قائد الجيش اللبناني يعلن توقيف 10 في أحداث برج أبي حيدر الدامية
اعلن قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي ان عدد الموقوفين في احداث برج ابي حيدر التي وقعت في 25آب/اغسطس بلغ عشرة، مشيرا الى ان عمليات الجيش في المنطقة مستمرة.
وقال قهوجي في حديث له مع إحدى الصحف المحلية اللبنانية يوم الاثنين 30-8-2010، إن "عمليات الجيش في المنطقة مستمرة كما عملية ملاحقة المتورطين. وقد اوقفنا حتى الآن عشرة اشخاص". واضاف "سنتابع هذه القضية حتى النهاية".
واوقعت اشتباكات الاربعاء الماضي بين عناصر من حزب الله الشيعي وآخرين من جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية المعروفة ب"الاحباش" السنية استخدمت فيها الاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، قتيلين من حزب الله وآخر من جمعية المشاريع.
وشدد طرفا القتال على ان اسباب الحادث "فردية"، علما ان مئات المقاتلين المدججين بالسلاح انتشروا في وقت قصير جدا في منطقة برج ابي حيدر وجوارها، ما اثار اسئلة كثيرة حول هشاشة الامن.
واعادت هذه المعارك الجدل حول ضرورة نزع السلاح من غير القوات الشرعية المسلحة في بيروت.
ورغم انتماء الجانبين اللذين تقاتلا الى الجبهة السياسية نفسها، ارتدت الاحداث طابعا سنيا شيعيا، وبدأ نواب ومسؤولو تيار المستقبل، الذي يرئسه سعد الحريري، حملة تطالب بجعل بيروت "منزوعة السلاح".
ورد نواب ومسوؤلون من حزب الله خلال الساعات الماضية على الحملة بالتحذير مجددا من "استهداف سلاح المقاومة".
وحول المطالبة بسحب السلاح من مدينة بيروت، قال قهوجي ان "هذا الامر بيد الحكومة مجتمعة فهي تضم الاطراف التي تحمل السلاح، والقرار السياسي عندها".
ومعارك برج ابي حيدر هي الاعنف منذ احداث السابع من ايار/مايو 2008 التي تسببت بمقتل اكثر من 100 شخص واجتاح خلالها حزب الله مناطق واسعة من غرب العاصمة.
وفي ذلك الوقت، اثير ايضا موضوع جعل بيروت مدينة منزوعة السلاح من دون التوصل الى نتيجة.
والجدل قائم في لبنان منذ سنوات حول ضرورة نزع سلاح حزب الله. الا ان احداث بيروت تضع مرة اخرى موضوع السلاح تحت الاضواء، لا سيما مع تأكد وجود اسلحة خفيفة ومتوسطة مع عناصر مسلحة اخرى غير حزب الله.
وتعقد اللجنة الوزارية التي كلفها مجلس الوزراء اثر احداث برج ابي حيدر البحث في سبل ضبط السلاح في بيروت، اجتماعها الاول برئاسة رئيس الحكومة، بعد ظهر اليوم.
وقال وزير الداخلية زياد بارود لصحيفة السفير ان "الاجتماع الوزاري يفترض ان يتخذ تدابير معينة (…) لاعطاء اجوبة للناس حول ما جرى". واكد ان "ليس مطلوبا البحث في نزع سلاح المقاومة ولا حتى في بيروت، لاننا نعرف حساسية الموضوع ويمكن ان نتفق مع المقاومة على صيغة خصوصية سلاحها في بيروت".
وجدد حزب الله الاثنين التأكيد ان "لا خلفيات مذهبية" وراء حادث برج ابي حيدر.
وقال بيان صدر اثر اجتماع بين الامين العام لحزب الله حسن نصر الله ورئيس جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية الشيخ حسام قراقيرة ان "الحادث الفردي المؤسف الذي وقع في برج ابي حيدر وتطور بطريقة مأسوية ليس ناتجا عن اي خلفية سياسية او مذهبية اطلاقا".
وقال ان الطرفين اكدا "بذل كافة الجهود لمساعدة اجراءات التحقيق الذي يقوم به الجيش اللبناني لمعرفة ما حصل بدقة ومحاسبة الفاعلين". واضاف "تم التوافق على مواصلة اللقاءات الكفيلة بعدم تكرار ما حصل (…)، للتأكيد على اهمية تلاحم الصف ومنع الفتنة خصوصا بين السنة والشيعة".