لبنان: سليمان يلتقي القيادات والقاعدة تحذر الشيعة
ستمرت حالة المراوحة وأجواء التوتر السياسي في لبنان الخميس، مع ترقب مختلف القوى لموعد صدور القرار الظني في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق، رفيق الحريري
وقلق حزب الله من توجيه أصابع الاتهام إليه في القضية، وفي هذا السياق يقوم الرئيس ميشال سليمان بجولة مباحثات مع مختلف القيادات المحلية، بينما برز دخول تنظيم القاعدة على الخط من خلال تحذير "كتائب عبدالله عزام" من لجوء الحزب لسلاحه ضد السنّة.
لقاءات سليمان
من المتوقع أن يقوم الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، الخميس بجولة من المباحثات مع كبار المسؤولين السياسيين في البلاد، فيلتقي وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي، والنائب آغوب بقرادونيان.
إلى جانب رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية، سمير جعجع، وهم من أقطاب الأكثرية التي يقودها تيار المستقبل، برئاسة رئيس الوزراء الحالي سعد الحريري.
كما يلتقي سليمان برئيس كتلة "الوفاء للمقاومة،" التابعة لحزب الله، النائب محمد رعد، بعد أن التقى الأربعاء بقوى أخرى على صلة بالحزب، وبينها رئيس التيار الوطني الحر، ميشال عون، وزعيم تيار المردة، سليمان فرنجية.
وتنتظر معظم القوى السياسية انتهاء مباحثات يعتقد أنها تجري حاليا بين دمشق والرياض، وذلك بهدف التوصل إلى صيغة تبعد شبح الصدام على الأرض بين القوى السياسية، في حال صدور القرار الظني بالشكل الذي يخشاه حزب الله.
القاعدة على خط التوتر
وفي سياق متصل، أصدر صالح بن عبدالله القرعاوي، القيادي في كتائب عبدالله عزام، رسالة جديدة موجهة إلى الداخل اللبناني، نشرتها عدة مواقع على صلة بتنظيم القاعدة، دعا فيها السنّة في لبنان إلى عدم التعامل مع الجيش، وذلك بعد سلسلة مواجهات تخللها مقتل جنود واعتقال مسلحين في قرى سنية في سهل البقاع شرقي لبنان.
وقال القرعاوي: "يا أهلنا أهلَ الشام: إننا إن عصينا اللهَ فيكم ولم ننصرْكم، فإنَّ ذا المروءةِ والنجدةِ تأبى عليهِ نفسُه أن يرضى على أهلِه بهذا، فدافعُنا لنصرتِكُم دافعٌ إيمانيٌّ،" وأضاف أن "الدين يكون لله؛ إذا ارتفعَ تسلُّطُ الظلمةِ – مِنَ الباطنيةِ الشيعةِ وغيرِهم- عن أهلِ الإسلامِ وبلادِ المسلمينَ."
وتابع القرعاوي بطرح مجموعة من التساؤلات بينها: "- لماذا لا يستجابُ لدعاوى رفعِ الظلمِ إلا إذا كانَت هذه الدعاوى مِن زعمِ الطائفةِ الشيعيةِ؟ – لماذا يتجاهلون ما وقع عليكم يا أهلَ السنةِ من قبيحِ الظلمِ وعظيمِ الجرائم؟ ولماذا لا يُفتَح تحقيقٌ في مصيرِ مئاتٍ ممَّن قُتِلوا مِن التعذيبِ في السجونِ، ولماذا لا يُحاسَبُ مَن قتل أهلَ السنةِ في السابعِ من أيارَ،" في إشارة إلى تاريخ سيطرة حزب الله بالسلاح على أحياء من بيروت.
وأضاف: "ولماذا يُسامُ أهلُ السنةِ في عمومِ بلادِ الشامِ أشدَّ العذابِ لعقودٍ طِوالٍ، فلا ينتصرُ لهم أحدٌ ولا يدافعُ عَنهم صاحبُ دينٍ أو قانونٍ يزعم صاحبه فيه العدل؟"
وتطرق القرعاوي إلى طلب قيادات المعارضة اللبنانية من مؤيديها عدم التعامل مع بعض المؤسسات الأمنية التي تتعاون مع التحقيق الدولي بقضية الحريري، أو تلك التي لا تخضع لنفوذ المعارضة فقال: "ونحن هنا ندعو أهلَنا أهلَ السنةِ .. إلى مقاطعةِ المؤسساتِ الظالمةِ لكُم والمضيعةِ لحقوقِكُمْ أيًّا كان انتماؤها، وبخاصةٍ مخابراتِ الجيش."
وسأل القرعاوي: "لماذا لا تقومُ مخابراتُ الجيشِ بالمداهماتِ إلا على بلَداتِ أهلِ السنةِ؟ ولماذا لا تنتشرُ الحواجزُ الأمنيةُ إلا في بلَداتِكم وأحيائكم؟ ولماذا لا نرى حاجزًا للجيشِ أو لغيرِه من المؤسساتِ الأمنيةِ في مناطقِ الشيعةِ كالضاحيةِ مثلاً؟" في إشارة إلى المعقل الأساسي لحزب الله، على مشارف العاصمة بيروت.
ودعا القرعاوي السنة في سوريا إلى التحرك ضد حكومتهم التي اتهمها بالخضوع لنفوذ الطائفة العلوية، وقال إن حزب الله "قد جمع السلاحَ ليستعملَه في الصراعاتِ الداخليةِ؛ في ذبحِ أهلِ السنةِ والجماعةِ؛ وهذا ما هددوا به، وردده كبارُ معمميهِم، متخذين المحكمةَ الدوليةَ مبررا لذلك."
وحذر القرعاوي بعض رجال الدين السنة الذين يدعمون حزب الله من مغبة تصرفاتهم، واعتبر بيانه "الإنذار الأخير إليهم" علماً أن حزب الله كان قد نشط من فترة على خط التواصل مع بعض رجال الدين السنة، وبينهم عمر بكري، الذي أخرجه أحد نواب الحزب بكفالة من السجن بعد القبض عليه لصدور حكم بالسجن بحقه بتهم على صلة بالإرهاب.
يذكر أن كتائب عبدالله عزام كانت قد أصدرت قبل أسابيع بيانها الأول، وذلك بمناسبة زيارة الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، إلى بيروت، ونددت فيه بتعاظم نفوذ طهران في المنطقة.