الفنان نضال سيجري:الدراما السورية تمتاز بالقرب من الناس والتعبير الصادق عن أحوالهم ..لا صراع بين الدرامات العربية بل منافسة شريفة لتقديم الأفضل
رغم الأعمال الكثيرة التي عرضت عليه إلا أن الفنان السوري نضال سيجري اقتصر في الموسم الدرامي الحالي على ثلاثة أعمال تتسم بالتنوع في مسعى منه لتغليب مبدأ الاقتناع بالدور الذي يقربه من الجمهور على أي مبدأ آخر.
ويؤدي سيجري دور البطولة في الجزء الثاني من المسلسل الكوميدي ضيعة ضايعة للمخرج الليث حجو ويشارك في خماسية تقاطع خطر للمخرج نفسه كما يؤدي شخصية الأمير ديون في المسلسل التاريخي كليوباترا للمخرج وائل رمضان.
ويهدف هذا التنويع الذي يعتمده سيجري في اختيار الأدوار للابتعاد عن التكرار والنمطية وتكريس انتقائية أعمال تكون أقرب لذاته وروحه حيث يقول في تصريح لوكالة سانا إن مهنة التمثيل تصبح شيئاً فشيئاً لصيقة بالناس وهكذا ودون أن أشعر وجدت نفسي أقترب من أناس يشبهونني وتتقاطع أحوالهم مع حالي وأعتقد أنه النموذج الأمثل لفن التمثيل.
ويرفض سيجري فكرة أن يكون الفن لأجل الفن التي يصفها بمقولة ترفيهية وقال رغم أن الكثير من المعنيين بالشأن الدرامي يشتغلون وفق هذا المبدأ إلا أنني أشعر أن الفن أداة لإيصال رسالة مهما صغر حجمها إلا أنها مدماك مهم في جدار كبير هو الإنسانية.
هذه الفكرة وفق سيجري تنطبق على كل الأنواع والأنماط الفنية ويقول إن الكوميديا التي اشتغلها شارلي شابلن أفضل نوع كوميدي حتى الآن وتعتمد كثيراً على الرسائل والاتجاهات والمقولات إلا أن الفن ليس صيدلية يمكن أن تأتي بمقولات جاهزة إذ إنه يقدم هذه المقولات على هيئة تساؤلات يجيب عليها الفنان والمتلقي معاً.
والوصول إلى البساطة في العمل الدرامي بحسب سيجري ليس أمراً سهلاً على الإطلاق ويرى أن البساطة تختلف تماماً عن السهولة فهذه البساطة هي انعكاس حقيقي للناس ولأحوالهم وقضاياهم مضيفاً إن البساطة التي أتحدث عنها واحدة من الأسباب الكثيرة التي جعلت الناس يتابعون ضيعة ضايعة.
ويعترف سيجري بصعوبة فن الإضحاك وقال من السهل أن تبكي المشاهد لكن من الصعب أن تضحكه معتبراً أن الضحك محبة ولهذا فهو يعمل في هذا المسلسل بحب وتفاؤل كبيرين.
ولا يكترث سيجري بعدد الأعمال الدرامية التي يتم إنتاجها كل عام إنما يعنيه التنوع والصدق الذي تحمله ووفق هذا المبدأ فإن سيجري يؤكد أن الدراما السورية تمتلك ثقافة خاصة تتمثل بتقديم الأقرب للناس والأصدق للتعبير عن أحوالهم مستشهداً بمسلسل ذاكرة الجسد الذي اقتبسته كاتبته عن رواية بالاسم نفسه للروائية الجزائرية أحلام مستغانمي.
وثقافة الأقرب والأصدق التي تتميز بها الدراما السورية وجدها سيجري أيضاً في مسلسلي وراء الشمس وقيود الروح حيث يقول إن المقترح الكبير المشغول في هذين العملين يستحق الوقوف والنقاش مطولاً لأنه مقترح لافت ومميز عدا عن كونه جديداً.
هذا الاتجاه الذي خطته الدراما السورية في هذا الموسم برأي سيجري اختصر الطريق كثيراً في الاقتراب من أشخاص لا نشعر بهم لأنهم ذوو احتياجات خاصة مع أنهم يعيشون بيننا وقال كنا سابقاً نزور الجمعيات الخيرية التي تعنى بهم أما الآن فأصبحنا نتمثلهم ويمتلكوننا.
وأثنى سيجري على القائمين على العملين وقال لا يمكن نكران الجهود التي تم بذلها بدءاً من مؤلفي العمل وانتهاء بالمخرجين فضلاً عن الجهة المنتجة التي تصدت لإنتاج أعمال قد لا تلقى الرواج.
من جهة أخرى ورغم أن الفنان سيجري تلقى عروضاً عدة للتمثيل في أعمال مصرية لم يشتغل فيها إلا أنه يؤكد أن الدراما المصرية تمتلك أهمية وتاريخاً لا غنى عنه وقال عندما كانت الدراما المصرية في أوج إنتاجها وحضورها على المستوى العربي كانت الدرامات الأخرى تشق طريق بداياتها وبهذا فإنه لا يرى أن هناك صراعاً بين الدرامات العربية بل ينظر إليه من باب المنافسة الشريفة والضرورية للارتقاء بأذواق الناس وتقديم الأفضل لهم وقال إن العمل المهم سيحقق حضوره مهما كانت جنسيته فكما أن هناك مسرحياً كبيراً اسمه سعد الله ونوس هناك أيضاً أسماء مسرحية كبيرة مثل عبد الكريم برشيد وعز الدين المدني والكثير من الأسماء المهمة في حقول فنية وأدبية متنوعة لا يمكن حصرها بمكان أو زمان محددين.
ووصف سيجري تنافس الدرامات العربية بالفرسان الذين يجلسون على طاولة واحدة ويقدمون مقترحاتهم الفنية وقال إن الأجمل والأهم هو ما يتابعه الجمهور العربي الذي لن يناقش مسألة المنشأ أو الجنسية.