مواقع التسوق الإليكتروني لا تحافظ على بيانات عملائها
من المعروف أن الحفاظ على سرية البيانات هو سلعة نادرة على الانترنت ، وتتاكد هذه الحقيقة بشكل أكثر وضوحا على مواقع التسوق الإليكتروني أو تجارة التجزئة عبر الشبكة الدولية التي أصبحت تضطلع بدور رئيسي في جمع المعلومات عن الأشخاص.
وأكدت دراسة ألمانية أجراها معهد كارلسروهه للتكنولوجيا مؤخرا أن خمسة بالمئة فقط من الشركات التي تعمل في مجال التسوق الإليكتروني تلتزم بمعايير حماية بيانات عملائها.
وذكرت أكثر من ثلثي الشركات التي شاركت في الاستطلاع أنها تنقل البيانات الخاصة بعملائها إلى أطراف أخرى دون أي إخطار لهؤلاء العملاء.
ويقول موريتس كارج من مركز الحفاظ على سرية البيانات في ولاية شليسفيج هولشتين الألمانية إن هذه الظاهرة "تنطوي على مخالفة خطيرة للقانون" ، ويضيف أن تكنولوجيا الانترنت جعلت تمرير البيانات عملا بالغ البساطة.
وأصبحت مواقع التسوق الإليكتروني تطرح قدرا كبيرا من الاسئلة عندما يتقدم أحد العملاء بطلب لشراء سلعة ما ، وفي كثير من الأحيان ، تكون هذه الأسئلة أكثر من اللازم لإتمام عملية الشراء. ويقول المحامي بيت فاجنر من مركز حماية المستهلك في ولاية نورد راين فيستفاليا "لا اعتقد أن هناك أي داع على الإطلاق لتسجيل تاريخ ميلادك عند حجز رحلة سياحية على سبيل المثال".
وتنصح سوزان لانج من الموقع الإليكتروني الذي يحمل اسم "حماية المستهلك على الانترنت" التابع لجامعة برلين الفنية قائلة "يتعين تقديم أقل قدر ممكن من المعلومات" ، وإذا كانت مواقع التسوق الإليكتروني الرخيصة تطلب قدرا كبيرا من المعلومات لإتمام صفقات الشراء ، فربما يكون من الأجدر الابتعاد عنها.
ويقول كارج "في الحياة الطبيعية إنك لا تدخل المخبز وتصيح بأعلى صوتك قائلا اسمك ووزنك حتى تحصل على بعض الخبز".