقل مشتركي فرع المنطقة الشمالية من محافظتي حلب والحسكة. وقبل بدء المسير أشار قائد النشاط السوري (خالد نويلاتي) إلى أن خط السير سيتم تعديله بشكل بسيط لأجل تفادي الحالة الجوية السائدة خلال هذه الأيام والتي أثرت على منطقة الشرق الأوسط وسببت ارتفاع في درجات الحرارة إلى حد غير طبيعي، فقد تقرر تبديل نقطة الانطلاق من مقامات بني هاشم إلى نقطة أعلى منها تسمى (قاموع الخيالة ) وهذه النقطة تبعد عن تلك النقطة التي كان مقررة بمقدار 2 كم وذلك لأجل الدخول ضمن الغابة الأكثر كثافة بهدف ضم المشاركين تحت الظل خلال فترة سيرهم وتنفيذهم للنشاط، وهذا لأجل سلامة كل المشاركين من احتمالات التعرض الطويل لأشعة الشمس فمن المعروف أن قمة مقامات بني هاشم التي يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 1430 / م تطل على أحراج ذات شجيرات قصيرة لا تؤمن الحماية للمشاركين من أشعة الشمس بعكس المنطقة التي تم تعديل النشاط إليها والتي تتميز بكثافة أكبر للأشجار والغابات.

بعد أن تم توزيع العتاد الخاص لهذا المسير على جميع المشاركين من حبال وخوذ واقية للصدمات والعصي التي يستخدمها المشاركين لمساعدتهم على السير في الطبيعة، وبعد أن تم تقسيم الكادر التنظيمي وإعطائهم التوجيهات اللازمة للإشراف على المشاركين وخط السير، بدأ المسير بصورة جماعية حيث أنشد الجميع النشيد الوطني للجمهورية العربية السورية, ثم انطلقت المجموعة باتجاه محافظة حماة عبر السلسلة الجبلية المطلة على سهل الغاب وقد كان لهذه الإطلالة الرائعة من هذه السلسة على سهل الغاب والتي تعطيك الانطباع على أنك تنظر إلى الخريطة السورية من على سطح القمر، الأثر الكبير على كل المشاركين مما جعلهم في غاية الحماس لخوض هذه المغامرة الرائعة والتي اعتادت إدارة الجمعية على تسمية مثل هكذا نشاط ( بقفزة الثقة ) وتعني أن يكون بداية المسير من قمة عالية جداً باتجاه وادي سحيق. وللعلم فقد كان ارتفاع القمة التي بدأنا بالسير منها هو 1528 / م عن سطح البحر والهدف الوصول إلى سهل الغاب الذي يرتفع 200 / م عن سطح الغاب.

والجدير بذكره هو أن هذا النشاط كان له ميزة في عملية تنفيذه، حيث اتبعت الإدارة المنظمة له تكتيك جديد في عملية السير ضمن هذا الخط هو السير بنظام المجموعة الواحدة أو ما يسمى في نظام الجمعية ( العشيرة الواحدة ) وتفادياً للوقوع في بعض المشاكل خلال السير، ابتكر الكادر التنظيمي عملية سير رائعة وناجحة جداً تعتمد على نشر نقاط تمركز مؤلفة من عدد كبير من المنظمين على طول الخط متمركزين بشكل متناوب ليشكلوا سلسلة بشرية واحدة تربط مابين المشاركين بخط واحد يكون فيه الصوت هو الرابط الأساسي وفي بعض الأحيان النظر بالإضافة إلى بعض الشارات المأخوذة من الطبيعة توضع على الأرض لأجل الدلالة على المسلك الذي تسير فيه المجموعة بشكل كامل لأجل ضمان عدم ضياع أحد المشتركين عن باقي المجموعة، ومن الاحتياطات التي تم اتخاذها توجيه الكادر التنظيمي إلى ضرورة التحادث مع بعضهم البعض، وإذا لزم الأمر الغناء خلال السير ليكون الجميع على صلة مع بعضهم البعض في أسوأ تقدير من خلال الصوت.

بالإضافة لذلك اعتمد الكادر التنظيمي على تكليف مجموعتين من فريق الطوارئ الأولى لتستلم مقدمة المسير وتسمى ( رأس حربة ) ليتمكنوا من إرشاد المجموعة إلى الطريق المحدد وشق المسالك داخل الأحراش الكثيفة، وتم كل هذاً بالاستعانة بالخريطة والبوصلة، أما المجموعة الثانية تسمى (الظهير) لتضمن عدم تأخر أي مشترك عن الالتحاق بباقي المشاركين أو لمساعدة الأشخاص الذين من الممكن أن يتعرضوا لبعض الإصابات.

وفي تمام الساعة الثامنة صباحا بدأ المسير حيث أنطلق الجميع باتجاه سهل الغاب ضمن الأحراج والغابات الكثيفة. وتمت عملية تنفيذ النشاط بشكل ناجح جداً وقد وصل الجميع إلى نقطة النهاية في تمام الساعة الرابعة بعد الظهر إلى بلدة ( فريكة ) وبدون أي إصابة أو أي مشكلة تذكر.

زهرة سوريا كان لها المشاهدات والملاحظات الهامة على مستوى الطبيعة :

المنطقة رائعة الجمال وفريدة من نوعها وهي لاتعاني من أي مشاكل بيئية تذكر بل على العكس فيها الكثير من المحميات التي لاقت اهتمام كبير من مؤسسات الدولة، والتلوث في داخل هذه المنطقة يكاد يكون معدوماً مما يجعلها منطقة عذراء بشكل ملفت للنظر. وقد أفاد بعض الشهود من أهل المنطقة أن هذه السلسلة الجبلية تحتوي على الكثير من

الحيوانات النادرة في سوريا منها (الخنازير البرية ) وأحياناً (الغزلان ) وقد شوهد( الدب ) منذ فترة 20 سنة ماضية، بالإضافة إلى الثعالب والضباع والذئاب والكثير من الطيور البرية المتنوعة.

أما نباتاتها ففيها شجر الأرز والصنوبر والغار والسرو وتكثر هذه الأشجار كلما اتجهنا إلى الجبال الشمالية نحو محطة البث.

وكان لنا المشاهدات والملاحظات الهامة على مستوى المشاركين :

كان المشاركين في هذا المسير من محافظات متنوعة من دمشق وحمص وحلب واللاذقية والحسكة ودير الزور والجميع كانوا في غاية النشاط والحماس، ومن أهم الأمور التي تم رصدها عند الجميع وخصوصاً عند بدء المسير الدهشة والاستغراب من روعة جمال المنظر الذي شاهدوه عندما كانت الأرض مكشوفة عليهم من القمة باتجاه الشرق حيث تمكن الجميع من مراقبة بلدات ومدن داخل سهل الغاب تبعد أكثر من 200 كم مما جعل الجميع يشبّه هذا المنظر على أنه إطلالة فضائية من على سطح القمر، أما عند نقطة النهاية فقد كانت دهشة الجميع أكبر عندما التفتوا إلى الخلف ليروا السلسلة الجبلية والقمة التي قاموا باجتيازها في مسيرهم هذا – حيث أنهم تمكنوا من النزول من قمة ترتفع 1528/ م إلى سهل الغاب قرب نهر العاصي بارتفاع 200 / م – مما أعطاهم الإحساس بأن إنجازهم هذا كان جداً عظيم حيث تكررت عبارة ( نحن نزلنا كل هاد الارتفاع !!! ) والعديد منهم كانوا يتحدثون فيما بينهم أن ما قمنا بفعله كان قمة في الشجاعة، وأن هذه هي همة السوريين والجميع كان يطالب بتكرار مثل هكذا نشاط خلال الفترات القادمة.

قائد نشاطات الجمعية خالد نويلاتي شكر زهرة سوريا على مرافقتها الدائمة لنشاطات الجمعية وحدثنا عن أرقام هامة في هذا المسير فقد وصل

عدد المشاركين الإجمالي : 129 متطوع من المنطقة الجنوبية 94 متطوع من المنطقة الشمالية 30 متطوع من المنطقة الشرقية 5 متطوعين.

طول خط السير حتى الحافلات 9.5 كم حتى الحافلات 3.5 كم داخل الأحراج و6 كم طريق ترابي.

وفي النهاية نود أن نشكر كل الذين شاركوا وكل المنظمين وإدارة الجمعية وعلى رأسها رئيس الجمعية الدكتور (باسل الحكيم). وأنا أقول أن هذا النشاط والذي يسمى قفزة الثقة قد حقق الهدف بشكل ناجح ورائع جداً وخصوصاً فيما يتعلق باختبار قدرة الفريق على تجاوز المهمات الصعبة في المناطق الجبلية ذات الانحدارات الجرفية و الصخرية الصعبة والقاسية ورفع الثقة في نفوس الشباب والصبايا أبناء الجمهورية العربية السورية، وكل عام وأمتنا العربية والإسلامية بألف خير بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

نتمنى للجميع أن تسنح لهم الفرصة ليشاركونا في نشاطنا القادم وهو (معسكر البحيرات السبع) بعد شهر رمضان المبارك حيث سيقام بمحافظة اللاذقية قرب مدينة مشقيتا وعلى بحيرتها الشهيرة سد 16 تشرين.