السكريــات و العســل
قبل أن يصنع السكر الأبيض المعروف، وينتشر استعماله في بداية القرن الثامن عشر، كان العسل يمثل أحد المصادر الأساسية للسكـر . والسكر الأبيض كمـا هو معروف، يستخرج من الشوندر السكري أو من قصب السكــر .
يتركب السكـر من سكريـات ذات مجموعتين رئيسيتين :
– مجموعة السكريات الأحادية : التي تضم جزيئـات السكريـات البسيطة ، أهمهـا سكر العنب ( الغلوكوز ) وسكر الفواكه الفركتوز .
– مجموعة السكريات المتعددة : وهي تتكزن من أشتراك عدة جزيئات من السكريات الأحادية، لذلك تسمى السكريات المركبة أو المتعددة، أهمها السكروز .
لا تحتاج السكريات الأحاديةلهضم مسبق، بمعنى أنها جاهزة مباشرة للأمتصاص من جهاز الهضم دون تدخل عليها، أما السكريات المتعددة فإنه تحتاج الى تمثيل وتفكيك الى سكريات أحادية حتى يتمكن جهاز الهضم من أمتصاصها ، ولذلك فإن سكر الفركتوز و سكر الغلوكوز الموجودين في العسل لا يحتاجان الى عمليات الهضم بل يتم أمتصاصها من جهاز الهضم مباشرة، ويحملهما الدم الى الكبد حيث يتم خزنهما فيه على شكل غليكوجينات، وهي سكريات متبلمرة ( أي انها عبارة عن جزيئ ضخم يتركب من الاف الجزيئات البسيطة المتماثلة )، وعندما يحتاج الجسم هذا المخزون الأحتياطي من السكريات ( الغليكوجينات ) فإن الكبد يطلقها الى الدم حسب الحاجة حتى يتم حرقها على شكل طاقة .
يلعب الأنسولين، وهو أحد مفرزات غدة البنكرياس، دوراً مهماً في السماح للسكر بالمرور من الدم الى الغضلات واحتراقه على شكل طاقة ( علماً بأن تناول مقدار مئة غرام من العسل يعطي ( 330 ) حريرة فقط فإذا نقصت كميت الأنسولين في الجسم فإن سكر الغلوكوز سوف يتراكم في الدم، وهذه الحالة معروفة بالداء السكري.
إن السكر الوحيد الذي لا يحتاج الى انسولين لكي يحترق ويتحول الى طاقة وسكر الفركتوز،لذلك نحذر من الخطاء الذي يقع فيه بعضهم بوصف العسل لمرضى الداء السكري بدلاً من السكر الأبيض، فالعسل يحوي من الغلوكوز بقدر مايحوي من الفركتوز، وهو لا يفيد مرضى داء السكري إطلاقاً .
وإذا قارنا بين السكر الأبيض والعسل فإننا نجد أن السكر الأبيض يتركب من السكروز( المتعدد ) والذي يحتاج الى تحطيم وهضم قبل أن يستطيع الجسم امتصاصه والأستفدة منه، أما العسل فإنه يتكون بشكل رئيسي من فركتوز وغلوكوز و أملاح معدنية وهرمونات و فيتامينات وغيرها، وهذه يمتصها الجسم مباشرة دون هضم، وبمقارنة بسيطة نجد أن العسل أفضل بكثير للأنسان من السكر الأبيض .