الرئيس الأمريكي السابق كلينتون : اليهود الروس يعوقون السلام
نقلت فورين بوليسي عن الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون قوله بإن المستوطنين الإسرائيليين القادمين من روسيا عائق أمام تحقيق السلام في الشرق الأوسط، وقدر نسبة نجاح أو فشل عملية السلام التي يدعمها أوباما بـ50% ..
وفي حديث حول طاولة مستديرة بالاجتماع السنوي لمبادرة كلينتون الدولية بنيويورك نقلته مجلة فورين بوليسي الأميركية، وصف كلينتون زيادة أبناء المستوطنين الروس في الجيش الإسرائيلي بأنها مشكلة مربكة، قائلا إنها إسرائيل أخرى، فـ16% من الإسرائيليين يتكلمون الروسية، حسب قوله.
وتكمن المشكلة في أن هؤلاء الشبان ينتمون لمجموعة متشددة تعارض تقسيم الأراضي "فهم وصلوا إلى هناك (فلسطين)، إنها بلدهم الآن ولا يمكنهم تقبل أي مبرر تاريخي أو غير ذلك يجعل تقسيم الأرض مقبولا". وأبدى قلقه من زيادة عددهم في "جيش الدفاع الإسرائيلي"، إذ قد تنقصهم إرادة معارضة المستوطنين نتيجة لانحدارهم من هذه الفئة.
وليوضح هذا التصور، أحال كلينتون إلى محادثة أجراها مع ناتان شارانسكي -وهو منشق روسي أصبح عضوا في الكنيست- فقد كان هو الوحيد الذي عارض مقترح كلينتون للسلام في كامب ديفد عام 2000، وقد رفض المقترح في النهاية من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
وأردف كلينتون أنه سأله عن المشكلة (عدم تأييد عرض السلام) فأجاب شارانسكي "لا أستطيع أن أصوت لهذا، أنا روسي جئت من أكبر البلاد في العالم إلى إحدى أصغرها، ثم تريدني أن أقطعها نصفين، لا شكرا"، ورد عليه كلينتون "لا تقل هذا، لقد جئت من زنزانة السجن، وهذه (الأرض في فلسطين) أكبر بكثير من زنزانة السجن".
المؤيدون للسلام
أما المؤيدون للتقسيم فيأتي على رأسهم يهود الصابرة –وهم اليهود المولودون في إسرائيل- إذ عندهم –حسب كلينتون- الرغبة في قبول اتفاق سلام، ويمكنهم الاستفادة من السياق التاريخي.
ويأتي في الترتيب بعد يهود الصابرة في الرغبة في قبول السلام يهود الأشكيناز (اليهود الغربيون) الذين مضى على وجودهم جيل أو جيلان.
أما الناخبون المتأرجحون الذين سماهم كلينتون المغاربة –الذين هاجروا إلى إسرائيل عام 1970 والمنحدرون من شمال أفريقيا – فهم في يمين الوسط، ويصوتون حسب الاتجاه العام "فإن ظنوا أن السلام ممكن صوتوا للسلام، وإن كان غير ذلك صوتوا لأكثر الأحزاب تشددا".
واعتبر أن الزيادة الهائلة في عدد المستوطنين منذ عام 2000 تشكل عقبة كأداء أمام تحقيق السلام، إذ سيعارضون بقوة تسليم منازلهم مقابل السلام.
وبيّن مشكلة الاستيطان قائلا إنه في عام 2000 كان هناك 97% من المستوطنين على 3% من الأراضي (المحتلة)، أما اليوم فهناك 80% من المستوطنين على 6% من الأراضي.
وللمقارنة بين وضع المستوطنين في غزة والضفة الغربية، قال إن سبعة آلاف مستوطن في غزة لزمهم 55 ألفا من قوات الجيش لحملهم على المغادرة، بينما هناك ما بين 50 و60 ألف مستوطن في الضفة الغربية.
وقال إنه على المدى الطويل فإن إسرائيل ستواجه ضغطا مستمرا بسبب نسب المواليد العالية بين الفلسطينيين، إذ سيصبح الفلسطينيون أغلبية خلال 30 سنة إذا لم تتخل إسرائيل عن الضفة الغربية، ولذا "فإن على إسرائيل أن تقرر إما أن تكون يهودية أو ديمقراطية ولا يمكنها أن تكون الاثنتين".
فتح ستفوز
وأثنى على إدارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزرائه سلام فياض.
وفي هذا الصدد قال إنه لو أجريت انتخابات في غزة فإن (حركة التحرير الفلسطيني) فتح ستفوز، بسبب الاستقرار والرفاهية والأمن التي وفرت تحت سلطة عباس وفياض، وعزا خسارة فتح في الانتخابات الماضية في غزة إلى الانقسام الداخلي في الحركة.
ووصف كلينتون القيادة الفلسطينية الحالية (عباس وفياض) بأنها جادة في الوصول إلى حل للقضية، قائلا إنه يؤمن بهذا وبأنها "لن تفعل ما كان عرفات يفعله، لن يصلوا إلى سلام ثم يصابون بالهستيريا، إنهم يعرفون كيف يبدو المستقبل".
كما قال إن الزعماء العرب يؤيدون عميلة السلام في الشرق الأوسط أكثر من أي وقت مضى، وعزا ذلك جزئيا إلى استخدامهم إيران فزاعة لصرف الأنظار عن سياساتهم المرفوضة.
وقال إنهم يرون في إيران العدو الحقيقي الآن، ولذا فإنهم لا يحتاجون إلى جعل إسرائيل عدوا مزيفا لهم، لجعل أنظار الناس تتجه إلى أشياء أخرى.
وعلى الجانب الإسرائيلي قال إن ثلثي الإسرائيليين يؤمنون بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قادر على صنع السلام أكثر مما كان الأمر في عهد رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك.
وحذر كلينتون من استحواذ (حركة المقاومة الإسلامية) حماس على تكنولوجيا متطورة تمكن صواريخها القليلة الأثر والدقة من أن تصبح أكثر دقة وفتكا، واعتبر أنها مسألة وقت فقط قبل أن تزود صواريخها بأنظمة الملاحة (جي بي أس) لتوقع إصابات أعظم، وأضاف أن نتنياهو يعي هذا.