بسام كوسا يخطف الأبصار على أبو ظبي الإمارات بحواره الديبلوماسي!
دبلوماسية لاذعة.. وثقافة لامعة.. هذا ما تميزت به إطلالة الفنان الكبير بسام كوسا في برنامج “هلا وغلا” على قناة أبو ظبي الإمارات مساء الخميس 21 تشرين الأول/ أكتوبر.
وخلال زيارته للإمارة العربية للمشاركة في مهرجانها السينمائي الدولي الذي يقام في هذه الأيام، التقته القناة على مدى ساعة ونصف، ملأها بسام بحضوره المتواضع والمثقف، لكن بآراء واضحة وحازمة في نفس الوقت.
بسام أشاد بالمهرجان الذي يقام في أبو ظبي هذه الأيام، معتبراً أن أي حراك ثقافي عربي وعالمي مهم للارتقاء بمستوى الفن، وشرح للمشاهدين توصيفه الذي أطلقه سابقاً بأنه «لا توجد سينما سورية.. يوجد فيلم سوري»، مؤكداً أن الانتقال من مرحلة الفيلم إلى مرحلة السينما، كما في الدول الأوروبية والعربية الأخرى، يحتاج إلى وجود صناعة سينمائية ليست موجودة بعد في الثقافة السينمائية السورية، لكنه بدا متفائلاً بالحراك الجديد الذي تشهده مؤسسة السينما السورية حالياً.
وبدا النجم السوري بارداً عندما هنأته محاورته على نجاح مسلسله "وراء الشمس"، واكتفى بالقول إن وجود الشاب علاء الزييق، نجم المسلسل المصاب بمتلازمة داون، جعل تجربة العمل بالنسبة له (لبسام) مهمة وغنية، كما أنه رد بدبلوماسية كبيرة عندما عرضت صورة مخرج العمل سمير حسين على الشاشة ليعلق عليها، وشرح مشكلته مع صُنّاع العمل من جديد بكلمات اختارها بعناية، فقال: «المخرج الشاب قدم كل ما يمتلكه من إبداع فني في هذا المسلسل، وأتمنى له التوفيق (…) لست راضياً عن تفاصيل العمل، فلا يجب أن نحمل الشخصيات مواقفنا كما حدث في شخصيتي الزوجين اللذين اختلفا حول مسألة الإجهاض، فعلى الرغم من أن كلاً من باسل خياط وصبا مبارك قدما دورين متميزين، إلا أنني أعتب على المخرج الذي أظهر من يطالب بالإجهاض وكأنه مريض نفسي، ومن تريد الحفاظ على الجنين وكأنها ملاك، في حين كان يجب أن يترك الرأي للمُشاهد».
كما رفض بسام القول بأن النص الذي كتبه محمد العاص استثنائي، معتبراً أن فكرته استثنائية فقط، ومعترفاً أنه كان مشرفاً في البداية على العمل ككل، وكشف أنه تمت إعادة كتابة النص نحو أربع مرات، ثم تم إرساله إلى كاتب محترف لتنقيحه، وهو أمر اعتبر بسام أنه لا يقلل من قيمة المجهود الذي قدمه الكاتب الهاوي محمد العاص، منبهاً أهل الشاب علاء الزيبق من استخدامه إعلامياً بطريقة تسيء له بعد النجاح الذي حققه في مسلسل "وراء الشمس".
وفي موضوع آخر، وأمام صورة للألوان، اعترف بسام أن دراسته السابقة للفنون التشكيلية ساعدته في رسم بعض الكاركترات التي قدمها بسام، اعتماداً على نظرية أن الألوان فن، والضوء فن، وهي الثقافة التي أسِف بسام لفقدانها عند بعض المخرجين في الوسط الفني.
أما في فقرة الإنترنت، فقد شرح بسام بعض المواقف التي وجدها معدو البرنامج على الشبكة العنكبوتية، مجدِّداً التأكيد على أن الدراما السورية مبينة على الصدفة، بمعنى أنه ليس هناك إستراتيجية واضحة لمستقبلها، وهو أمر خطير، ومشدداً أن الحل أمام عجز نقابة الفنانين هو بوضع الشخص المناسب في كان المناسب، ومعتبراً أن الدراما التركية التي تمت دبلجتها في المراحل الأولى كانت مسيئة للطرفين، الجمهور العربي، والفن التركي.
الحلقة تضمنت أيضاً شهادة بالفنان كوسا من رفيق دربه الفنان عباس النوري، قابلها بسام بإشادة أخرى بفن وشخصية النوري، كما أن كوسا أشاد بالفنان فايز قزق، الذي رشحه كوسا ليحل مكانه في فيلم "رسائل شفهية" لأنه كان مناسباً جداً للدور، وقدمه بطريقة مميزة جداً، بحسب كوسا.
اللقاء الذي يمكن أن نصفه بالتقليدي لنجم عودنا على التميز في كافة حواراته، بدا فيه واضحاً تفاوت ثقافي بين الفنان الضيف ومحاورته التي أخطأت في أكثر من موضع، ومنها عندما سألت كوسا عن دور مسرحي لعبه بعد أن قدمه الفنان دريد لحام، وهو الأمر الذي نفاه كوسا، كما كانت هناك مغالطة في قول المذيعة «مسرحية رسائل شفهية»، ليصحح لها كوسا أنه كان فيلماً، ويتساءل في أكثر من موضع: «من أين لك هذه المعلومات المغلوطة؟!»، كما أنها لم تميز بين توصيف الفنان لحال السينما السورية ورأيه فيها، ولا بين صناعة السينما وتجارتها، مما أظهر فرقاً واضحاً في المستوى بين طرفي الحوار.
كوسا أكد في اللقاء أنه لم يحاول استعراض عضلاته كمحاور عندما التقى الموسيقار اللبناني زياد الرحباني، لكنه كان حواراً «إنسانياً بين شخصين، أسس لعلاقة طيبة فيما بيننا»، مؤكداً أنه قد يعيد التجربة مع شخص من مستوى زياد الرحباني.