الرئيس الأسد وأردوغان:فرض أداء اليمين بالولاء لإسرائيل كدولة يهودية يدل على فاشية إسرائيل وجريمة بحق الانسانية
أجرى السيد الرئيس بشار الأسد أمس مباحثات مع السيد رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي.
وأكد الرئيس الأسد وأردوغان في مؤتمر صحفي مشترك عقب المباحثات أن العلاقات السورية التركية تحولت إلى شراكة استراتيجية بين البلدين وفوائدها لاتقتصر على البلدين وإنما تعم البلدان الأخرى.
وعبر الرئيس الأسد وأردوغان عن استعداد سورية وتركيا للمساعدة في تشكيل حكومة عراقية تتمكن من تحسين الوضع الداخلي وتحقيق اتفاق وطني يجمع كل الأطياف العراقية ويحقق وحدة الشعب العراقي ويحسن العلاقات مع الدول المجاورة.
فقد أعرب الرئيس الأسد عن سعادته بالمستوى الكبير الذي وصلت إليه العلاقات السورية التركية وقال: لانلتقي مرة إلا وتكون هذه العلاقات قد قطعت أشواطا كبيرة نسبة إلى اللقاء الذي سبقه.
وأضاف الرئيس الأسد: إن العلاقة السورية التركية لم تعد مجرد علاقة ثنائية بل أصبحت شراكة إستراتيجية بين البلدين لا تتوقف فوائدها على سورية وتركيا وإنما تعم البلدان الأخرى و قد انضم إلى هذه الشراكة لبنان والأردن ونأمل مع الوقت أن تتوسع باتجاه دول أخرى.
وتابع الرئيس الأسد: في هذا الإطار كان اللقاء الذي تم في مدينة اللاذقية منذ أكثر من أسبوع بقليل هاماً جداً وأضاف الكثير لهذه العلاقة.
وقال الرئيس الأسد: تحدثت مع أردوغان قبل المؤتمر الصحفي في القضايا السياسية فقط وهي كثيرة ومعقدة..وسنتابع بعد هذا المؤتمر الصحفي في جلسة موسعة مباحثاتنا بشأن العلاقات الثنائية وسينضم إلينا عدد من المسؤولين من الجانبين السوري والتركي من أجل متابعة هذا الموضوع.
الرئيس الأسد: من الطبيعي أن يكون لدى الدول المجاورة للعراق قلق وأمل بنفس الوقت من أي تغيير يحصل في العراق لأنه يؤثر فينا سلبا أو إيجابا
وأضاف الرئيس الأسد: ركزنا في الجلسة السابقة على الموضوع السياسي ومن الطبيعي أن تكون الأولوية في هذه الأيام للموضوع العراقي لأن هناك عملية تشكيل حكومة المفترض أنها بدأت مباشرة بعد انتهاء الانتخابات في العراق ومر أكثر من ستة أشهر ولم تتشكل.. ومن الطبيعي أن يكون لدى الدول المجاورة للعراق قلق وأمل بنفس الوقت من أي تغيير يحصل في العراق لأنه يؤثر فينا سلبا أو إيجابا بحسب الوضع في العراق سياسيا وأمنيا..لافتا إلى أن التحدث في هذا الموضوع لا يعني أننا كدول جوار سورية وتركيا أو غيرهما من الدول تتحدث نيابة عن العراقيين ..يبقى العمل والقرار هو للعراقيين ولكن من خلال علاقاتنا مع القوى العراقية من الطبيعي أن يكون هذا الموضوع هو الموضوع الأساسي في المباحثات.
وقال الرئيس الأسد: إن النقطة الأخرى التي كانت محورا هاما هي موضوع السلام الذي نتحدث به دائما ولكن ما استجد منذ اللقاء الأخير بيني وبين أخي رئيس الوزراء في اسطنبول في شهر أيار هو التحركات الدولية الجديدة في هذا الإطار.. تحركات أو مبادرات بعض الدول من أجل تحريك عملية السلام سواء على المسار الفلسطيني أو السوري واللبناني وأطلعت أخي رئيس الوزراء على الأفكار التي طرحت من قبل تلك الدول والمباحثات التي تمت بيننا وبينهم.
إسرائيل مستمرة في جرائمها من قتل وحصار غزة وتهويد القدس وتعمل في الاتجاه المعاكس للسلام
وأضاف الرئيس الأسد: إن مضمون هذا الموضوع حتى هذه اللحظة هو عبارة عن أفكار تطرح من قبل بعض الدول..أفكار مازالت أولية ..لا نستطيع أن نحدد تماما إذا كانت ستتمكن من دفع هذه العملية إلى الأمام أم لا ولذلك لن أضيف الكثير الى هذه النقطة بالرغم من أن الأجواء ليست إيجابية.
وأضاف الرئيس الأسد: طبعا هناك كما قلنا مبادرات وهذا شيء جيد ولكن الجو أو الظرف أو المحيط أو متطلبات عملية السلام تبقى في معظمها من قبل الأطراف الأساسية الطرف العربي والطرف الإسرائيلي.. والكل يعرف أن الطرف العربي يرغب فعلا بعملية السلام وفي المقابل فإن الطرف الإسرائيلي يعمل في الاتجاه المعاكس ونحن لا نتوقف عند التصريحات الإسرائيلية التي تصدر من قبل الحكومة أو شخصيات أخرى لها دور في داخل إسرائيل وهي تصريحات ضد السلام و متكررة وتعبر فعلا عن عدم رغبة جدية بالتوصل للسلام.
وتابع الرئيس الأسد: نحن نتوقف أكثر عند الأفعال التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية من قتل مستمر للفلسطينيين وحصار مستمر في غزة ومن جرائم متكررة في الضفة الغربية ومن محاولات تهويد القدس ..لا أقول جديدة فهي قديمة ولكنها ظهرت بشكلها الإعلامي مؤخرا لأن الظروف على ما يبدو أصبحت مهيأة دوليا لدعم إسرائيل في هذا الاتجاه ولكن هذه الخطوة أو غيرها من الخطوات التي تمت سابقا لا تنفصل عن المؤتمر الصهيوني الأول الذي تم في القرن التاسع عشر.. يعني علينا ألا نفاجأ بكل هذه التفاصيل ولكنها الآن تصبح أمرا واقعا مع الوقت.
القرارات العنصرية التي تصدرها إسرائيل وكان آخرها المتعلق بموضوع القسم لمن هم من غير اليهود للولاء للدولة اليهودية تعبر عن الفاشية الإسرائيلية وهي تأتي ضمن مخطط طويل يسير بشكل تدريجي
وقال الرئيس الأسد: إن القرارات العنصرية التي تصدرها إسرائيل وكان آخرها أمس وأعتقد كان القرار المتعلق بموضوع القسم لمن هم من غير اليهود للولاء للدولة الإسرائيلية اليهودية أو الدولة اليهودية في إسرائيل..بالنسبة لنا هذا يعبر عن الفاشية الإسرائيلية التي تتمثل بالقتل وتتمثل بهذه القوانين وكل هذه النقاط التي طرحتها لا تعطي أي مؤشر جدي باتجاه السلام.
وأضاف الرئيس الأسد: إن الشعب التركي وليس فقط الحكومة التركية الذين وقفوا مع إخوتهم الفلسطينيين خاصة في مرحلة العدوان وحصار غزة .. هم يعرفون الآن أكثر من غيرهم النوايا الإسرائيلية بعد الاعتداء على قافلة السلام التي كانت تريد أن تنقل المواد الأساسية لأهل غزة لكي يؤمن لهم الحد الأدنى من متطلبات الحياة ولكنها قامت بالاعتداء عليهم.. وهناك مطالب تركية محقة وهي حق على المستوى الوطني و حق على المستوى العائلي لعائلات هؤلاء الشهداء.. أولئك الشهداء الأبرياء.
وردا على سؤال حول الموقف الأخير من المنتمين لحزب العمال الكردستاني وإعادتهم إلى سورية والتدابير والإجراءات المشتركة السورية التركية أو المنفردة في هذا الشأن… قال الرئيس الأسد: هو ليس موقفا طارئا ولم يكن كذلك.. مرت سورية بحالات مختلفة وكان فيها عمليات إرهابية تحت عناوين مختلفة ومن الطبيعي و المفيد أن تسعى أي دولة إلى فتح المجال والأبواب لكل من يريد أن يتراجع عن خطئه لكي يكون قادراً على القيام بهذا التراجع.. لكن المهم أن يكون هناك دائما إطار يحكم هذه العملية وهو إطار وطني يتحدد من خلال المصالح الوطنية التي تجمع عليها مختلف شرائح المجتمع فهذا الموقف ليس فيه شيء جديد هو موقف قديم ارتبط بقضايا أخرى مشابهة وسيبقى موجوداً دائما.. كل من يخطئ يجب أن نفتح له الباب.. يبقى في مثل هذه الحالة أن هناك شيئا مشتركا بين سورية وتركيا من خلال النظرة لهذه العمليات ومن خلال التنسيق الموجود بينهما في المجال السياسي والأمني تجاه هذه العمليات.. ان يكون هناك ربما وضع أطر متشابهة للتعامل معها.
وأضاف الرئيس الأسد: إن الإرهابي قد ينتمي إلى دول مختلفة والإطار الوطني يختلف ففي سورية الإطار الوطني هو إطار سوري وفي تركيا الإطار الوطني هو الإطار التركي ولكن المبدأ واحد فالتنسيق في هذا الموضوع بيننا وبين تركيا مهم جدا لكي نحدد إطارا واحدا أو متشابها ولكن بالنسبة للعفو.. هو ليس عملية عفو وإنما باب مفتوح ويجب أن يبقى مفتوحا لفترة طويلة أو ربما يبقى مفتوحا دائما.. لا يجوز أن نقوم بعملية عفو ومن ثم نغلق باب العفو فهي ليست عفواً عن شخص بمقدار ما هي فتح باب لأشخاص يريدون أن يتراجعوا عن خطأ اليوم أو في المستقبل أن يتراجعوا عن هذا الخطأ لكي يعودوا جزءا طبيعيا من مجتمعاتهم في سورية وفي تركيا وفي إيران وفي العراق لكي يخدموا هذه المجتمعات.
وجوابا عن سؤال حول موقف سورية من التعديلات التي اعتمدتها الحكومة الإسرائيلية على مايسمى قانون المواطنة الذي يشترط أداء اليمين بالولاء لإسرائيل كدولة يهودية .. اعتبر الرئيس الأسد أن هذا العمل هو عمل عنصري والعمل العنصري هو عمل فاشي وانه يجب أن نكون واضحين ولا نخشى من المصطلحات عندما تكون واقعية ولكن بنفس الوقت علينا كما قلت ألا نتفاجأ بما تقوم به إسرائيل فهذا مخطط طويل يسير بشكل تدريجي.. وعدم معرفة أو توقع هذا المخطط يدل على جهل بالتاريخ و بالنوايا المعلنة لإسرائيل ومن جانب آخر يجب أن نفرح لنقطة هي أن إسرائيل تعبر عن نفسها .. وقال إن إسرائيل كانت تقول للعالم بالماضي أنا أريد السلام وأنا الحمل الوديع وهناك ذئب هو العرب يريد أن يأكلني أو يبتلعني.. وثبت من خلال عملية السلام ومن خلال الوساطة التركية خلال العام الماضي بأن إسرائيل هي التي لا تريد السلام والآن الكثير من دول العالم ومسؤولي العالم وحتى المؤيدين والمنحازين لإسرائيل لا يستطيعون أن ينفوا هذه النقطة.
وتابع الرئيس الأسد: ونفس الشيء بالنسبة لإسرائيل التي صورت نفسها على أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في هذا العالم العربي والإسلامي.. هذه الغابة المليئة بالوحوش ثبت بأن إسرائيل الدولة الديمقراطية عبارة عن دولة عنصرية وهذه هي الحقيقة فهذا جيد فقط من هذه الناحية..وأن الإجراءات التي كانت تقوم بها إسرائيل بشكل ملتو كيلا تكشف حقيقتها الآن تقوم بها بشكل واضح وهذا شيء جيد ..فمن لا يرد أن يفهم أو لا يمكن له أن يفهم .. الآن لا يستطيع إلا أن يفهم.
العلاقة السورية اللبنانية لا تنفصل عن الوضع داخل لبنان..وتوافق اللبنانيين مهم لتحسين العلاقات
وقال الرئيس الأسد ردا على سؤال حول العلاقات اللبنانية السورية والبعد الذي تقف عليه الآن و الدور التركي في هذا الشأن: بالنسبة للعلاقة السورية اللبنانية تركيا بدأت منذ سنوات بمحاولات لتحسين هذه العلاقة من خلال علاقاتها بأطراف مختلفة بلبنان وعلاقاتها مع الحكومة السورية وأن المصداقية التركية كبيرة في هذا النوع من العلاقات وتؤدي إلى نتائج جيدة بنفس الوقت.
وأضاف الرئيس الأسد: اكتشف عدد كبير من المغرر بهم من اللبنانيين بأن سورية لم يكن لها علاقة باغتيال الحريري كما اتهمت في عام 2005.. ونحن لم يكن لدينا أي شكوك في سورية..ولم يكن لدينا أي قلق حول هذه النقطة.. ولكن كان من الطبيعي أن نعطي ردة الفعل المبالغ بها في ذلك الوقت نتيجة التحريض وكان لا بد من إعطائها الوقت لكي تعود إلى وضعها الطبيعي.
وقال الرئيس الأسد:إن العلاقة السورية اللبنانية بالمحصلة مهما تكن نوايا سورية جيدة ونوايا الحكومة اللبنانية جيدة فهي لا تنفصل عن الوضع داخل لبنان..هناك انقسام في لبنان وهذا الانقسام ليس بالشيء الجديد فهذا تاريخ لبنان منذ قرون وليس منذ عقود.. فيه الكثير من الانقسام ودائما هذا الانقسام يؤثر سلبا على علاقة لبنان مع الآخرين ولكن بشكل خاص مع سورية لكون سورية هي الدولة الوحيدة المجاورة للبنان على اعتبار أن إسرائيل هي دولة عدو وتحتل الأراضي.. نحن لا نفترضها دولة مجاورة لكن لنكون واضحين حول هذه النقطة.
وأضاف الرئيس الأسد: نحن دائما نشجع اللبنانيين على التوافق لكي تتحسن هذه العلاقة.. من دون التوافق اللبناني سيبقى هناك سقف لهذه العلاقة.. تتحسن كما يحصل الآن ولكن لا تتحسن بالشكل الكافي لكي تعود علاقات طبيعة.
وتابع الرئيس الأسد: بالنسبة لنا في سورية ليس لنا ولم نطلب من اللبنانيين اي مطلب نحن نريد من لبنان فقط شيئا وحيدا نطلبه من أي دولة.. من تركيا من لبنان من العراق من الأردن وهو مطلب طبيعي لدى كل الدول.. الأمن والعلاقات الجيدة يعني ألا تتآمر دولة ضد أخرى وأن تتعاون معها سياسيا واقتصاديا بالشكل الذي يخدم العلاقات بين البلدين.. هذا ما يحصل الآن بيننا وبين تركيا ونأمل أن يحصل هذا عندما تتشكل حكومة عراقية وتتمكن من تحسين الوضع الداخلي من خلال مصالحة عراقية ومن خلال تحسين العلاقات مع الدول المجاورة.. هذا هو المطلب الوحيد عدا عن ذلك كل التفاصيل الأخرى هي تفاصيل لبنانية لا تعنينا في سورية.
أردوغان: العلاقات السورية التركية قطعت أشواطا هامة
بدوره قال أردوغان أجريت مع أخي العزيز السيد الرئيس بشار الأسد وأيضا مع نظيري رئيس مجلس الوزراء مباحثات في المرحلة الأولى .. وسورية وتركيا دولتان شقيقتان تربطهما وشائج تاريخية وعميقة وقطعتا في الفترة الأخيرة أشواطا هامة جدا في المجال السياسي والثقافي والاقتصادي نحو الارتقاء بها.
وأشار أردوغان إلى الاجتماع الذي تم في اللاذقية قبل أيام لمجلس التعاون الاستراتيجي العالي المستوى الذي التقى فيه أكثر من 12 وزيرا مع نظرائهم الأتراك معتبرا هذا اللقاء تتويجا لما تم في السابق وأنه منح هذه العلاقة بعدا ديناميا.
وتابع أردوغان: كان هذا الاجتماع فرصة هامة جدا لهذه العلاقة وهناك خطوة أخرى سيتم قطعها خلال المراحل القادمة وخاصة فيما يتعلق بالتعاون الاستراتيجي بين الدول الأربع سورية وتركيا ولبنان والأردن وسيكون لدينا أصدقاء سيلتقون مع بعضهم البعض خلال تلك الفترة ..كما سيلتقي في شهر كانون الأول رؤساء وزراء هذه الدول لنتوج هذه العلاقة ونضع أرضية مجلس التعاون الاستراتيجي.
وأضاف أردوغان: إننا نرى منذ الآن المؤشرات الهامة والإيجابية التي ستنعكس على هذه العلاقة وعلى هذا المجلس وستتعزز العلاقة مستقبلا من خلال ذلك وهناك بعض المشاكل التي تعانيها المنطقة وهذا شيء طبيعي وكما تحدث قبل قليل الرئيس الأسد عن هذه النقاط والتي يأتي على رأسها المشكلة العراقية حيث أن الحكومة العراقية لم يتم تشكيلها حتى الآن وبالنسبة لنا نحن كدول شقيقة ودول جوار لهذه الدولة هذا الموضوع يحزننا كثيرا وهناك فراغ سياسي الآن موجود في العراق يجب أن يزول من خلال اتفاق وطني يجمع كافة الأحزاب والأطياف العراقية.
الحكومة العراقية يجب أن تكون مبنية على أسس وطنية وتهدف إلى وحدة الشعب العراقي
واعتبر أردوغان أن أي حكومة يتم بناؤها على أسس طائفية أو دينية أو عرقية او مذهبية لن تأتي بجديد إلى العراق ولن تأتي بأي تطور له.. وبالتالي على الحكومة العراقية التي يجب أن تتشكل أن تكون مبنية على أسس وطنية وتهدف إلى وحدة الشعب العراقي.
وأضاف أردوغان نحن في تركيا وسورية مستعدون لتقديم كافة المساعدات والمعونة لأشقائنا في العراق والمساهمة في كل ما يؤدي إلى إنهاء هذه المشكلة.
وقال أردوغان تحدثنا ايضا بعملية السلام..و هناك عملية بدأت في السابق ولكنها وصلت إلى نقطة معينة والجميع يعلم كيف توقفت هذه العملية بعد العدوان على غزة .. ومنذ تلك الفترة وحتى الآن جرت هناك بعض التطورات على هذه الساحة في هذا الإطار وحصلت بعض الحوادث أيضا وخاصة الحادثة التي جرت للسفينة التي كانت تنقل معونات إلى غزة حيث أجرت إسرائيل عملية إنزال جوي وبحري على هذه السفينة وهاجمت أناسا كانوا عزلا من السلاح ونحن جميعا نعلم التقرير الذي صدر بجنيف في هذا الإطار والذي يتحدث عن مثل هذا العدوان الذي وقع في مياه دولية.
على إسرائيل أن تقدم اعتذارا وتعويضات لعائلات شهداء سفينة المعونات إلى غزة
وأضاف أردوغان:إن على إسرائيل تقديم اعتذار عما فعلته وعليها أن تقدم أيضا تعويضات لعائلات الشهداء ولا يخفى عليكم أن هناك تسعة شهداء قدمتهم تركيا في هذه العملية وتم إعدامهم فيها وأصابت أكثر من 30 طلقة هؤلاء الشهداء وهذه الطلقات لم يتم إطلاقها من مسافة بعيدة وإنما من مسافة قريبة ما يعني أن ذلك بمثابة إعدام لهم وما قلته الآن أكدته التقارير الطبية وتقارير الطبابة الشرعية التي صدرت في هذا الموضوع المحزن جدا.
وتابع أردوغان: مع الأسف هناك بعض الأطراف بقيت على الحياد في موضوع العدوان على أسطول الحرية وبعضها لم تقدم على أي شيء تجاه هذا الأمر .. والتاريخ لن يرحم هذه الدول ولن يعفو عنها لانها وقفت صامتة أمام ما فعلته إسرائيل.
وأضاف أردوغان: بحثنا مع الرئيس الأسد في نقطة أخرى تتعلق بالسلام وترسيخ السلام في هذه المنطقة وأيضا بالأشواط التي تم قطعها بين سورية وتركيا ولبنان والأردن وعندما سنقوم أيضا ببحث الأمور بشكل رباعي سنتحدث بكافة تفاصيل هذه الأمور ولن يكون هناك أي صعوبات أوعوائق تقف أمامنا وتحول دون تحقيق أي تطور مهم وايجابي بين هذه الدول لافتا الى تناول المباحثات الشأن اللبناني وهذا الامر سيستمر بحثه خلال اللقاءات القادمة.
وتابع أردوغان بحثنا أيضا في موضوع الإرهاب ..لافتا إلى أن هناك عملية مستمرة بين البلدين فيما يتعلق بمكافحة الارهاب ومعبرا عن شكره للرئيس الأسد وسورية على التعاون في هذا المجال.
وردا على سؤال حول التعاون الامني بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب قال أردوغان: إن هناك تعاونا مشتركا مستمرا بيننا في هذا الموضوع و وزراء الداخلية والمعنيون الأمنيون كانوا متواجدين في اللاذقية خلال الاجتماع الذي عقد هناك.. وفي المستقبل سيكون هناك اتصالات في هذا الشأن.
وأضاف أردوغان: هناك حدود طويلة بيننا وبين سورية تتجاوز700 أو800 كيلو متر فهل يعقل ألا يكون هناك تعاون أمني بين البلدين خصوصا في مثل هذا المجال و بالتالي سيكون هناك لقاءات مستمرة ومكثفة بين المعنيين أو الجهات الأمنية في كلا البلدين على كافة المستويات.
وحول رؤيته للتعديلات التي اعتمدتها الحكومة الإسرائيلية على ما يسمى قانون المواطنة.. قال أردوغان: أنا لم اطلع على نص هذا القرار حتى الآن لكن هناك نقطة واضحة في هذا الشأن فموضوع المواطنة الدستورية شيء آخر لا يستطيع أحد أن يعترض عليه وإذا كان هناك جهود ومساع فقط لفرض هذا الأمر فنحن نعتبر أن هذا الفرض أو الضغط لإتباع هؤلاء بهذه الطريقة التي تجري خطأ و جريمة تقترف بحق الإنسانية وهذا الأمر يتعلق بالشخص نفسه الآن ..لكن لا يستطيع أحد أن يفرض المواطنة على أي شخص آخر وخاصة إذا كانت في هذا الإطار وفي هذا الشكل.
وردا على سؤال حول تبني مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تقرير لجنة التحقيق في جريمة إسرائيل ضد أسطول الحرية بملاحقتها والموقف التركي تجاه هذا الموضوع وأين تقف العلاقات التركية الإسرائيلية حاليا قال أردوغان: إن العلاقة على المستوى العام ووفقا للتقرير الذي تحدثت عنه قبل قليل هناك ندوة مستمرة حتى الآن في هذا الأمر ولا تزال تعمل ..وربما سيكون هناك نتائج من التقرير أو تقارير ستقوم بإعدادها لجنة التحقيق وسيتم تقييم هذه التقارير من قبلنا وسنعيد النظر بها ولكن بشكل مبدئي على إسرائيل أن تقدم الاعتذار قبل كل شيء وأيضا هناك تعويضات ونؤكد عليها هنا.
وتابع أردوغان: و فيما يتعلق بعلاقتنا مع إسرائيل لربما تكون متوقفة الآن وفي إطار النتائج التي سنحصل عليها سنعيد النظر في هذه العلاقات في إطار النتائج التي سنحصل عليها في لجنة التحقيق إذا كانت طبعا سلبية.
وأضاف أردوغان: أما فيما يتعلق بالعلاقات التجارية فما زالت هناك بعض الأمور مستمرة حتى الآن بيننا وبين إسرائيل لكن على إسرائيل أن تنصاع للقرارات المتخذة بهذا الشأن وهذا متوقف عليها وعندما لا تسمع ولاتنصاع لهذه القرارات ستبقى وحيدة وستعزل من المنطقة و دوليا أيضا وتركيا تولي أهمية كبيرة وحساسة حول هذه النقطة في هذه الفترة.
وبعد المؤتمر الصحفي أقام الرئيس الأسد مأدبة غداء على شرف رئيس الوزراء أردوغان حضرها أعضاء الوفدين الرسميين.
ثم عقد الرئيس الأسد وأردوغان جلسة مباحثات تناولا فيها العلاقات الثنائية المتميزة والخطوات التي قطعتها مؤخرا في إطار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وحضر المباحثات المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء والعماد حسن توركماني معاون نائب رئيس الجمهورية ووليد المعلم وزير الخارجية والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية وسفير سورية في أنقرة نضال قبلان.
ومن الجانب التركي أحمد داوود أوغلو وزير الخارجية وسفير تركيا في دمشق عمر أونهون.