سورية تحتفل غداً باليوم العالمي للتطوع
تحتفل سورية غداً باليوم العالمي للتطوع الذي يتزامن مع السنة العالمية للتطوع والسنة الدولية للشباب وفي هذا الإطار يواصل متطوعو الاتحاد الوطني لطلبة سورية نشاطاتهم التطوعية
حيث يقومون بإعادة تجميل وتأهيل المنطقة الممتدة من باب توما الأثري حتى باب شرقي وإبراز قيمتها التاريخية وترميم وتجميل سور مدينة دمشق القديمة وبهذه المناسبة سيتم الإعلان عن إطلاق أولى حملات الهيئة الشبابية للعمل التطوعي وشركائها.
وقال الدكتور عمار ساعاتي رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سورية في تصريح لوكالة سانا إن الاحتفال باليوم العالمي للتطوع له دلالات ومعان كبيرة في نفوس الزملاء الطلبة والمتطوعين في رحلتهم مع العمل التطوعي وله طعم مختلف هذا العام إذ زادت خبرتنا في انجاز الأعمال التطوعية وتعمقت تجربتنا وصارت أكثر قوة ونضجا فمع كل انجاز نقوم به نرى أن الكثيرين من زملائنا الطلبة وغير الطلبة من المواطنين يتمسكون بفكر التطوع وثقافته ويبدؤون العمل معنا لنشره.
وأضاف الدكتور ساعاتي سيتم إطلاق أولى حملات الهيئة الشبابية للعمل التطوعي وشركائها وهي الحملة الوطنية التطوعية لتدوير الورق مشيرا إلى أن الهيئة تهدف إلى نشر ثقافة العمل التطوعي في المجتمع وتعزيز الشعور بالانتماء وفتح آفاق جديدة في مجال العمل التطوعي ومفاهيمه ومساندة الخطط الحكومية والمؤسسات الاجتماعية في سد فجوة الخدمات المقدمة للمجتمع مع وضع الخطط والبرامج اللازمة بما يساهم في التنمية على مختلف الصعد.
وقال رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سورية إن أهم عوامل نجاح العمل التطوعي في سورية تعود إلى الدعم الكبير والرعاية الكريمة التي يلقاها هذا العمل والاتحاد والمتطوعين من السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته حيث زارا أكثر من مرة مواقع العمل وشاركا المتطوعين أعمالهم وناقشا معهم سبل الارتقاء بالعمل التطوعي وآفاق ترسيخه ونشر ثقافته مشيرا إلى وجود بذرة التطوع في نفس كل مواطن عربي سوري يؤمن بوطنه ومقدراته وإمكاناته وضرورة العمل للنهوض به لأن سورية أمانتنا جميعا.
وختم الدكتور ساعاتي بالقول إن العمل التطوعي الذي رسم البهجة والفرح على وجوه الأطفال والشيوخ والنساء قادر أن يرسم السرور في أرجاء الوطن من خلال تكاتف الجهود والتعاون والتشاركية بين جميع المؤسسات والمنظمات والجمعيات الأهلية والمواطنين من خلال الهيئة الشبابية للعمل التطوعي حيث لكل منا دور وواجب أن قام به يكن قد ساهم في تعزيز التنمية المستدامة التي تنشدها سورية.
وتتضمن الفعاليات التطوعية التي بدا الاتحاد بتنفيذها بالتعاون مع محافظة دمشق منذ الثاني والعشرين من أيلول الماضي تحضيرا للاحتفال إعادة تجميل وتأهيل الدوار والساحة الرئيسة لحي باب توما القديم وأبواب وشرفات المنازل القائمة عليها وإزالة المخالفات والتشوهات البصرية وصولا إلى باب شرقي.
وتبرز النشاطات التي شارك فيها طلبة متطوعون من جامعة دمشق ومعاهدها باختصاصاتهم المختلفة أهمية المبادرة وإشراك المجتمع المحلي في تحقيق نقلة نوعية على الصعيد الخدمي والبيئي والآثاري والتي تمثلت في تنظيف وتجميل فرع نهر بردى المار في الحي وضمن الحديقة ورفع التلوث عنه وتأهيل وتجميل ضريح وحديقة خولة بنت الأزور وضريح الصحابي شرحبيل بن حسنة نظرا للقيمة التاريخية للموقع إضافة إلى إعادة تأهيل الحدائق المحيطة بسور دمشق والحي وعددها 7 حدائق وإزالة الأسوار المعدنية والبيتونية عنها وإضفاء البصمة الجمالية للموقع العام كونه أكثر المواقع ارتيادا للسياح من خلال إنشاء مركزين للدلالة السياحية ومركز خدمات للموقع وإنارة تجميلية وتثبيت مقاعد استراحة وخدمات عامة.
وتشمل احتفالية الاتحاد غدا المشاركة بإطلاق حملة تدوير الورق وانجاز اللمسات الأخيرة على النشاط التطوعي في باب توما كما تتضمن عرض فيلم توثيقي قصير يلخص الأعمال التطوعية التي قام بها الطلبة على مدار العام إلى جانب معرض صور للحديقة قبل وبعد ولوحات قام برسمها طلبة كلية الفنون الجميلة كما سيتحدث 10 متطوعين عن قصص نجاحهم في العمل التطوعي إضافة إلى جلسة نقاش مع شركاء الهيئة الشبابية للعمل التطوعي وإعلان خطة الشركاء إعادة تدوير.. تصنيع الورق.
ويعمل الاتحاد على نشر وتكريس ثقافة التطوع بإقامة مخيمات العمل التطوعي انطلاقا من أهدافه الأساسية في تعزيز المبادرات والمشاركة وتحفيز الإمكانيات القيادية لدى الشباب المتطوع من اجل التنمية المستدامة وإشراك المجتمع المحلي بحيث لا يقتصر التطوع على فئة أو شريحة معينة منهم في جميع مراحل العملية التطوعية التشاركية.
وقالت كل من روز مرهج وسوسن رحمة وهما متطوعتان من كلية الفنون الجميلة في تصريح لوكالة سانا إنهما سعيدتان بالمشاركة بالأعمال التطوعية وورشات العمل لتجميل صورة دمشق وساحاتها ومظهرها الحضاري من خلال رسم لوحات فنية لباب توما ودخلة السلام والشارع المجاور لحديقة خولة بنت الأزور باستخدام ألوان الاكيريليك والفحم والكولاج بهدف لفت نظر الناس وتعريفهم بأهمية المدينة القديمة وتراثها وحضارتها مشيرتان إلى رغبتهما بالمشاركة في النشاطات التطوعية للاتحاد في أي وقت لان هذا الأمر يكرس المفهوم الإنساني والخدمي في المجتمع.
أما أحمد يوسف وعبادة الخطيب من المعهد الصناعي الثاني قسم التصميم الداخلي فقد ساهما بمشاركة 41 متطوعا من معاهد دمشق والقنيطرة في تفصيل وإصلاح مقاعد الحديقة وتجهيزها إلى جانب سلال المهملات التي ستوزع في الحديقة.
ورأى الدكتور رأفت دحروج من كلية الطب البشري قسم الدراسات العليا أن الإسهام في العمل التطوعي أمر مفيد جدا يعلم الجميع التشارك في خدمة المجتمع وتقدمه مشيرا إلى أن العيادة التي أقامها الاتحاد في الحديقة تقدم الإسعافات الأولية وتستقبل الحالات الطارئة من المتطوعين والعمال والمواطنين بمساعدة متطوعين من الأطباء ومن المعاهد الطبية ومدارس التمريض مع وجود سيارة إسعاف مجهزة بكافة المستلزمات الطبية.
وقال نقولا بزرة أحد أهالي حي باب توما حاولت مساعدة المتطوعين مع مجموعة من الأهالي لتحسين المنظر العام للحديقة والمنازل التي تم تركيب خزانات مياه لبعضها إضافة إلى ترميم كامل لمنزلين في الحارة الأمر الذي سيعكس صورة حضارية جميلة عن الحي والبلد مشيرا إلى ضرورة قيام الهيئات المعنية بالطلب إلى المستثمرين الذين يرغبون بإقامة مشاريع سياحية من مطاعم وغيرها بدراستها بشكل كامل تفاديا لأي مشاكل على البيئة أو البنية التحتية للمدينة.
ويؤكد القائمون على تنفيذ هذا المشروع الهام من الاتحاد والمحافظة أهميته في تحسين الواقع البصري في المنطقة من خلال إزالة التشوهات وتأهيل المنطقة بشكل كامل في إطار العمل على تأهيل العديد من الأماكن في المدينة مشيرين إلى أنه سيتم تركيب سارية بارتفاع 12 مترا مصنوعة من المعدن في الجزيرة المنصفة مقابل الحديقة وسينقش عليها مجموعة من الرسوم والنقوش لأهم معالم أبواب دمشق القديمة ومبانيها الحضارية.
وجاءت فكرة العام التطوعي في بداية الألفية الثالثة عام 2001 لتحفيز سياسات الأعمال التطوعية وتسهيل أعمالها وتوسيع شبكاتها ونشاطاتها والاعتراف بها واحترامها حيث تركز غالبية الدول جهودها لدعم مساهمات المتطوعين للوصول إلى الأهداف التنموية للألفية الجديدة للتغلب على مشاكل الفقر والجوع والأمراض والأمية والمحافظة على البيئة.
ويهدف اليوم العالم للتطوع الذي اعتمد من الأمم المتحدة ليكون الخامس من كانون الأول من كل عام إلى تحفيز المشاركة المجتمعية وإيجاد سياسات تشجع العمل التطوعي وتسهم في توسيعها والاعتراف بأهمية دوره في التنمية من خلال الشراكات الفاعلة من مختلف الشرائح المجتمعية لتكريس وترسيخ مفاهيمه في دعم دور الشباب ومشاركتهم الفاعلة.