المعلم من نيويورك:الجولان السوري المحتل ليس موضع تفاوض
أكد السيد وليد المعلم وزير الخارجية في كلمة سورية أمام الدورة الخامسة والستين للجمعية العامة للامم المتحدة أن منظور سورية في التعاطي مع الشأن الخارجي والعلاقات الدولية يأخذ بالاعتبار أولوية الحفاظ على المصالح السورية والعربية
وصيانتها ولهذا تفتح الباب للحوار المعمق الهادف إلى جسر الخلاف مع الأطراف الأخرى بهدف الوصول إلى نقاط التقاء يمكن البناء عليها.
وقال المعلم: إن هذا ما أكدت عليه سورية خلال سنوات محاولة حصارها وهي تؤكده اليوم في وقت تمارس فيه دورها كلاعب أساسي بالنسبة لأمن منطقة الشرق الأوسط واستقرارها وان العلاقات الدولية الحضارية تقوم على الانفتاح والحوار لا الانغلاق والعزل والتصادم والعدوان وهذا ما نأمل أن يسود عالم اليوم.
وحول عملية السلام أشار المعلم إلى أنه في إسرائيل يتحدثون عن السلام ويقومون في الوقت نفسه بقرع طبول الحرب وابتلاع الأرض بالاستيطان وتهويد القدس فيما تعمل إسرائيل على فرض موقفها على الأرض كأمر واقع بمعزل عن التفاوض أو عدمه.
وقال وزير الخارجية إن السلام يكون بصدق إرادة صنعه على محك الموقف العملي لا بالمناورات السياسية التفاوضية تحت مظلة الرغبة في صنع السلام مؤكدا أن سورية تملك إرادة صنع السلام وتملك قرارها من منطلق ثابت لا يتغير وهو أن الجولان السوري المحتل ليس موضع تفاوض أو مقايضة وإقرار استعادته كاملا هو الأساس الذي تنبني عليه الترتيبات التي يتطلبها صنع السلام مضيفا.. أن سورية مستعدة لاستئناف مفاوضات السلام عبر الوسيط التركي على الأساس المذكور أعلاه.
وشدد المعلم على ضرورة إلزام إسرائيل بتنفيذ القرارات الدولية التي تدعوها للانضمام إلى معاهدة عدم الانتشار النووي وإخضاع منشآتها لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإن الكيل بمكيالين في هذا الشأن بالذات أمر لا يتفق مع مقتضيات منع الانتشار النووي ليس في الشرق الاوسط فحسب بل في العالم أجمع مع التأكيد على حق جميع الدول في حيازة التكنولوجيا النووية للاستخدامات السلمية.
وحول العراق أكد وزير الخارجية أن العراق موضع اهتمام سورية وقلقها وإن استعادة سيادته واستقلاله التامين والحفاظ على هويته العربية الاسلامية وعلى وحدته أرضا وشعبا هي الأولوية المطلقة في منظورنا لمستقبل العراق كما أن الوحدة الوطنية العراقية هي حجر الزاوية في البنيان العراقي.
وأضاف المعلم: نجد فيما تم من انسحاب للقوات الاميركية في العراق خطوة ايجابية في طريق إمساك العراق بزمام الأمور وتحقيق سيادته واستقلاله التأمين مشيرا إلى أن سورية تشدد على أن أمن العراق رهن بوحدته الوطنية التي تقوم على أساس هويته العربية الإسلامية أولا وعلى مبدأ مشاركة كافة مكونات الشعب العراقي في صنع حاضره ومستقبله.
وبشأن الكوارث الطبيعية اعتبر المعلم أن الكوارث الطبيعية الكثيرة هذا العام هي مقدمات لكوارث أشد وأوسع من شأنها أن تهدد الحياة الطبيعية على الكرة الأرضية ويتعين التعاطي مع هذا الأمر الخطير بما يرقى إلى مستوى المسؤولية التاريخية وبما يتجاوز الخلل والتقصير السابقين وينبغي أن يشهد مؤتمر كانكون المقبل تصحيحا للخلل الذي نشأ في مؤتمر كوبنهاغن وتجديدا للالتزام بمبادئ خطة عمل بالي وأسس بروتوكول كيوتو.
وأشار المعلم إلى الضرورة الملحة لتقديم المزيد من المساعدات المادية والعينية وخاصة لباكستان حيث الأضرار واسعة النطاق ومأساوية.
..ويستعرض مع الأمين العام للأمم المتحدة قضايا المنطقة وفي مقدمتها عملية السلام والأوضاع في لبنان والعراق
كما استعرض الوزير المعلم خلال لقائه في نيويورك مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قضايا المنطقة وفي مقدمتها عملية السلام والأوضاع في لبنان والعراق.
وأوضح المعلم الموقف السوري من متطلبات تحقيق السلام العادل والشامل ذاكرا أن إسرائيل لا تملك الإرادة السياسية لصنع السلام.
وأشار المعلم إلى الوضع في لبنان مؤكدا اهتمام سورية بتهدئة الأوضاع اللبنانية والحفاظ على أمنه واستقراره.
وبالنسبة للعراق عبر الوزير المعلم عن اهتمام سورية الكبير بتشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية تضم كل القوى الممثلة في البرلمان العراقي كما أكد على الحفاظ على وحدة العراق وسيادته واستقلاله.
من جانبه أكد الأمين العام للأمم المتحدة أهمية الدور السوري في إيجاد حلول لمشاكل المنطقة وحفظ الأمن والاستقرار فيها.