قضية رأي عام !!!
يتردد كثيراً مصطلح ( قضية رأي عام ) في العديد من المحافل الدولية , وبالأخص في العديد من الحافلات المتجهة إلى جامعات كالهاشمية وآل البيت حيث يتناقش طلاب هذه الجامعات فيما إذا كان سيحدث في
جامعاتهم ما حدث منذ مدة قريبة في الكلية العربية وقضية بيعها مما كان سيؤدي إلى تشريد ما يزيد على ألف طالب وطالبة لم يتموا دراستهم بعد ..
قضية رأي عام جعلت معالي وزير التعليم العالي يتدخل شخصياً فيها طالباً من وزير المالية "عبر مكالمة هاتفية دولية " إيقاف صفقة البيع !!!
رأيتها قضية رأي عام أكاديمية بامتياز ، إذا تختلف قضايا الرأي العام عن بعضها البعض ولكنها تتشابه بعض الشيء مع قضايا الخُلع في أروقة محكمة بداية صويلح "مثلاً" ، إذ أن هنالك طرفان متنازعان لأحدهما السلطة على الآخر، يحاول الآخر أن يخرج منتصراً بأي طريقة متاحة !!!
عن اختلاف قضايا الرأي العام فهناك الأكاديمية كتلك المذكورة أعلاه ، ومنها الأخلاقية كقضية كازينو العقبة والضجة التي سببها دي جي " المعارضة " ، ونخرج إلى الولايات المتحدة لنستعرض قضية رأي عام دينية تتمثل في معارضة بناء مسجد أمام أنقاض برجي منظمة التجارة العالمية ، وغيرها الإنسانية والطبية وهلم جرا …
قضايا الرأي العام هذه الأيام تتكون من مشكلة بسيطة يتم تضخيمها عبر عرضها على شاشات التلفاز أو أثير الإذاعة أو حتى موقع التواصل الاجتماعي " الفيسبوك " ، مما يستدعي تدخل دولة رئيس الوزراء أو معالي الوزير وربما تصل إلى سمو الأمير حفظه الله ورعاه ليحل النزاع القائم وينصف الطرف المظلوم ليصبح وقتها بطلاً شعبياً أنقذ الشعب بأكمله من براثن الرأسمالية القذرة !!!
بعدما سمعت عن الرأي العام ، وتأثير هذه الخلطة السحرية في حل الأمور المستعصية والقضايا الجسيمة وعلى الرغم من عدم مقدرة هذا المصطلح على حل القضية الفلسطينية .. أصبحت لديّ قناعة أن هذا المصطلح يهابه المسؤولون العرب لكن لا يخافون إلا من عدم الاهتمام بقضايا الرأي العام حتى لا يصبحوا أنفسهم " قضية رأي عام " !!!