ألماني يطور عينا ترى في كل الاتجاهات
يرى الفيزيائي الألماني فولفجانج شتورتسل العالم بعين النحلة، ويريد أن يستكشف سلوك نحل العسل بشكل أدق مستخدما عين حشرة صناعية.
وربما ساعدت الأبحاث التي يجريها شتورتسل على تطوير طائرة دقيقة الحجم ذاتية الحركة بحجم النحلة.
يقول شتورتسل عن أحلامه العلمية باتجاه تصنيع هذه الآلة الدقيقة:"رغم صغر حجم مخ النحلة إلا أنها ترى العالم من زوايا عديدة وتستيطع استكشافه بشكل مدهش".
أضاف شتورتسل الذي يعمل بجامعة بلفيلد الألمانية:"إذا استطعنا بناء آلة ذاتية الحركة صغيرة مثل النحلة وتحلق بشكل مستقل فسيكون هذا إنجازا علميا هائلا".
ويرى شتورتسل أن المهم في ذلك هو اكتشاف التوافق بين حركة النحلة وتعرفها على عالمها المحيط بها مضيفا:"إذا فهمنا ذلك فسيمكننا نقل هذا التوافق إلى أجهزة طيران صغيرة".
وأكثر ما يمكن أن يستفيد به هذا الجهاز الذي يحلم به شتورتسل هو الرؤية متعددة الزوايا لحشرة النحلة حيث يبلغ مجال رؤيتها 300 درجة مما يجعلها تستطيع رؤية ما يدور خلف ظهرها "مما يجعلها ترى بعض جسمها نفسه".
شتورتسل:"وبهذه الطريقة يمكن للأجهزة الدقيقة ذاتية الحركة أن تتفادى العوائق أثناء حركتها في غرف مغلقة، وهو ما يمكن أن يساعد على سبيل المثال في البحث عن مطمورين.. سيوفر تطوير آلة بهذا الحجم وهذه الإمكانيات على أية حال إمكانية للاستكشاف لا يكلف الكثير من الجهد الحسابي".
كما أن العمل في تطوير نحلة صناعية يؤدي حسب شتورتسل إلى الحصول على معلومات إضافية عن النحلة نفسها "فعندما يريد الإنسان صناعة شيء يعمل بنفس طريقة عمل النموذج الأصلي له فإن ذلك يعني أنه فهم كيفية عمل النموذج الأصلي".
أضاف شتورتسل متهلل الوجه:"النحل ليس نسخة واحدة كما يظن البعض، فلكل نحلة شخصيتها".
عندما يتحدث شتورتسل البالغ من العمر 40 عاما عن عمله تجده يشير دائما بيده بحماسة ويتحدث بسرعة بالغة.
شتورتسل:"عندما تخطر لي فكرة جديدة أواصل العمل ليلا أيضا".
يعمل شتورتسل منذ سنوات في تطوير عين شبيهة بعين الحشرة. ولصناعة هذه العين فقد قام الباحث المولود في ميونيخ بتركيب كاميرا فيديو ذات عدسة دقيقة الحجم تعلوها مرآة دقيقة الحجم أيضا. ويعمل الشكل المقعر للعدسة على أن ترصد الكاميرا أيضا أشياء موجودة بشكل منحرف خلف الكاميرا.
و وضع شتورتسل أمام هذه المرآة أيضا عدستين أخريين. وتوفر هذه التركيبة الماهرة من العدسات زاوية رؤية من 280 درجة مئوية بشكل يشبه عين النحلة كما يتصورها شتورتسل.
يعتزم باحثون ألمان الاستفادة من مميزات العين التي تتمتع بزوايا رؤية متعددة حيث يعمل أيضا باحثون تحت إشراف عالم الأحياء لوك ليه في جامعة باركلي في كالفورنيا على تطوير عين نحلة يمكن استخدامها في كاميرات دقيقة الحجم.
ولكن خلافا لطريقة بناء العين التي يعكف الباحث الألماني على تطويرها فإن العين الأمريكية تبدو شبيهة بعين الحشرة فعلا لأن عين نحلة شتورتسل لا تبدو من الوهلة الأولى ذات علاقة بعين النحلة الحقيقية كثيرة زوايا الرؤية.
بدأ شتورتسل بدراسة عين النحلة من خلال صور ورسوم عين شبيهة بعين النحلة على الكمبيوتر.
ورغم العين الخاصة التي تمتلكها النحلة بما لهذه العين من نحو 5500 عدسة إلا أن الصورة التي تصل للنحلة مشوشة كثيرا ومقطعة.
وعن ذلك أوضح شتورتسل أنه "أحيانا يكون من الأفضل أن يكون مجال الرؤية أمامك واسع خير من أن تكون الصورة دقيقة".
يلجأ شتورتسل للدفاع عن موضوع بحثه إذا اضطر لذلك، وفي هذا السياق يقول:"النحلة حيوان رائع الجمال ومفيد وجمالي بشكل ما".
وردا على السؤال عن سبب اختيار النحلة بالذات لأبحاثه توقف شتورتسل ذو الوجه الباسم لحظة وقال بلهجة جادة:"عندي أمل في أن يكون فهم النحلة أسهل من فهم الإنسان".
ورأى شتورتسل أن النحلة تستطيع باستراتيجيات بسيطة ومخ ضئيل حل مسائل ببساطة غير متوقعة