جدل في الأوساط اللبنانية يؤدي لإيقاف مسلسل السيد المسيح عن العرض
أثار عرض مسلسل ( السيد المسيح ) – وهو من إنتاج إيراني- حفيظة بعض الجهات المسيحية وتحديداً الكاثوليكية والمارونية ، حيث اعتبر رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران الماروني بشارة الراعي ..
أن المسلسل " يتضمن مغالطات مسيئة ومساساً بسر المسيح والعقيدة المسيحية في الجوهر والمضمون " , وقد تفاعلت قضية عرض المسلسل الذي يعرض على قناتي المنار الناطقة باسم حزب الله ، و( إن بي إن ) الناطقة باسم حركة أمل -التي يرأسها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري- إلى حد دفع بالقناتين إلى وقف عرض المسلسل نهائياً.
وذهب المطران الراعي إلى أبعد من ذلك بقوله إن " المسلسل يؤدي إلى فتنة مذهبية طائفية ويضرب الميثاق الوطني والعيش المشترك " ، فضلاً عن الإساءات التي يقدمها ، " لأنه يستقي معلوماته ليس من القرآن بل من إنجيل برنابا المنحول والمرفوض من الكنيسة الكاثوليكية ويتضمن تحريفاً لشخص المسيح والمسيحية وإفسادا للحقائق " ..
الملاحظات
ووضع الأب فادي تابت -المدير العام لإذاعة صوت المحبة المسيحية- تقريراً تضمن ملاحظات كنيسته على المسلسل بالتعاون مع مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم ، مع العلم أن نظرتي المسيحية والإسلام للمسيح تختلفان رواية وتقويما وأحداثا.
ومن الملاحظات التي أوردها المعارضون تلك التي تتعلق بأسماء تلاميذ المسيح الحواريين إضافة إلى العديد من الملاحظات الأخرى التي تركز على الخلاف , وأفرزت اللغة المستخدمة في رفض المسلسل حركة اعتراض قوية تمثلت باعتصام حشود في المركز الكاثوليكي للإعلام أثناء عرض الملاحظات، وذكرت إلى حد بعيد بمشاهد شبيهة في الحرب الأهلية الطائفية التي اندلعت عام ١٩٧٥.
آراء مختلفة
من جانبه يرى نائب كتلة الإصلاح والتغيير نبيل نقولا أنه " لم يكن من الموجب إثارة هذه المشكلة "، على عكس النائب نديم الجميل – من حزب الكتائب- الذي اعتبر أن " مسلسل السيد المسيح لا يأخذ الرخصة من طهران " , وتعليقاً على ما جرى من تداعيات ، انتقد الأب إبراهيم سروج ما أسماها "عنتريات بعض المسيحيين " التي تستهدف – حسب رأيه- حزب الله ، واستخدام اللغة التي تذكر " بمحاكم التفتيش " ..
وقال للجزيرة نت إنه " لو لم يكن هناك من أثار الناس وحرك مشاعرهم لما حدثت هذه الضجة ، والدلالة أنه سبق أن عرضت مسلسلات غربية شوهت صورة القديسة مريم والسيد المسيح ولم يحرك أحد ساكنا " , وأردف " تقوم عقيدتنا على احترام وجهة نظر الآخرين ، وتوقيف المسلسل حكمة قطعت الطريق على مظاهر طائفية كان يمكن أن تحدث ، وهي عنتريات لا علاقة لها بالدين المسيحي ولا بالمسيح ".
المفتي الشعار
ونوه مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار بالموقف الحكيم لقناتي المنار والـ "إن. بي. إن" بوقف عرض المسلسل ، وقال في تصريح للجزيرة نت " إننا مقيدون بشريعتنا وفقهنا أن تكون وسائلنا منضبطة وجامعة عند إيصال الفكرة للناس ، بالموعظة والحكمة فإذا اصطدم ذلك مع شريحة معينة في أي بلد فنعمل وفق الأثر الشريف " دع الخير الذي عليه الشر يربو " ..
وأضاف متابعا "من حق المسلمين أن يوصلوا صورة أنبياء الله تعالى كما جاءت في القرآن الكريم، منوها بأن المسيحيين يدركون جيدا أن الإسلام وضع عيسى في مصاف الأنبياء والرسل فقط وليس في أي موقع آخر "مثل الله أو ابن الله" , وأكد على واجب "الحرص على وحدة الوطن "، لافتاً إلى أن تعليم الإسلام لا يكون عبر " ما يصطدم ومشاعر وعقائد الآخرين".