روسيا تستعيض عن السويس بممر بحري جديد عبر القطب
نجحت ناقلة نفط روسية ضخمة تواكبها كاسحتا جليد نوويتان في اجتياز الدائرة القطبية الشمالية في طريقها من روسيا إلى الصين فاتحة الطريق أمام أول خط نقل عبر تلك المياه في التاريخ الحديث،
مستفيدة من ظاهرة الاحتباس الحراري التي أذابت الجليد في تلك المنطقة، وفق ما أورده موقع "سي أن أن" على شبكة الانترنيت.
ومن شأن هذا الخط البحري الجديد في حال دخوله الطور العملي الفعلي أن يفتح أفقا جديدا أمام الملاحة البحرية العالمية. ولكنه بالنسبة للعرب قد يعني التقليل -ولو بشكل نسبي- من قيمة أهم ممر بحري في العالم واقع على أراضيهم؛ قناة السويس.
ومن الصعب أن يلغي أي ممر بحري في الأفق المنظور دور القناة التي تدر عائدا ماليا هاما على مصر يعوض جزئيا شح مواردها الطبيعية، إلا أن الممر القطبي الجديد يوسع الخيارات أمام الملاحة البحرية الدولية وخصوصا زمن النزاعات حيث تكتسب مصر أهمية استراتيجية كبرى تجعل دولا كبرى تقرأ لها أكثر من حساب لضمان التزود بنفط الخليج عبر السويس، وأيضا لتمرير الأساطيل والعتاد العسكري.
وشرحت "سي أن أن" أن الناقلة المسماة "اس سي اف بالتيكا" حملت أكثر من 70 ألف طن من المنتجات النفطية الروسية التي تحتاجها السوق الصينية، مذكرة أنها المرة الأولى التي تتمكن فيها سفينة بهذا الحجم من تنفيذ الرحلة باتجاه شنغهاي، متجاوزة الطريق القديمة التي كانت ترغم السفن على المرور بقناة السويس المصرية.
وقالت إن من شأن هذه الطريق أن تقلص المسافة بين العديد من الموانئ الروسية الكبرى ونظيرتها الصينية بمقدار النصف، فالمسافة من مرفإ مورمنسك الروسي إلى نيغبو بالصين تبلغ 12 ألف ميل بحري، لضرورة الالتفاف حول قارة آسيا باستخدام قناة السويس، ولكن المسافة عبر الطريق الجديدة لن تتجاوز سبعة آلاف ميل.
وقال سيرغي فرانك، رئيس الشركة "سي اس اف" التي سيرت الرحلة: "يمكننا أن نوفر ما بين 20 و25 ألف دولار يومياً في كل رحلة، وهذا يشّكل قيمة كبيرة لنا"، مضيفا أن الرحلة باكورة تدشين لخط بحري جديد، واعداً بتنفيذ المزيد من الرحلات في المستقبل، باستخدام ناقلات أكبر.