العنوسة .. لماذا تزداد نسبة العنوسة في بلادنا العربية ؟
قال أحد الأدباء للعشاق مذاهب مختلفة، وتخلف لاختلاف اخلاقهم، وأمزجتهم، وأحوالهم. ولولا هذا الاختلاف لما كانت المحبة ..
أشهر مذاهب العشاق
العاقل
يعشق المتجملة بأدبها وحشمتها، وحسن أخلاقها، لأنه ينظر إلى مصلحة نفسه.
الجاهل
يعشق المتبرجة، لأنه يطاوع شهواته.
ذو الطبع الشعري
يهوى المتصنعة المتبرجة؛ ليتخيل محاسنها ويتشبب بجمالها.
الفيلسوف
يهوى ذات الجمال الطبيعي؛ ليناجى عواطفها.
المتفرغ للعشق
يهوى المعجبة المتمنعة؛ لينشغل باستعطافها.
الطامح إلى العلى
يهوى ذات الجاه والشرف.
الطامع بالدنيا
يهوى المثرية.
رقيق العواطف
يهوى المتمسكنة الضئيلة، ليعزها.
الطروب
يهوى الكئيبة المبتئسة، ليسرها.
الشجي
يهوى الأنيسة المطلقة الوجه، ليستأنس بها.
المسرف
يهوى المتأنقة باللبس، والتحلى إذ تسهل عليه استمالتها.
من تكون أيها الشاب ..
فمن تكون أيها الشاب من أولئك، ومن تكونين أيتها الفتاة من بينهن، وأين أنتم يا معشر الشباب من مذهب عظيم، حينما قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
حينما وصى من يريد الزواج، وهذه الوصية ليست فقط للصحابة الذين عاصروه صلى الله عليه وسلم فقط، وإنما لكل شاب وفتاة، ولكل ولي شاء الله تعالى أن يجعله وصياً على شاب، أو على فتاة.
من قصص الصحابة ..
ذكر علقمة قال: كنت مع عبد الله فلقيه عثمان بمنى، فقال يا أبا عبد الرحمن، إن لي إليك حاجة، فخليا، فقال عثمان: هل لك يا أباعبد الرحمن في أن نزوجك بكراً تذكرك ما كنت تعهد، فلما رأى عبد الله أن ليس له حاجة إلى هذا أشار إلي، فقال: يا علقمة، فانتهيت إليه.
أولئك الذين كانوا يخشون على دينهم، وعلى حياتهم الدنيوية والآخروية.
حديث نبوي .. قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة، فليتزوج، ومن لم يستطع؛ فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء).
رواخ البخاري في كتاب النكاح، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من استطاع منكم الباءة فليتزوج)، ومسلم نسبة العنوسة والعوانس
كل ذلك ليس إلا مقدمات، يشرحها ازدياد نسبة العانسات، في بلادنا العربية، وتتراوح النسبة بين الـ35- 45%، وقد تتجاوز هذا الرقم في بعض البلدان العربية.
السبب؟
السبب عزاه البعض إلى طمع الأهل، وهذا قد يكون منتشراً في العائلات الفقيرة والأحياء الشعبية، أما السبب الرئيس، فيكون في غالب الأمر أن أهل الفتاة، يبحثون عن عريس من طبقتهم، أي انهم يحاولون أن يفصلوه تفصيلاً، وقد تطول مدة التفصيل هذه إلى عشرات السنين، ليستفيقوا فجأة من نومهم ويجدون أن ابنتهم تجاوز عمرها الـ (35) عاماً.
والمعلوم أنه كلما تقادم العمر، كلما قل الخاطبون، والعكس صحيح.
النتيجة
لو فكر الآباء في مستقبلهم، فسيجدون أنهم سوف يمضون إلى القبور، ويتركون بناتهم في أيد الأخوة، والأخوات، بل قد يتركونهن عرضة لمن يطمع بثرواتهن، وهذا الأمر لن يعلم أحد نتيجته إلا بعد فوات الأوان.
فانتبهوا! واستيقظوا، أيها الآباء الكرام، وأيها الأهل الأعزاء، فإن العانس في البيت كالقنبلة إذا أزلت عنها مسمار الأمان.
ما الحل؟
الحل هو تطبيق ما أمر به النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، والعمل على تطبيق القاعدة الأساسية التي وضعها النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً في شرائط الزواج، حينما حدد أربع حالات تستوجب طلب الزواج، وبين أفضلها:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك) البخاري في كتاب النكاح: باب الأكفاء في الدين، ومسلم وغيرهما