البنتاغون يهاجمه بعنف.. و«ويكيليكس» يؤكد عزمه كشف كل الحقائق.. صحف بريطانية: الوثائق تظهر الوجه القبيح للقوات الانكلو ـ أميركية في العراق
شنت وزارة الدفاع الأميركية هجوماً حاداً على موقع (ويكيليكس) الإلكتروني الذي ينشر وثائق سرية عن الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال الأميركي والبريطاني في العراق، في حين أصر القائمون على الموقع على
الاستمرار بنشر جميع الوثائق مهما استغرق ذلك، مؤكدين عزمهم كشف كل الحقائق المتعلقة بهذه الفضائح بحق العراقيين.
في هذه الأثناء دعت الأمم المتحدة الولايات المتحدة الأميركية إلى ضرورة التحقيق النزيه والشفاف بهذه الجرائم.
من جهتها قالت الصحف البريطانية: إن الوثائق التي تم ويتم نشرها تظهر الوجه القبيح للقوات الأميركية والبريطانية في العراق.
فقد شنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الليلة قبل الماضية هجوماً حاداً على موقع (ويكيليكس) الالكتروني بعد تسريبه نحو 400 ألف وثيقة أميركية جديدة حول جرائم القوات الأميركية في العراق التي تم التعتيم عليها والتي تذكر بالتفصيل حالات بشعة من مقتل مدنيين عراقيين بشكل عشوائي عند نقاط التفتيش ومعلومات جديدة عن ضحايا لشركة (بلاك ووتر) سيئة الصيت وعن تستر الجيش الأميركي على التعذيب داخل السجون العراقية بأمر من الإدارة الأميركية.
ونقلت وكالة (رويترز) عن جيف موريل المتحدث باسم البنتاغون قوله: إنه يشجب موقع (ويكيليكس) الالكتروني لحضه الناس على خرق القانون الأميركي وتسريب وثائق سرية واقتسام تلك المعلومات السرية مع العالم.
واعتبر مسؤولون أميركيون أن نشر هذه الوثائق السرية والذي يمثل أكبر خرق امني من نوعه في التاريخ العسكري الأميركي، يعرض حياة الجنود الأميركيين للخطر وحددوا نحو 300 متعاون عراقي أصبحوا الآن في خطر أيضاً.
تزامن ذلك مع دعوة الأمم المتحدة لواشنطن للتحقيق في عمليات التعذيب التي نشرها موقع (ويكيليكس) بشأن الحرب الأميركية على العراق وحمام الدم الذي تمثله هذه الحرب .
ونقلت صحيفة (ديلي تلغراف) البريطانية عن مانفريد نواك المقرر الخاص للأمم المتحدة لشؤون التعذيب قوله: إن الرئيس الأميركي باراك أوباما ملزم بإجراء تحقيق خاص وموضوعي بشأن هذه التسريبات مشيراً إلى أن الأمر عائد بعد إجراء التحقيق للمحاكم الدولية التي عليها ان تحاسب الجناة وتؤمن تعويضات لائقة للضحايا لقاء الألم والمعاناة اللذين ألما بهم.
في سياق متصل أكد جوليان اسانج مؤسس موقع (ويكيليكس) أن الوثائق الأميركية السرية التي كشفها موقعه بشأن الحرب الأميركية على العراق تتحدث بالتفصيل عن حمام الدم الذي تمثله هذه الحرب، وقال: إن هذه الملفات التي يقدر عددها بنحو 400 ألف وثيقة تمثل صورة للوضع في العراق.
بدورهم قال مسؤولو الموقع خلال مؤتمر صحفي أمس حول الوثائق التي كشفها الموقع بشأن الحرب الأميركية على العراق: إن الوثائق المنشورة تعطي تفاصيل كثيرة حول ضحايا حرب العراق وتؤكد أن أكثر من 80 بالمئة منهم من المدنيين، مؤكدين أن الجيش الأميركي حجب وثائق عديدة لحماية عدد من الأفراد وأن لجنة تقصي الحقائق ستستمر بعملها بغض النظر عن المدة التي سيتطلبها ذلك ولن تتوقف قبل الكشف عن كل الحقائق ومطالبين الحكومة الأميركية بالاعتراف بحق الضحايا في معرفة الحقيقة.
وأكد المسؤولون أنه من المهم إطلاع الرأي العام العالمي على مآسي الحرب الأميركية على العراق وعمليات القتل العلنية والسرية من أجل إحقاق الحق للشعب العراقي.
من جهتها ركزت الصحف البريطانية والأميركية الصادرة أمس على الأصداء الناتجة عن نشر الوثائق السرية العسكرية على موقع (ويكيليكس) بشأن العمليات الأميركية في العراق.
وقالت صحيفة (الغارديان) في مقال حمل عنوان (القوات الأميركية غضت النظر عن عمليات التعذيب في العراق): إن الوثائق كشفت جليا الوجه القبيح للقوات الأميركية والبريطانية وأظهرت تورطهما في عمليات تعذيب وقتل وجرائم حرب.
بدورها قالت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية: إنه على الرغم من قيام الأميركيين بالتحقيق في بعض حالات الانتهاك فإن ذلك لم يكن كافيا على الإطلاق فمعظم الحالات والجرائم المشار إليها في السجلات تم تجاهلها على ما يبدو.
وأضافت: إن الجنود أبلغوا ضباطهم بهذه الانتهاكات ثم طلبوا من العراقيين بعد ذلك التحقيق فيها غير أن ذلك لم يحدث.
وأدانت منظمة العفو الدولية ما تم الكشف عنه من جرائم، وقال مالكولم سمارت مدير منظمة العفو الدولية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا: إن هذه الوثائق تقدم على ما يبدو دليلاً آخر على أن السلطات الأميركية كانت على علم بهذا الانتهاك المنظم منذ سنوات.