دعم القطري بن همام لليمن.. مصالح انتخابية أم دوافع سياسية؟
يساند القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم استضافة اليمن لبطولة كأس الخليج في نسختها العشرين، والمقرر لها أن تُقام في محافظتي عدن وأبين من 22 تشرين الثاني (نوفمبر) حتى 5 كانون الأول (ديسمبر) القادمين، رغم الشكوك التي تحوم حول قدرتها على
الحدث الخليجي، بسبب سوء الوضع الأمني وعدم جاهزية الملاعب وأماكن سكن الوفود.
وكان بن همام قد حضر مراسم إجراء قرعة "خليجي 20" التي أُقيمت في عدن يوم الأحد 21 آب (أغسطس) الحالي، وأكد أن الاتحاد الآسيوي وجميع الخليجيين سيقفون مع اليمن قلباً وقالباً لاستضافة البطولة، مضيفاً "نحن معكم وما تم إنجازه يؤكد جاهزية اليمن لتنظيم البطولة".
ويرى مراقبون أن دعم بن همام لليمن، ما هو إلا محاولة منه لدفع فواتير انتخابية، عندما منحه اليمنيون صوتهم في انتخابات مقعد اللجنة التنفيذية التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" ضد الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد البحريني، كما أنه يتطلع إلى كسب صوت اليمن مجدداً في انتخابات الاتحاد الآسيوي التي ستجرى في شهر (كانون الثاني) يناير من العام المقبل 2011 على هامش بطولة كأس آسيا التي ستُقام في العاصمة القطرية الدوحة.
نقاد ومحللون آخرون يؤكدون أن مساندة بن همام لليمن لا يبتغي من ورائها كسب صوت اليمن فقط في انتخابات الاتحاد الآسيوي، فهو ينفذ سياسة الحكومة القطرية الداعمة لاستضافة اليمن لكأس الخليج بحكم العلاقة القوية بين البلدين، وجاء ذلك على لسان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، الذي أكد دعم قطر لبلاده لاستضافة "خليجي 20" بعد جلسة المباحثات التي أجراها مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أثناء زيارته لصنعاء بشهر تمّوز (يوليو) الماضي.
ودائماً ما كانت دورة الخليج محل انتقاد رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام عندما قلل من قيمتها وأطلق عليها لقب "دورة الشيوخ"، لما تسببه من إثارة للمشاكل والخلافات بحسب رأيه، لكنه أصبح الآن يهتم بها، والدليل على ذلك حضوره حفل القرعة وإشادته بالبطولة، كما أن أنباء صحفية أشارت إلى تدخله لإلغاء اجتماع المؤتمر العام للاتحادات الخليجية التي دعت إليه الكويت، بعد اعتذار 5 دول عن الحضور وهي اليمن وقطر والكويت والعراق وعمان.
ويبدو أن كأس الخليج تشكل فرصة ذهبية لمحمد بن همام ليكسب أكبر عدد من الأصوات الخليجية في انتخابات الاتحاد الآسيوي لما لها من تأثير قوي في القارة الصفراء، والدليل على ذلك زيارته المكوكية للسعودية، ولقاءه بالأمير نواف بن فيصل نائب الرئيس العام لرعاية الشباب والرياضة ونائب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، رغم وقوف السعودية مع الشيخ سلمان بن إبراهيم في انتخابات تنفيذية "الفيفا"، فهو يسعى لتحسين علاقته مع الكويت والبحرين عن طريق السعودية.