بايدن يشرف على سحب القوات الأمريكية من العراق
قال الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ إن زيارة نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن إلى العراق تأتي للإشراف على استكمال سحب الولايات المتحدة قواتها وإنهاء مهامها القتالية ومناقشة تعثر تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.
وكان نائب الرئيس الأميركي قد وصل أمس إلى بغداد عشية استعداد واشنطن لإعلان إنهاء سحب قواتها المقاتلة وإنهاء المهام القتالية، ويجري بايدن محادثات تهدف لطمأنة العراقيين بشأن التزام الولايات المتحدة تجاه العراق، كما سيناقش مع المسؤولين العراقيين أزمة تعثر تشكيل الحكومة العراقية.
وقد نفذت القوات العراقية عملية انتشار واسعة وسط إجراءات أمنية مشددة استعدادا لتولي الأمن في جميع أنحاء العراق، بينما سيبقى خمسون ألف جندي أميركي هناك لمهمات تدريبية ولوجستية حتى أواخر العام المقبل، حسب الأميركيين.
وكان بايدن قد وصل الاثنين إلى بغداد في زيارة مفاجئة، قال البيت الأبيض إنه سيجري خلالها محادثات مع الزعماء السياسيين العراقيين بشأن أزمة تشكيل الحكومة.
وتأتي الزيارة بينما تستعد القوات الأميركية لإنهاء مهامها القتالية في العراق رسميا الثلاثاء، بعد سبع سنوات من الغزو قتل فيها أكثر من 4400 جندي أميركي.
وقال البيت الأبيض في بيان إن بايدن سيجتمع مع الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي ورئيس الوزراء السابق إياد علاوي.
ونقل عن مصدر في السفارة الأميركية في بغداد أن بايدن سيناقش مع المسؤولين العراقيين أسباب التأخر في تشكيل الحكومة العراقية والانسحاب الأميركي من البلاد. كما سيحاول تقريب وجهات النظر بين الكتل النيابية لإيجاد توافق
سياسي بينها للإسراع بتشكيل الحكومة.
ورغم لقاءات سابقة مكثفة بين مختلف الأطياف السياسية، ما زال العراق يتخبط في أزمة سياسية حادة بسبب خلافات عميقة حول هوية رئيس الوزراء المقبل بعد مرور خمسة أشهر على الانتخابات العامة التي أجريت في مارس/آذار الماضي.
وكانت القائمة العراقية بزعامة علاوي احتلت الصدارة في هذه الانتخابات، يليها ائتلاف دولة القانون بقيادة المالكي، وحل الائتلاف الوطني العراقي ثالثا. وقد أعلن الأخيران اندماجهما في يونيو/حزيران تحت اسم جديد، وهو التحالف الوطني الذي ما زال يوصف بأنه تحالف هش.
إنهاء المهام القتالية
من جانب آخر، سيحضر بايدن مراسم إنهاء المهام القتالية الأميركية في العراق وفقا للتعهد الذي قطعه الرئيس باراك أوباما بعيد وصوله إلى البيت الأبيض في بداية 2009.
وستبدأ مباشرة الأربعاء عملية “فجر جديد” التي سيقوم خلالها نحو 47500 جندي أميركي، هم الباقون في العراق لمدة 16 شهرا أخرى، بتدريب قوات الأمن العراقية.
من جهة أخرى، قال جبار ياور الأمين العام لوزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان العراق إن قوات البيشمركة تتدرب الآن وفق برنامج خاص وضعته القوات الأميركية، استعدادا لانسحاب هذه القوات من العراق، باعتبار البيشمركة جزءا من القوات العراقية كحرس للإقليم، ووفقا لاتفاقية الانسحاب التي وقعت عام 2008 بين الطرفين.
وكانت قيادات سياسية كردية أبدت خشيتها من الانسحاب الأميركي من العراق بسبب ما تعده افتقادا للقوات العراقية للقدرة على ملء الفراغ الذي سيتركه الجيش الأميركي.
ويشكك مراقبون في قدرة قوات الأمن العراقية على وقف نزيف العنف المتصاعد الذي يقتل نحو 300 شخص كل شهر منذ بداية العام الحالي، وكان أدماها شهر يوليو/تموز الذي قتل خلاله 535 شخصا.
وحذر رئيس أركان الجيش العراقي الفريق بابكر زيباري مطلع هذا الشهر من أن الانسحاب النهائي للقوات الأميركية نهاية العام القادم قد يكون سابقا لأوانه مطالبا بإرجاء هذا الموعد.
وأضاف المسؤول أنه “إن سئل عن تاريخ الانسحاب فسيقترح على السياسيين أن يبقى الجيش الأميركي حتى يكون الجيش العراقي جاهزا كليا في 2020″.