اكتشاف جزء من قرية أثرية في جبل البلعاس بمحافظة حماة يعود إلى 10 آلاف سنة قبل الميلاد
كشفت أعمال التنقيب التي تنفذها البعثة الأثرية السورية الفرنسية المشتركة في موقع جبل البلعاس بحماة عن سويتين معماريتين تمثلان جزءاً من قرية قديمة في الموقع يعود تاريخهما لبدايات عصر النيوليت 10 آلاف سنة قبل الميلاد.
وقال عبد القادر فرزات رئيس دائرة آثار حماة إن السوية الأولى هي عبارة عن إنشاءات معمارية بسيطة تتألف من حجارة مرصوفة بطريقة دائرية وصفوف من الحجارة على شكل جدران أو إنشاءات دائرية أو بيضوية الشكل في حين تم الكشف في السوية المعمارية الثانية وهي الأقدم عن منشأتين معماريتين تمثلان قسماً من قرية ترجع لعصر النيوليت ولكن بصورة معمارية وهندسية مختلفة عن تلك التي اكتشفت في حوض الفرات وفلسطين.
وأشار فرزات إلى أن العصر الحجري عرف في المشرق من خلال الحفريات الأثرية في وادي الفرات وحوضة دمشق وفلسطين وبقيت مساحات واسعة بين هذه التكتلات الجغرافية الكبيرة والقاحلة في أغلبها حتى يومنا هذا غير مدروسة بشكل مستفيض.
وأوضح ان الفرصة سنحت للبعثة الأثرية السورية الفرنسية المشتركة خلال الأعوام السابقة للتعرف على جبل البلعاس والكشف عن وجود سكاني خلال فترة ما قبل التاريخ إضافة إلى الكشف عن طبيعة المساكن والنشاطات الاقتصادية والاجتماعية والعلاقات الإنسانية بين مختلف مواقع هذه المنطقة فضلا عن تحديد الربط بين أنواع الوجود السكاني في جبل البلعاس والمراكز الكبرى المعروفة في منطقة المشرق خلال العصر الحجري.
بدوره لفت الدكتور عبد السلام البشمكي الباحث في دائرة آثار حماة إلى أن ما يميز هذا الموقع الأثري أنه يؤرخ لعصر النيوليت في سورية والذي يقع خلال الفترة الممتدة بين 10 آلاف و6 آلاف عام قبل الميلاد وخصوصا أن هذه الفترة تميزت بتحول حضاري كان الأهم في تاريخ البشرية تجسد بانتقال مجتمعات العصر الحجري القديم من حياة التنقل والصيد والالتقاط إلى حياة الاستقرار و زراعة المحاصيل وتدجين الحيوانات الأمر الذي قاد إلى نشوء القرى الزراعية الأولى ومن بينها القرية المكتشفة في هذا الموقع والتي شكلت علامة فارقة في مجتمعات العصر الحجري الحديث لكونها أنتجت طعامها بالاعتماد على مواردها المحلية ما شكل انعطافاً جذريا في التاريخ الإنساني يطلق عليه الباحثون اسم الثورة الزراعية أو الثورة النيوليتية.