بن لادن يكرر نداءه من اجل باكستان ومحللون يشيرون الى محاولة لتلميع صورته
كرر زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن نداءه من اجل ضحايا الفيضانات في باكستان في رسالة صوتية بثت السبت هي الثانية خلال 24 ساعة، حسبما ذكرت المجموعة الاميركية لمراقبة المواقع الاسلامية (سايت).
وكما في رسالته الجمعة، لم يتطرق بن لادن بشكل مباشر الى شؤون الجهاد مكتفيا بالتشديد على ضرورة تعزيز العلميات الاغاثية في باكستان والعالم الاسلامي، وهي خطوة رأى فيها محللون غربيون كبار محاولة من جانب زعيم القاعدة لتلميع صورته لدى الرأي العام الاسلامي.
وكرر بن لادن في رسالته الصوتية الثانية التي حملت عنوان "اغيثوا اخوانكم في باكستان" ما طلبه في رسالته امس الجمعة مشددا على ما اعتبره تقصيرا من جانب الدول العربية والاسلامية في مساعدة ضحايا الفيضانات.
وكان زعيم تنظيم القاعدة الذي تطارده الولايات المتحدة منذ غزوها افغانستان في تشرين الاول/اكتوبر 2001 دعا في رسالة بثت على الانترنت الجمعة وكانت الاولى منذ ستة اشهر، الى انشاء هيئة اسلامية دولية اغاثية والى اغاثة منكوبي باكستان.
وقال في رسالته الجديدة "ما يؤسف له الى الآن هو انه ليس هناك تناسب البتة بين حجم الكارثة وكيفية التعامل معها من الجانب الاغاثي".
واضاف "كان ينبغي ان يكون التحرك كبيرا جدا منذ بداية الكارثة بما يتناسب مع حجمها لا سيما من الدول المقتدرة كتركيا ودول الخليج وماليزيا". ووصف بن لادن الفيضانات في باكستان بانها "إمام الاحداث الكارثية في هذا القرن".
وتساءل لما لم يزر القادة المسلمون باكستان قبل زيارة الامين العام لمنظمة الامم المتحدة بان كي مون "غم كثرة مواقف منظمته المعادية لامتنا" ورغم انه "لا يربطه بالمسلمين في باكستان دين ولا نسب".
واضاف اسامة بن لادن ان "أئمة العرب لم يأت احد منهم رغم قرب المسافة وادعاء الاخوة وكثرة تردد بعضهم على باكستان في الرخاء دون الشدة". وتابع ان "المسؤولية عن التقصير تقع على عاتق الذين يحتكرون جميع السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية".
من جهة اخرى، دان بن لادن "تقييد العمل الخيري الشعبي بقيود ظالمة جائرة فرضت من واشنطن"، معتبر ان هذه الاجراءات "لا تطبق هناك وانما تطبق عى المستضعفين من المسلمين".
واقترح بن لادن اقامة ادارة للكوارث "على مستوى الاحداث" تضم موظفين محنكين وفاعلين وتملك "وسائل مالية هائلة" وفرق اغاثة في كل بلد.
من جهة اخرى، قال بن لادن انه "ينبغي التنبيه الى مسألة هي من اشد مقاتلنا هي من اسباب قلة وتأخر المساعدات الاغاثية وهي اذكاء روح الوطنية الضيقة المقيتة على حساب روح الامة الشاملة". واكد ان "الامكانيات المالية التي في جزيرة العرب هي اموال المسلمين ونفط المسلمين للمسلمين الا ان الواقع ان بعضها يتفوض فيه بغير حق وينفق في غير مواضعه ويهدر بلا حساب".
وغمرت المياه حوالى 20% من اراضي باكستان فيما تضرر 21 مليون شخص اي اكثر من 12% من السكان من جراء الكارثة بحسب الامم المتحدة.
الى ذلك، اكد بن لادن في رسالته الجديدة ان "الهلال الاسلامي" من "اندونيسيا وماليزيا وبنغلادش وملسمي الهند كشمير وباكستان وافغانستان والعراق وتركيا هم الثقل البشري الاكبر للامة وخط الدفاع الاول عنها ضد الاعداء في الشرق والشمال".
وذكر بانه "تم ايقاف الزحف الاحمر الشيوعي"، في اشارة الى الاحتلال السوفياتي لافغانستان من 1979 الى 1989، مؤكدا انه "بفضل الهلال الاسلامي يمكن ايقاف الزحوف الطامعة في المستقبل وما اكثرها".
وتعليقا على المضمون الخاص لرسالتي بن لادن، قال الخبير والمسؤول السابق في المخابرات الاميركية بول بيلر لوكالة فرانس برس ان "بن لادن يحاول ان يستفيد من اي ازمة او مشلكة تمثل هما بالنسبة للراي العام، وهو يحاول ان يحصل على دعم هذا الراي العام".
وبحسب بيلر، فان بن لادن يسعى الى "الرد على تراجع التأييد الذي يحظى به في صفوف الناس الذين باتوا ينظرون اليه على انه ارهابي لا يتردد في سفك الدماء حتى دماء المسلمين".
كما اعتبر الخبير ان بن لادن "يحاول ان يحصل على بعض الرصيد عبر اثارة موضوع (الاغاثة) اذ انه لا يستطيع على يحصل على هذا الرصيد عبر تقديم هذه الخدمات (الاغاثة) بشكل فعلي".
من جانبه، حذر مايكل شوير المسؤول السابق عن تعقب بن لادن في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) من مغبة تبسيط الامور والنظر الى تناول زعيم القاعدة مسألة التغير المناخي على انها موضوع غريب يتناوله اهم رجل مطلوب على وجه الارض.
وقال شوير لوكالة فرانس برس "ان بن لادن ليس فقط الرجل الذي يحمل رشاش كلاشنيكوف"، وندد "بالصورة المحدودة" التي ترسم للرجل في الغرب. واضاف "نود ان نصدق بان الرجل قاتل عبثي ونتناسى انه تلقى دروسا هندسية وهو خبير في الادارة، كما انه عندما كان في السودان اكتسب خبرة كبيرة في مجال الزراعة"".
واعتبر اشوير الذي كتب كتابا عن حياة بن لادن سيصدر في شباط/فبراير ان تناول موضوع التغير المناخي يعكس اهتماماته الشخصية وشخصيته امام الراي العام.