اعلان حالة الطوارئ في اكوادور عقب محاولة انقلابية
اعلنت حالة الطوارئ في اكوادور بعد توجيه الرئيس رافائيل كوريا تهمة القيام بمحاولة انقلابية الى المعارضة وقوات الامن.
وكان الرئيس كوريا قد نقل المستشفى بعد تعرضه للغاز المسيل للدموع الذي القاه رجال الشرطة المحتجون على الاجراءات التقشفية التي اعلنتها الحكومة مؤخرا.
وتحدثت تقارير وردت لاحقا عن وقوع صدامات خارج المستشفى بين رجال الامن والشرطة المضربين من جهة ومؤيدي الرئيس كوريا من جهة اخرى.
واستولى الجيش على مطار العاصمة كويتو الرئيسي مما ادى الى اغلاقه، كما وردت انباء عن صدامات في مناطق اخرى من البلاد.
انطلقت الاحداث الدراماتيكية التي تشهدها اكوادور صباح الخميس، عندما احتل رجال الجيش والشرطة الغاضبين على الاجراءات التقشفية عددا من الثكنات العسكرية واغلقوا الطرق في مناطق عديدة من البلاد مطالبين الحكومة بالغاء تلك الاجراءات.
وعرضت محطات التلفزيون صورا لرجال الشرطة وهم يضرمون النيران في الاطارات في شوارع العاصمة كويتو وغيرها من المدن، كما احتل المحتجون مبنى البرلمان.
ووجه الرئيس كوريا كلمة الى المحتجين في المعسكر الرئيسي في كويتو قال فيها: "اذا كنتم تريدون قتل الرئيس، فها هو. اقتلوه اذا شئتم. اقتلوه اذا كنتم شجعان بحق. اذا كنتم تريدون احتلال المعسكرات وترك المواطنين دون حماية وخيانة واجبكم كرجال شرطة، فافعلوا ذلك. ولكن هذه الحكومة ستفعل ما ينبغي فعله رغم ذلك. هذا الرئيس لن يتراجع خطوة واحدة."
ولكن الرئيس كوريا أجبر على الفرار بعد ذلك مرتديا قناعا واقيا من الغاز بعد ان القى المحتجون قنابل الغاز المسيل للدموع نحوه.
وقد عولج الرئيس لاحقا من آثار الغاز في مستشفى تابع للشرطة، حيث قال لوسائل الاعلام إنه تعرض لهجوم.
وقال: "القو بالغاز المسيل للدموع علينا، وقد انفجرت واحدة من القذائف امام وجهي مما اضطرني الى ارتداع قناع واق من الغاز. ولكن بعض الجبناء جردوني منه املا في ان اختنق. لقد صوبوا اسلحتهم على الرئيس، وهذا امر لا يصدق من رجال امننا وشرطتنا الوطنية."
واضاف: "انها محاولة انقلابية نفذتها المعارضة بمؤازرة جهات معينة في القوات المسلحة والشرطة. مهما جرى لي، اريد ان اؤكد حبي لاسرتي ولوطني."
وقال الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز – وهو احد حلفاء الرئيس كوريا الاقوياء – في وقت لاحق إن رئيس الاكوادور اخبره هاتفيا بأنه قد "اختطف" من قبل عناصر من الشرطة في المستشفى، وانهم يصرون على تلبية مطالبهم.
وكتب تشافيز في صفحته الخاصة على موقع تويتر: "انهم يحاولون الاطاحة بالرئيس كوريا! افيقوا يا شعوب التحالف البوليفاري! افيقوا يا شعوب اوناسور (اتحاد دول امريكا الجنوبية)! عاش كوريا!"
واطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على مؤيدين للرئيس كوريا كانوا يحاولون كسر احتجاجهم في المستشفى الذي نقل اليه الرئيس، حسبما افاد به شهود لوكالة رويترز.
في غضون ذلك، سيطر حوالي 300 من عناصر القوة الجوية على مدرج مطار كويتو مما ادى الى اغلاقه بوجه حركة الطائرات.
وقال شهود إن المحتجين كانوا يرفعون لافتات تطالب الحكومة باحترام التزاماتها المالية تجاه الجيش فيما يخص الرواتب والعلاوات.
وحذرت السفارة الامريكية من جانبها الرعايا الامريكيين بالتزام مساكنهم اذا كانت في اماكن آمنة.
ولن رغم الاضطرابات التي تشهدها البلاد، اصر رئيس الاركان العام للقوات المسلحة الجنرال لويس ارنستو غونزاليز إن ولاء الجيش ما زال للحكومة المنتخبة.
وقال رئيس الاركان: "نعيش في دولة محكومة بالقانون، ونحن نتبع اعلى سلطة وهي سلطة رئيس الجمهورية، وسنتخذ اي اجراء تقرره الحكومة."
من جانبه، ناشد محافظ المصرف المركزي في اكوادور دييغو بورجيا المواطنين عدم سحب اموالهم من المصارف وسط تقارير تحدثت عن وقوع اعمال سلب ونهب. وقد اغلقت العديد من المدارس والمتاجر ابوابها بسبب الاضطرابات.
وقد أمر رئيسا جمهوريتي بيرو وكولومبيا – المجاورتين لاكوادور – آلان غارسيا وخوان مانويل سانتوس في وقت لاحق باغلاق حدود بلديهما مع اكوادور حتى تعاد السلطة للرئيس كوريا.
وقالت وزارة الخارجية الامريكية إنها "ترقب الموقف بدقة"، بينما دعت مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتن الى الهدوء وضبط النفس وعبرت عن دعم الاتحاد لحكومة اكوادور.
وكان عدد من اعضاء الحزب الذي يتزعمه كوريا قد هددوا بعرقلة مقترحاته الداعية الى تقليص الجهاز الحكومي، مما ادى به الى التفكير في حل البرلمان انتظارا لاجراء انتخابات جديدة.
يذكر ان تاريخ اكوادور حافل بالاضطراب السياسي، إذ اطيح بثلاثة رؤساء جراء احتجاجات شعبية قبل تولي كوريا الحكم عام 2007.