الرئيسان الأسد وديفيسينغ باتيل: تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين والارتقاء بها
عقد السيد الرئيس بشار الأسد صباح اليوم جلسة مباحثات موسعة مع رئيسة جمهورية الهند السيدة براتيبها ديفيسينغ باتيل حضرها أعضاء الوفدين الرسميين السوري والهندي.
وفي ختام المباحثات أدلى الرئيس الأسد والرئيسة ديفيسينغ باتيل بتصريحين صحفيين أجملا فيهما مباحثاتهما وأكدا على أهمية مضاعفة المبادلات التجارية وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين والارتقاء بها إلى مستوى العلاقات السياسية.
كما عبر الرئيسان الأسد وديفيسينغ باتيل عن دعمهما لإصلاح منظمة الأمم المتحدة لتصبح أكثر ديمقراطية وتمثيلاً وكفاءة وجددت الرئيسة الهندية دعم بلادها القوي لحق سورية الشرعي باستعادة الجولان المحتل كاملاً في أسرع وقت.
فقد أكد الرئيس الأسد أن هذه الزيارة سوف تعزز العلاقات التاريخية التي نسجت بين سورية والهند عبر آلاف السنين بدءاً من طريق الحرير وترجمت على مدى العقود الماضية إلى علاقات رسمية وشعبية شملت معظم المجالات وعززت الثقة والتعاون بين البلدين.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن مباحثاته مع الرئيسة ديفيسينغ باتيل اليوم تناولت مواضيع تم التأسيس لها خلال زيارته إلى الهند عام 2008 وتم التركيز على الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية إلى مستوى العلاقات التاريخية والسياسية وخصوصاً أن حجم التبادل التجاري بالرغم من التزايد الذي يشهده مازال متواضعاً بالنظر لإمكانيات البلدين والمكانة التي يحظيان بها سواء من ناحية الموقع الجغرافي أو التكتلات الإقليمية التي يرتبطان بها و التي تتيح أسواقاً واسعة وواعدة لحركة وتدفقات التجارة.
وأكد الرئيس الأسد أن سورية تشهد حراكاً اقتصادياً ديناميكياً لبناء جسور التعاون مع العالم الصديق وترتبط باتفاقيات تجارة حرة مع مجموعة من الدول العربية ضمن إطار اتفاقية التجارة الحرة العربية الكبرى واتفاقيات تجارة حرة مع عدد من الدول الإقليمية بالإضافة إلى عملية ربط تشمل دولاً مجاورة وأخرى أبعد جغرافياً من خلال شبكات بنى تحتية في مجالات الطاقة والنفط والغاز بهدف خلق فضاء اقتصادي لهذه الدول مجتمعة يوسع قاعدة المصالح المشتركة بينها.
وبالمقابل تحظى الهند بأهمية خاصة لغناها بالموارد الطبيعية ولكونها جزءاً من منطقة أسواق ضخمة في آسيا وريادتها في المجال الاقتصادي والتطور العلمي والتقني الذي حققت الهند تميزاً بشأنه على المستوى العالمي وكذلك ارتباطها بتكتلات ومنظمات اقتصادية عالمية تضم دولاً هامة وفاعلة على الساحة التجارية الدولية أو من ناحية غناها بالموارد البشرية المتميزة.
وأضاف الرئيس الأسد أن المباحثات تناولت أيضاً علاقات البلدين المتنامية في قطاعات اقتصادية هامة مثل الصناعة والزراعة والصحة والنفط والثروة المعدنية والفوسفات والكهرباء والنقل والاتصالات والتقانة كما تم بحث إمكانية إقامة شراكات استراتيجية حقيقية في مجالات الصناعة المختلفة كصناعة البرمجيات والصناعات النسيجية والدوائية والغذائية بالاستفادة من التكنولوجيا الهندية المتطورة مشيراً إلى مركز التميز التكنولوجي للمعلوماتية الذي تم إنشاؤه في سورية كإحدى ثمار التعاون المشترك وكذلك التعاون القائم في مجال الكهرباء بالعقود الموقعة لمحطات التحويل والتمويل الذي وفره الجانب الهندي.
وقال الرئيس الأسد: جرى الحديث عن أهمية مضاعفة الجهود لإرساء المزيد من الأطر القانونية الناظمة للعلاقات المشتركة ولاسيما في قطاع النقل لكونه شريان التجارة وعن الدور المتنامي لمجتمع الأعمال وضرورة انخراط رجال الأعمال من البلدين بشكل فاعل في رفع سوية العلاقات الثنائية والمساهمة كشريك حيوي في المشاريع الاستثمارية والشراكات المستقبلية بين البلدين.
وعبر الرئيس الأسد عن شكره للرئيسة ديفيسينغ باتيل ومن خلالها للهند حكومة وشعباً على مواقفهم الداعمة للحق العربي وعلى رأسها القضية الفلسطينية وقضية الجولان لافتاً إلى أن الهند التي عانت من ظل الاحتلال تعرف أكثر من غيرها عدالة قضية الشعب الواقع تحت الاحتلال.
وقال الرئيس الأسد: إنه شرح للرئيسة ديفيسينغ باتيل كيف أن غياب السلام في منطقتنا بسبب السياسات الإسرائيلية رغم جهود سورية الحثيثة لتحقيقه يزيد من حالة التوتر ويقوض مساعي سورية في التنمية والازدهار الاقتصادي مؤكداً أن السلام المبني على أسس قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام والذي يعيد الحقوق لأصحابها الشرعيين وحده يضمن الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم .. معرباً عن الأمل في أن تساعد العلاقة السورية الهندية مع الجهود الدولية لوضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني المحاصر بجدار فصل عنصري.
وقال الرئيس الأسد: إن البلدين يجددان إدانتهما للإرهاب بكافة أشكاله وبمناسبة الذكرى الثانية لتفجيرات مومباي الإرهابية والتي صادفت البارحة تجدد سورية وقوفها إلى جانب الهند في محاربة الإرهاب وذلك من أجل الوصول إلى عالم آمن ومستقر.
وأشار الرئيس الأسد إلى أنه أكد للرئيسة الهندية دعم سورية لما ورد في البيان المشترك لوزراء خارجية الهند والصين وروسيا مؤخراً بخصوص حق إيران وجميع الدول بامتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية مع التأكيد على ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من جميع أنواع أسلحة الدمار الشامل.
وأضاف الرئيس الأسد: إن سورية تتفق مع الهند على ضرورة إصلاح الأمم المتحدة لتصبح أكثر ديمقراطية وتمثيلاً وكفاءة وترحب بانتخاب الهند في مجلس الأمن 2011-2012 وتتطلع إلى تعاون كبير معها داخل المجلس مشيراً في هذا الإطار إلى دعم سورية لحصول الهند على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي.