الخاني: البوطي أهدى كتاباً لأنزور وكتب عليه: إلى المخرج المتميز!
التقى المخرج نجدة أنزور بالشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي بعد سلسلة من الاتهامات فيما بينهما عبر شبكة الإنترنت والإعلام حول مسلسل ما ملكت أيمانكم وبعد اللقاء حرصنا على معرفة ما دار في هذا اللقاء وما ترتب عنه وما غير من رأي الدكتور البوطي أو أجله إلى
انتهاء عرض العمل. وقال الفنان مصطفى الخاني الذي أدى دور رجل الدين “توفيق” في مسلسل “ما ملكت أيمانكم” معلقاً على خفايا اللقاء :
كانت تصريحات الشيخ البوطي الأولى شديدة اللهجة وطالب عبرها بإيقاف العرض، ومن ثم صرح بأنه سيقول رأيه بعد انتهاء العرض، فما الذي حدث؟.
بعد البيان الذي أصدره الدكتور “البوطي” أصدر الأستاذ أنزور بياناً رد فيه وأوضح وجهة نظره وبعدها اجتمع الرجلان ودار بينهما ما دار من حوار ثم أصدر الدكتور البوطي بياناً وضح فيه أنه لم يشاهد المسلسل وإنما نقل إليه ما نقل عن العمل وبالتالي أرجأ إبداء رأيه في العمل إلى حين انتهاء العرض، وكانت الجلسة بين الرجلين ودّية وقام “البوطي” بإهداء كتاب قيّم للمخرج “أنزور” وكتب عليه إهداء “إلى المخرج المتميز…..”.
وأنا أقول: لسنا منزهين عن الخطأ فقد نخطئ ولكننا نعمل ونحن بحاجة إلى رأي رجل مثل “البوطي” وفي النهاية نحن جميعاً في جبهة واحدة وجميعنا يدين الإرهاب ويعلي من شأن الدين.
كم لزمك من الجرأة لتقبل بتأدية دور “توفيق” في “ما ملكت أيمانكم” مع المخرج نجدة أنزور؟.
في الفن عموماً وفي الدراما بشكل خاص أنا شخص في غاية الجرأة وهذا لا يعني أنني متهور، وكان لدي هذا الموسم خيارات وافرة وعروض كثيرة ولكنني قررت اختيار هذا الدور تحديداً.
هل فكرت في أن مثل هذا الدور قد يؤذي بشكل أو بآخر ما حققته في باب الحارة؟.
أعتقد أن الجمهور أصبح واعياً ويستطيع التفريق بين الشخصية وبين الممثل الذي يؤدي هذه الشخصية.
هل تستطيع أن تتكلم باسم الجمهور كله؟.
لا أنا أقول رأيي، فالجمهور أحب شخصية النمس وأعتقد أن عرض شخصيتيّ النمس وتوفيق في الوقت نفسه كفيل بإيجاد التوازن اللازم وسيدفع الناس للفصل بين الممثل وبين الشخصية.
قلت إنك اخترت دورك في “ما ملكت أيمانكم” من بين عروض كثيرة، لماذا؟.
كثيرة هي دوافعي ومنها العمل مع مخرج كبير مثل نجدة أنزور، كما أنني وجدت النص في غاية المتعة لدى قراءته ووجدت الشروط الفنية للعمل ممتازة، والأهم من هذا كله إن الشخصية بحد ذاتها كانت مغرية جداً بالنسبة لي على صعيد الأداء ومختلفة تماماً عن كل ما قدمته من قبل، فبعد قراءة النص كونت رؤية حول كيفية تقديمي لهذه الشخصية، وتلقيت الكثير من العروض لأداء شخصيات معظمها يشبه النمس ولكن كنت أبحث عن شيء جديد ووجدت ضالتي في شخصية توفيق.
وأين الجرأة في كل هذا؟.
الجرأة هي بقبول شخصية سيُطرح من خلالها الكثير من المشكلات والقضايا التي يعانيها المجتمع العربي، مشكلات لم يكن لدينا الجرأة لنطرحها أو لنعالجها درامياً بشكل صريح ومباشر من قبل، ووجدت أنه من واجبنا كفنانين أن نضطلع بدورنا في طرح ومعالجة هذه الظواهر.
لم برأيك أثار المسلسل حتى الآن ما أثاره من جدل؟.
العمل يدين الإرهاب ويعلي من شأن الدين ورجال الدين، ويدين الإرهابيين الذين يختبئون وراء ستارة رجل الدين.
نحن عانينا في مجتمعاتنا العربية من الإرهاب والإرهابيين ولا تستطيع أن تقول إن هؤلاء غير موجودين في مجتمعنا فهناك “القاعدة” ووجودها في العراق والإخوان المسلمين الذين ظهروا بفترات بعينها أو جماعة جند الشام الذين قاموا بتفجيرات في دمشق، ومن هنا يجب تسليط الضوء على هذه النماذج وفضحها بهدف توعية الشباب العربي كي لا يتورط خلف هؤلاء المدّعين مدفوعاً بحماسه الديني.
ألا تعتقد أن التركيز على رجل دين واحد في العمل، أي الدور الرئيسي،
وتهميش ما تبقى من رجال دين أخيار قد يؤذي مشاعر البعض؟.
العمل يتكلم عن نوعين من التطرف هما التطرف الديني والتطرف في الفساد الأخلاقي ويدين هذين النوعين من التطرف، وهو لا يقدم رجال دين من شريحة أو طائفة معينة ولا يوجد أي إشارة تدل على مذهب أو طائفة، والعمل لم ينته عرضه بعد ولا يمكن أن تتضح الصورة ومعالمها إلا بعد انتهاء العرض وهناك تحولات في العمل والشخصيات ستكون كفيلة بتوضيح الصورة كلوحة متكاملة، وإلى جانب شخصية توفيق هناك أربعة رجال دين أخيار ستتفعل أدوارهم في الحلقات القادمة أكثر وأكثر حتى إن والد توفيق هو رجل دين خيّر.
أليس توفيق هو الشخصية الرئيسية في العمل بين رجال الدين وهي محركة الأحداث، ألا يرسم ذلك صورة في مخيلة الأطفال والمراهقين حول رجل الدين؟.
أنا لا أقبل أن يقال عنه رجل دين وإنما إرهابي متستر بثوب رجل الدين.
ألا تعتقد أن التركيز على كل ما هو سلبي كالفساد الأخلاقي بين الفتيات مع إهمال أو تهميش الشخصيات الحسنة يعمم صورة الانحطاط ويسيء إلى الصورة الحقيقية للمجتمع الذي تعيش فيه هذه الشخصيات؟.
عندما نعرض مسلسلاً عن دار الأيتام فلا يعني أننا نتحدث عن المجتمع ككل وعندما نقدم شخصية “منغولي” فلا يعني أننا نعمم على كل الأشخاص، وعندما نتكلم عن التطرفين الديني والأخلاقي فنحن لا نتكلم عن المجتمع كله وإنما نعالج المشكلة كي لا تتحول إلى ظاهرة وكي لا تتفشى في المجتمع.
هل من الممكن أن يخدم عمل تلفزيوني مصلحة جهة خارجية من حيث يدري أو لا يدري؟.
أبداً، فنحن نتكلم عن مشكلة تعاني منها المجتمعات العربية وعانينا منها في سورية وأقصد هنا جماعة “جند الشام” التي أطاحت بها قوى الأمن السورية وظهر أفرادها في مقابلات على شاشة التلفزيون “الرسمي” و كان لهؤلاء قوات تدعمهم من الخارج.
وكم فرداً هم لنعممهم على المجتمع كظاهرة؟ وكم منهم كانوا سوريين؟.
أعتقد أن بعضهم كانوا سوريين وأن القصة مأخوذة من مذكرات أحدهم.
هل يمكن القول: إن القصة وما تتناوله من مشكلات وظواهر موجودة في مجتمع عربي آخر، وتم تناولها على أنها من المجتمع السوري لكون الدراما الخليجية لا تستطيع الخوض في مثل هذه الموضوعات؟.
قد تكون المجتمعات العربية الأخرى تعاني هذه المشكلات أكثر بكثير من المجتمع السوري، ولكننا في عصر الفضائيات لا نستطيع الفصل بين دراما وأخرى والعمل يصل عبر الفضائيات إلى الجميع، وبعد شهر رمضان مباشرة سيعرض العمل على قنوات خليجية مثل “أبو ظبي”.
ماذا قدم لك باب الحارة؟.
قدم لي منعطفاً فارقاً في حياتي المهنية فصارت خياراتي أكبر بكثير كماً ونوعاً، مع أنني اشتغلت في سبعة أعمال من قبل أهم بكثير من باب الحارة على صعيد الأداء والتمثيل، لأن تلك الأدوار كانت أكثر غنى وأكثر تعقيداً وأظهرت فيها الكثير من أدواتي الفنية، ولكن دور النمس هو الذي سلط الضوء عليّ، ولا أعرف لماذا لم ينتبه المخرجون لي قبل ذلك، ومعهم شركات الإعلان والتلفزيونات والمنتجون.
ما قصة الخلاف بينك وبين المخرج في باب الحارة وهل صحيح ما تردد في بعض الأوساط حول استبعادك من العمل في منتصفه؟.
أفضل عدم الحديث عن الموضوع، ولكن أنتظر إلى حين انتهاء العرض، وباختصار لو كان ما تردد في الأوساط صحيحاً لما أصدر كل من الأخوين الملا بياناً بالنفي، والخلاف برمته كان مهنياً لا أكثر، وأنا لا أنكر فضل باب الحارة عليّ وعلى مسيرتي المهنية، ولا يمكن أن أخون هذا الفضل أو أن أتعرض بالإساءة إلى المخرج الملا.
كيف تنظر إلى وجود بعض الممثلين أنفسهم في عدة مسلسلات تعرض في آن معاً؟.
قد يؤثر هذا كثيراً على الممثل نفسه وعلى الأعمال، وهذا يتبع لكيفية تعامل الممثل مع المهنة فهناك من يتعامل معها على أنها مصدر رزق فقط، وهناك من يتعامل معها كفن وهناك من يجدها فناً ومصدر رزق في الوقت عينه.
لديك هذا الموسم عملان هما باب الحارة وما ملكت أيمانكم، ويقال إنك تقاضيت أحد عشر مليونا لقاء أحدهما فهل هذا ما دفعك للاكتفاء بعملين فقط؟.
بالتأكيد لا، وإلا لكنت قبلت بخمسة أعمال وتقاضيت أكثر من خمسين مليوناً، و في الحقيقة كان لدي عروض أخرى وبإغراءات مادية كبيرة ولكنني لم أقبل بها، ودائما القناعة كنز لا يفنى.
هل تعتقد أن للممول غير الوطني كلمته في مضمون المسلسل التلفزيوني السوري؟.
للممول مطالبه وكونه يدفع المال فهو يطالب بما يرضي جمهوره وهو بالأغلب ما يرضي الجمهور الخليجي، وهذا أعتقد أنه يحرمنا من الخوض بالكثير من الموضوعات التي علينا أن نخوض فيها، وأنا أرى الحل بإيجاد فضائيات سورية إلى جانب التلفزيون السوري الذي لا يستطيع أن يحمل العبء كله وحيداً، وهناك مبالغ طائلة تُدفع وتصرف على الأعمال لا يستطيع أن يتماشى معها، ولذلك أقول لو كان هناك عشر فضائيات سورية مثلاً لكانت هي الضمان للدراما السورية ولاستمراريتها ولاستطعنا قول ما نريد لا ما يريد الآخرون.