مقتل 11 ناشطا اسلاميا في باكستان في ضربة صاروخية اميركية جديدة
اعلن ضباط باكستانيون مقتل 11 ناشطا اسلاميا على الاقل الثلاثاء في ضربة صاروخية نفذتها طائرة اميركية بدون طيار على المنطقة القبلية في شمال غرب البلاد
حيث تستهدف الاستخبارات الاميركية باستمرار
مقاتلي طالبان والقاعدة.
وهذه الغارة، العاشرة في غضون 11 يوما في هذه المنطقة نفذتها بحسب ضباط باكستانيين طائرة من دون طيار من طراز بريداتور او ريبر، وهما طرازان يمتلكهما حصرا الجيش الاميركي ووكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه)، واستهدفت مجمعا للناشطين في بلدة بوشناراي في مقاطعة شوال في ولاية وزيرستان الشمالية التي تعتبر معقلا لمقاتلي حركة طالبان وتنظيم القاعدة.
وقال مسؤول امني باكستاني كبير لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته ان "طائرة اميركية من دون طيار اطلقت اربعة صواريخ عند الساعة 07,30 صباحا (02,30 تغ) استهدفت مجمعا للناشطين" في بلدة بوشناراي.
وافاد مسؤول امني اخر ان اربع طائرات بدون طيار كانت تحلق فوق المنطقة وانه تم سحب "جثث 11 متمردا" من تحت الانقاض بينهم "اجانب"، وهو التعبير الذي يستخدمه الجيش الباكستاني للاشارة الى المقاتلين العرب او الذين قدموا من دول آسيا الوسطى.
ومنذ عامين تشن الطائرات الاميركية من دون طيار غارات متزايدة على شمال غرب باكستان بلغ عددها اليوم اكثر من 120 غارة واسفرت عن مقتل اكثر من الف شخص هم قياديون ومقاتلون في حركتي طالبان الباكستانية والافغانية وفي تنظيم القاعدة، ولكن ايضا مدنيون بحسب الجيش الباكستاني.
ومنذ 3 ايلول/سبتمبر نفذت هذه الطائرات 10 غارات اسفرت عن مقتل 60 شخصا على الاقل في وزيرستان الشمالية، غالبيتهم من المتمردين بحسب ضباط باكستانيين، ولكن بينهم ايضا مدنيون بحسب مصادر اخرى.
وحركة طالبان الباكستانية التي تحالفت على غرار طالبان الافغانية مع تنظيم القاعدة هي المسؤولة عن موجة العنف غير المسبوقة في تاريخ البلاد والتي بلغ عدد هجماتها في غضون ثلاثة اعوام اكثر من 400 هجوم، غالبيتها انتحارية، واسفرت عن مقتل اكثر من 3700 شخص.
والمناطق القبلية في شمال غرب باكستان الحدودية مع افغانستان هي معاقل لحركة طالبان الباكستانية ولمجموعات اسلامية اخرى فضلا عن انها الملجأ الاول لمقاتلي القاعدة التي تستخدم هذه المنطقة خصوصا لتدريب انتحارييها.
كما تعتبر وزيرستان الشمالية قاعدة خلفية مهمة لحركة طالبان الافغانية التي تقاتل حوالى 150 الف جندي اجنبي، اكثر من ثلثيهم من الاميركيين، ينتشرون في افغانستان دعما لحكومة كابول.
واتهمت الولايات المتحدة مؤخرا زعيم حركة طالبان الباكستانية حكيم الله محسود باغتيال سبعة من عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) بواسطة انتحاري اردني فجر نفسه نهاية كانون الاول/ديسمبر 2009 داخل قاعدة عسكرية اميركية في خوست في شرق افغانستان في مكان غير بعيد عن الحدود الباكستانية.
ومنذ ذاك الهجوم كثفت ال"سي آي ايه" غاراتها على الناشطين الاسلاميين في باكستان وكادت احداها تنجح في قتل محسود في 14 كانون الثاني/يناير.
وفي 3 ايلول/سبتمبر توعد قاري حسين احد كبار قادة حركة طالبان الباكستانية المسؤول خصوصا عن تجنيد الانتحاريين وتدريبهم، باستهداف الدول الغربية، وقال "قريبا سنضرب اميركا واوروبا، سنثأر للغارات التي تشنها طائرات من دون طيار".
وتأخذ حركة طالبان الباكستانية على حكومة اسلام اباد تحالفها مع واشنطن في "الحرب على الارهاب" وهي تستهدف باستمرار القوى الامنية كما المباني الحكومية ولكنها تستهدف ايضا وبشكل متزايد المدنيين.
وهذه الموجة من الهجمات خصوصا تكثفت خلال الاسبوعين الماضيين حيث قتل حوالى 130 شخصا في 10 هجمات سبع منها انتحارية.