الرئيس الأسد يجدد للمالكي وقوف سورية على مسافة واحدة من جميع العراقيين وموقفها الداعي لتشكيل حكومة وحدة وطنية
بحث السيد الرئيس بشار الأسد مع نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي خلال استقباله له قبل ظهر اليوم علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين وآفاق تطويرها
في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية وضرورة العمل على إزالة جميع العقبات التي تعترض التعاون الثنائي وأهمية البحث عن آفاق تعاون جديدة تعزز العلاقات الأخوية بين الشعبين وتخدم مصالحهما المشتركة.
وتم التأكيد خلال المباحثات على أهمية البعد الاستراتيجي في العلاقات الثنائية بين دول المنطقة وضرورة تطوير التعاون الاقتصادي بين هذه الدول وصولاً إلى تكتل اقتصادي إقليمي يلبي تطلعات شعوب المنطقة ويخدم أمنها واستقرارها.
كما تناول اللقاء آخر المستجدات على الساحة العراقية والجهود المبذولة لحل أزمة تشكيل الحكومة العراقية حيث جدد الرئيس الأسد موقف سورية الداعي إلى ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية تمثل جميع أطياف الشعب العراقي ووقوف سورية على مسافة واحدة من جميع العراقيين ودعمها لكل ما يتفق عليه أبناء العراق الشقيق.
بدوره شكر المالكي الرئيس الأسد على مواقف سورية تجاه العراق وحرصها على مساعدة العراقيين فى تحقيق الأمن والاستقرار فيه والحفاظ على وحدته أرضاً وشعباً مؤكداً حرص القيادة العراقية على إقامة أفضل وأمتن العلاقات مع سورية وعلى جميع الصعد بما يتناسب مع حجم العلاقات الشعبية والأخوية التى تربط أبناء سورية والعراق.
حضر اللقاء من الجانب السوري المهندس محمد ناجى عطري رئيس مجلس الوزراء ومحمد ناصيف معاون نائب رئيس الجمهورية ووليد المعلم وزير الخارجية والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية والمهندس سفيان علاو وزير النفط والثروة المعدنية ومدير إدارة الوطن العربي في وزارة الخارجية ونواف الفارس سفير سورية في العراق.
ومن الجانب العراقي حسين الشهرستاني وزير النفط والوفد المرافق للمالكي وحسين جوادي سفير العراق في سورية.
شعبان: الزيارة تهدف لبحث العقبات التي تعترض تشكيل الحكومة العراقية.. والنقاط التي تم الاتفاق عليها في زيارة المالكي العام الماضي إلى دمشق حول التعاون الاستراتيجي بين سورية والعراق
وفي تصريح للصحفيين عقب اللقاء قالت الدكتورة شعبان إن زيارة المالكي إلى سورية تهدف إلى بحث العلاقات الثنائية بين البلدين والعقبات التي تعترض تشكيل الحكومة العراقية منذ الانتخابات وكذلك بحث النقاط التي تم الاتفاق عليها في زيارة المالكي العام الماضي إلى دمشق حول التعاون الاستراتيجي بين سورية والعراق.
وأوضحت شعبان أن سورية استقبلت جميع الأطراف العراقية وأن هذه الزيارة تندرج ضمن هذا الإطار لأن سورية تقف على مسافة واحدة من الجميع مشيرة إلى أن الهدف الأساسي لسورية هو تشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية تضم جميع أطياف الشعب العراقي.
وحول أجواء الزيارة قالت شعبان إن الأجواء كانت جيدة لأن سورية تتعامل مع قضايا وتتعامل مع أوطان وفي السياسة دائماً هناك صعود وهبوط في العلاقات لكن المهم أن تبقى الرؤية واضحة والهدف واضحاً وهو امن واستقرار العراق ومصلحة الشعب العراقي ومصلحة العلاقات السورية العراقية التي تشكل الهدف الأساسي الذي يبقى نصب أعين القيادة في سورية.
وفي رد على سؤال فيما إذا حصلت سورية على تأكيدات من المالكي أنه سيسعى خلال مشاوراته لتشكيل حكومة عراقية الى تمثيل كل الأطياف العراقية بما فيها القائمة العراقية قالت شعبان إن سورية لمست من المالكي رغبته في أن تكون الحكومة تمثل جميع الأطراف التي فازت في الانتخابات غير أن المشكلة هي على المواقع وعلى التمثيل مشيرة إلى أن الحديث الذي جرى بين الرئيس الأسد والمالكي يعبر عن رغبة حقيقية لدى المالكي بأن تكون جميع الأطراف العراقية ممثلة في الحكومة ونأمل أن يتم التوصل إلى هذا الأمر.
وأكدت شعبان أنه كما قال الرئيس الأسد بالأمس في حديثه مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنه يمكن لسورية أو تركيا أو إيران أن تقوم بدور مساعد لكن الدور الأساسي والحقيقي في تشكيل الحكومة العراقية هو دور عراقي وهو دور للعراقيين وهم الذين سوف يقررون كيف تشكل حكومتهم وكيف يمكن لهم أن يشكلوا حكومة تمثل كل الأطياف التي فازت في الانتخابات العراقية الأخيرة.
وحول ما إذا كان للزيارة نتائج مباشرة في تسريع تشكيل حكومة عراقية رأت شعبان أنه من الصعب أن يتوقع الإنسان ذلك لأن هذا يعتمد على العراقيين أنفسهم مشيرة إلى أن سورية لمست الإرادة والرغبة لدى كل الأطراف العراقية بسرعة تشكيل الحكومة ولكن المشكلة في الاتفاق على كيفية تشكيل هذه الحكومة وأن كل من زار سورية عبر عن رغبته بسرعة تشكيل الحكومة وأبدى مخاوفه من عدم تشكيل الحكومة ولكن البرهان يأتي في أن تتفق جميع هذه الأطراف على آلية لتشكيل الحكومة.
ورأت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية أن الاتصالات التي يقوم بها المسؤولون العراقيون في عواصم دول الجوار هي محاولات لشرح وجهة نظر هذه الأطراف وأيضا لمساعدة دول الجوار للعراقيين في تشكيل الحكومة.
وأشارت شعبان إلى أن دول الجوار حتى قبل الحرب على العراق كانت تجتمع وتتحاور بالشأن العراقي وانطلاقا من هذا الأمر فإن لهذه الدول مصلحة حقيقية في أن يكون هناك أمن واستقرار في العراق وأن يكون العراق موحداً وألا تبدأ محاولات تقسيمه مشيرة إلى أن دول الجوار والأطراف العراقية كلها تدرك هذه الحقيقة وأن مصالحها مشتركة في تشكيل الحكومة العراقية.
وأعربت شعبان عن اعتقادها أن جميع دول الجوار تدفع باتجاه المصالحة بين الأطراف العراقية وتشكيل حكومة تمثل كل أطياف الشعب العراقي مشيرة إلى أنه إذا كان هناك أي مشاكل في المناصب أو في الدستور أو في القوانين السائدة فيمكن أن تعالج هذه المشاكل بعد تشكيل الحكومة العراقية.
وفي البعد الثنائي أشارت شعبان إلى انه تمت خلال اللقاء إعادة طرح مجلس التعاون الاستراتيجي بين سورية والعراق وأهمية هذا المجلس وضرورة تفعيله وانه كان من المواضيع الأساسية المطروحة على طاولة النقاش.
وحول موضوع العراقيين الذين تستضيفهم سورية وما اذا تم بحث مسألة عودتهم إلى العراق قالت شعبان أنه لم تتم مناقشة الموضوع لأن تشكيل الحكومة العراقية وإعادة الأمن والاستقرار إلى العراق هو الذي سيكون الكفيل بحل مشكلة الضيوف العراقيين وعودتهم الى بلدهم حينما يستتب الأمن هناك.
وكان الرئيس الأسد أجرى مباحثات مع الرئيس العراقي جلال طالباني خلال انعقاد القمة العربية الاستثنائية في مدينة سرت الليبية ركزت على أهمية تشكيل حكومة شراكة وطنية في العراق تمثل كل الأطياف العراقية.
وتاتي زيارة المالكي ومباحثاته مع الرئيس الأسد في سياق الزيارات التي قام بها عدد من ممثلي الكتل البرلمانية في العراق خلال الفترة الماضية حيث أكد الرئيس الأسد لهم دعم سورية لأي اتفاق بين العراقيين يكون أساسه الحفاظ على وحدة العراق وعروبته وسيادته.
يشار إلى أن وزارتي النفط السورية والعراقية وقعتا في منتصف آب الماضي محضر اجتماع بشان نقل النفط الخام والغاز العراقيين إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط عبر الأراضي السورية.