ثقافة الجور والطغيان والاستبداد واغتصاب الأوطان بقلم العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
ثقافة حكام الولايات المتحدة وإسرائيل فحواها الجور والطغيان والإرهاب والاستبداد والإجرام والاغتصاب. وبدت تجليات هذه الثقافة واضحة للعيان بما نشر من حكايات وقصص حقيقية وصور وأفلام فيديو مرعبة ولا أخلاقية من أساليب تعذيب السجناء في المعتقلات الإسرائيلية
وفي سجون قندهار وغوانتانامو وأبي غريب.
وهذه الثقافة الإجرامية والإرهابية والموغلة في دياجير الوحشية والإجرام والإرهاب لن تجر على أصحابها سوى البلاء وسوء المصير مهما امتلكوا من عتاد عسكري متطور ووسائط أسلحة من حروب التدمير الشامل.
ليس ما يشجع على التفاؤل أو يبشر بالخير والأمن والأمان للمجتمعين الأمريكي والإسرائيلي ما نراه من مظاهر الفرح والاعتزاز لبعض جنودهما ومجنداتهما وضباطهما وهم يفتخرون بأنهم أشبه بوحوش ضارية في أقبية السجون والمعتقلات. يمارسون أحط وأقذر طرق التعذيب والإرهاب والإجرام .وهذا خير دليل على أن شخصياتهم السادية والمريضة والعدوانية والمتوحشة وهم ينتهكون حقوق الإنسان ويسيئون للشرائع السماوية ومنظومة القيم والأخلاق أكبر دليل على بداية انحلال هذه المجتمعات.فمثل هؤلاء المرضى التي تعج بهم القوات الأمريكية والإسرائيلية وأجهزة
أمنهما,وشركات المرتزقة وشركات الحماية الخاصة, التي يتعاونا وينسقا معهما, سيتحولون إلى آفات تضر بأنفسهم وبمجتمعاتهم لما قد يرتكبونه من جرائم,أو يندفعون للانتحار.
فهذه الثقافة الفاسدة ما أخذ بها شعب أو دولة, أو تفشت في حضارة إلا كان مصيرها الخراب. وحينها لن تفلح ترسانتهما العسكريتان, ولا أسلحة دمارهما الشامل من أن تعيد للمجتمع الأمن والسلامة والطمأنينة. ليس أمام إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه, سوى نبذ هذه الثقافة المجرمة والإرهابية والفاسدة والمنحرفة, وملاحقة كل من أنتهجها, أو تأثر بها أو ثبت أنه عمل أو يعمل بموجبها. إلا أن الإرهاب والإجرام وشهوة العدوان والاغتصاب المتأصلة في سلوك المحافظين الجدد وحكام إسرائيل أكبر من أن تقاوم.
ما من أحد ينكر أن المحافظين المتصهينيين الجدد في الولايات المتحدة الأمريكية وحكام إسرائيل هما دعاة الشر والكراهية, وهما من أطلقا العنان لكل دوافع الشر كي تسرح وتمرح في هذا العالم خدمة للصهيونية وإسرائيل وقوى الامبريالية والاستعمار.وهما من جرا الولايات المتحدة الأميركية لتخوض غمار حروب ومغامرات عبثية أدمت شعوب العالم والشعب الأمريكي ,بعد ما تسرب عن بشاعتها ووحشيتها وما تخلفه من إرهاب وإجرام ودمار..وبعد فشل مخططات محافظيها الجدد باتوا يناصبون كل من يعارضهم أو ينتقدهم العداء. كي يضمنوا لأنفسهم السلامة,ولا يجروا إلى القضاء
لمحاسبتهم على ما تلطخت فيه أيديهم من دماء ملايين الأبرياء.
وفي إسرائيل نرى نفس المشهد. حين يتربع على السلطة في إسرائيل إرهابيون ومجرمون ومدمنو حروب وعدوان.يرتكبون جرائم حرب يندى لها الجبين بحصارهم لقطاع غزة وانتهاكاتهم اليومية لحقوق الإنسان في سائر مدن الضفة والقطاع. ويمارسون السطو على أملاك المقدسيين في مدينة القدس, وعلى الأماكن والممتلكات الوقفية الإسلامية والمسيحية.و يعتبرون أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط وحل مشكلة الصراع العربي الصهيوني إنما يكون بإقرار السلطة الفلسطينية بشرعية كل ما أرتكب من جرائم وعمليات إرهاب بحق الفلسطينيين ,والإقرار أيضاً بشرعية كل ما اغتصبته
العصابات الصهيونية والجيش الإسرائيلي من حقوق الفلسطينيين,والتسليم بشرعية المستوطنات وحق إسرائيل ببناء المستوطنات,وطي صفحة مهجري 1948م.
لن تفلح كل من الولايات المتحدة وإسرائيل في أي أمر,طالما يوجد فيهما من يفاخر بإرهابه وجرائمه ,ويبني مجده على العدوان .ويشدو لسانه بالكذب والخداع وترويج الشر والكراهية والأحقاد .
كم هو محزن أن تطرق الولايات المتحدة أبواب العلوم والمخترعات. وأن تنتج أحدث الوسائط العلمية والتكنولوجية المتطورة بفضل أيدي وعقول علمائها البررة. ويتربع على سدة السلطة ومراكز القرار محافظين جدد متصهيينين إرهابيين وجهلة وعنصريين وأصوليين متزمتون كجورج بوش وديك تشيني و بولتون و برا يمر و رايس و رامسفيلد. و يضعون العراقيل بوجه الرئيس باراك أوباما لإحباط جهوده بإنقاذ البلاد والعباد!!!! ولماذا لا تحاسب الإدارة الأمريكية بزعامة جورج بوش التي تركت المجال فسيحاً للمحافظين الجدد يسرحون ويمرحون ويسيئون لبلادها وشعبها وشعوب العالم
!!!!! وهل العقيدة السياسية والعسكرية الأمريكية المتناقضة والمتخلفة والإرهابية التي تقوم على توسيع رقعة النزاعات العرقية والصراعات الطائفية والحروب الناعمة، وإذكاء الصراع السياسي الطائفي والمذهبي والعرقي,وزيادة وتيرة القمع والإرهاب,والدفع بالعلاقات الدولية إلى شفا حرف جارف,مدعاة للفخر والاعتزاز للشعب الأميركي!!!! وهل ترك الإدارة الأميركية المجال فسيحاً لها تعربد بدون ضوابط أو محددات في استخدامها لمختلف أشكال القوة تقره القيم والأخلاق الأميركية!!! وكم هو مخجل حين تنشر صحيفة نيويورك تايمز في منتصف شباط 2009م على أحدى صفحاتها
أن عدداً من كبار ضباط الجيش الأمريكي أصبحوا هدفاً لتحقيقات في قضايا فساد تتركز على جهود إعمار العراق!!!!! وهل يُشرف الشعب الأميركي أن يكون حصاد غزو بلاده للعراق ضحايا تقدر بمليونين و350 ألف عراقي حتى شهر آذار 2009م. و اغتيال وخطف وسجن أكثر من 6000 عالم ومفكر وأستاذ وأكاديمي وباحث وخاصة علماء الذرة والفيزياء والكيمياء !!!!وهل الحرية بمنظور الثقافة الأميركية تحويل العراق إلى أخطر بلد في العالم بسبب فقدانه للأمن والأمان, وأن يتحول العراق إلى أكثر البلدان سجوناً معتقلات تضم بين جدرانها 400 ألف معتقل منهم 6500 حدث و 10 آلاف امرأة !!!!!! وهل
تحرير المرأة العراقية وإعطائها لحقوقها بمنظور الثقافة الأمريكية يكون بتحويل البلدان التي تحتلهم الولايات المتحدة الأمريكية أو تغزوهم إلى بلاد الأرامل واليتامى!!!!!! وهل التنمية بالمنظور الأمريكي هو القذف بأكثر من 70% من بنات ونساء العراق خارج نطاق التعليم في المدارس والكليات,واغتيال أكثر من 600 امرأة فاعلة في المجتمع العراقي منهن350 طبيبة وعاملة في القطاع الصحي والإنساني ,والزج بعشرات الألوف من النساء السجون والمعتقلات!!!!!!وهل تدمير مقومات الأسرة سمة من سمات الثقافة الأميركية حين بات الطلاق وعمليات الاغتصاب والجرائم التي تطال
الأسر والأطفال في المجتمع الأمريكي إلى ازدياد!!!!! وهل تحقيق الازدهار في سوق الرقيق والجنس إحدى أهداف الثقافة الأمريكية!!!! وهل نقل بلد إلى جنان الحرية والديمقراطية يكون بالغزو والاحتلال الأمريكي وفق منظور الثقافة الأميركية!!!!!!! وهل الثقافة الأميركية تعني أن يعاني 28% من أطفال العراق ي من سوء التغذية، و10% منهم من أمراض مزمنة, وارتفاع نسبة الزيادة في حالات التشوه المزمنة لتصل إلى 15 ضعفا. وكذلك حالات الإصابة بالسرطان,وحدوث ولادات لأطفال مشوهين خلقياَ إلى نسب ومعدلات لا مثيل لها سوى في هيروشيما وناغازاكي نتيجة استخدام القوات
الأمريكية الأسلحة الكيماوية وقنابل وقذائف اليورانيوم المنضب. وكذلك ارتفاع معدلات المصابين بمرض نقص المناعة من 114 حالة قبل الاحتلال إلى 67000حالة!!!!!!! وهل الأمية من مقومات الثقافة الأميركية حين لم يكن لها من وجود في العراق قبل الاحتلال, وباتت تنمو بشكل مطرد حتى وصل عد الأميين في ظل الاحتلال إلى أكثر من 5 ملايين عام 2008م!!!!! وهل حماية حقوق الطفل بمنظور الثقافة الأمريكية تعني أنتاج5 ملايين طفل و 500 ألف طفل مشرد !!!!!! وهل الشفافية بمنظور الثقافة الأميركية تعني أن يتصدر العراق بفضل الغزو والاحتلال الأمريكي للمركز الثالث بين الدول الأكثر
فساداً في العالم، بعد الصومال وميانمار!!!!!! وهل الرعاية الصحية بمنظور الثقافة الأمريكية تعني أن يفتقر 70% من العراقيين لماء الشرب النظيف!!!! وهل التطور والتقدم وفق مضمون الثقافة الأميركية أن يحرم العراق النفطي من الطاقة الكهربائية لساعات طوال كل يوم و يحتاج إلى استيراد المشتقات النفطية من دول العالم ودول الجوار !!!!!!!! وهل العدل بمفهوم الثقافة الأميركية هو تنصل الإدارات الأميركية من جرائمها وجرائم جنودها بقانون أمريكي اسمه حصانة المعركة.والذي يعتبر أن أي ضرر قد يلحقه جنودها بسكان بلد آخر خلال المعارك والحروب, أو أية جريمة
يرتكبونها بحق عزل أو أبرياء, لا يعوض على أصحابها ولا يلاحق مرتكبوها. بينما يتوجب الضغط بكل قوة على دول العالم كي تدفع التعويضات بالمليارات لكل ضحية أمريكية!!!!!! وهل منطق الحوار بالثقافة الأميركية يعني فرض العقوبات الجائرة, واستصدار قرارات من الكونغرس الأميركي,أو من مجلس الأمن الدولي,أو تسخير المحاكم الدولية,للاقتصاص من كل من يتصدى للمخططات إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية العدوانية!!!! وهل العدالة الأميركية تكون بتوفير الحماية لشهداء الزور في جريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري!!!!!! وكم ثقافة العدل الأمريكية هذه مزدوجة و
ملتوية وجائرة وإرهابية ومعادية لروح الديانات السماوية, وهي من ثار عليها الفرنسيين بثورتهم واندفعوا لهدم سجن الباستيل!!!!! وهل الثقافة الأمريكية تعني الصرف على السلاح 1200 مليار دولار عام 2006م. بينما يعاني الكثير من الشعوب من هول الكوارث والمجاعات!!!ولماذا هذا السعي لتحديث وتطوير وإنتاج وتخزين السلاح بعدما باتت الولايات المتحدة الأمريكية الدولة الأعظم,وتتحكم بحركة ومسارات المنظمات الدولية ومجلس الأمن!!!! أم أن الإدارات الأميركية على قناعة تامة بأن بلادهم قد اختلست دوراً لاهي أهلاَ له , ولا حق لها فيه, ولا قدرة أو طاقة لها عليه
!!!
صدق جيمس كارول أحد كتاب صحيفة بوسطن جلوب حين قال: لقد كان جورج بوش من خلال عبارته للحرب الصليبية التي قيل أنها كانت زلة لسان إنما كان يعبر بالفعل عما يدور بداخله. وقد أثبتت الوقائع أنه كان يشن حربا صليبية. والسؤال المطروح: هل يجرؤ الرئيس باراك أوباما على وقف هذه الحرب, أو التحكم على الأقل بمساراتها, لإطفاء جذوة أوراها؟ ولماذا يتناسى أوباما قول الرئيس كارتر حين قال: إن من بين التحديات التي تواجه الرئيس باراك أوباما ,استعادة حقوق الإنسان كركيزة أساسية لسياسة الولايات المتحدة بعدما تآكلت بشدة في السنوات الأخيرة؟ وإلى متى سيبقى
الرئيس باراك أوباما يرقص أمام هذه المعضلات بدون أن يقدم الحلول الناجعة لها. أم أن المسرح والكورس والممثلون مجهزون سلفاً لمتابعة عرض هذه المسرحيات للتعريف بثقافة الجور والطغيان والاستبداد واغتصاب الأوطان المعمول بها في واشنطن وتل أبيب.