ضوء على المركز الوطني للبحوث والدراسات الشبابية
تشكل مراكز الدراسات والأبحاث حاجة ماسة وملحة لرصد الواقع السوري في شتى المجالات في ظل الحراك الاقتصادي وعملية التنمية التي تتطلب كثير من الأرقام والدراسات
ليتم بناء الخطط بشكل سليم ينقلنا ذلك إلى عملية اتخاذ قرار سليمة. وهذا ما نحتاجه فعلاً وتحتاجه شريحة الشباب السوري الذي يظهر واقعها مطالباً بضرورة انجاز دراسات وتقارير تصدر بشكل سنوي ترصد واقعهم وإعداد قاعدة بيانات علمية تتمتع بالموثوقية يمكن الاعتماد عليها لمتابعة التبدلات الطارئة وتزويد الجهات المعنية بهذه البيانات للاستناد إليها في وضع البرامج والخطط لتأهيل الشباب للمشاركة بمختلف نواحي الحياة .ومما يثير التفاؤل وجود هذا المركز فعلاً وهو متواجد على الساحة وفي جعبته الكثير وهذا ما أكده السيد فريد ميليش رئيس مكتب الاعلام والبحوث في اتحاد شبيبة الثورة مشيراً إلى أن المركز الوطني للبحوث و الدراسات الشبابية هو الأول من نوعه وكان قد تأسس في حزيران 2004 للمساهمة في تطوير رؤية علمية لواقع الشباب السوري بمعزل عن التقديرات الذاتية والاجتهادات الشخصية التي تحكم الرؤى التقليدية، وتنبثق الأهداف الرئيسة للمركز من جملة التحديات الاجتماعية والثقافية والحضارية التي تجابه فئة الشباب بصورة خاصة بأخذ دراسة التركيب العمري لفئة الشباب والتركيب والوضع الوظيفي، من حيث توزعهم بحسب دخولهم في قوة العمل وأبواب النشاط الاقتصادي والمهني والتوزع المكاني بحسب المحافظات والمناطق.ويتبنى المركز دراسة مشكلات الشباب الأساسية مثل العمل، الزواج، والعلاقات الاجتماعية والتواصل بين الأجيال والجندر؛ الصحة الإنجابية إضافة إلى تحديد اتجاهات الشباب نحو مجموعة من القضايا الاجتماعية والثقافية والسياسية وتحليل الوضع الراهن لمشكلاتهم ذات الطبيعة الخاصة التي تستوجب الوقوف عندها لما تنطوي عليه من أخطار تمس الشباب بصورة عامة.
وأضاف ميليش إن المركز يتجه نحو ربط الدراسات بالمجتمع وتقديم دراسات تعكس حالتهم واحتياجاتهم إلى الجهات ذات العلاقة إضافة إلى التشبيك مع المؤسسات العلمية والبحثية المحلية والعربية والإقليمية ووضع رؤى متكاملة للمشروع الوطني للشباب .
وفي شرحه عن فكرة الإستراتيجية الوطنية للشباب وأين وصل العمل بها لفت الدكتور شاهر الشاهر مدير المركز إلى أن فكرة بناء مشروع إستراتيجية وطنية للشباب كانت أحد أهم أركان العمل في المركز، مع إدراك عميق لأهمية التشاركية الوطنية، وفي حصيلة المركز العديد من الدراسات والورشات والمسوح والتقارير أبرزها التقرير الوطني الأول عن واقع الشباب واتجاهاتهم واحتياجاتهم في بداية عام 2005، -وهو التقرير الأول الذي يصدر عن واقع الشباب في سورية- وصدر التقرير السنوي الثاني في حزيران من عام 2006.
كما وشارك المركز بفعالية في اللجنة الوطنية العليا المشكلة في مكتب المنظمات القطري لإعداد إستراتيجية وطنية للشباب وكلف بإجراء مسح ميداني شامل في الأسرة بناء على استبيان أعده خبراء اللجنة وأقيمت دورة تدريبية للمسح الميداني بمشاركة 138 شاب وشابة من الكوادر المؤهلين وذوي الخبرة في المسح الميداني خلال الفترة من 7-9/1/2010. إضافة إلى التعاون المستمر مع الهيئة السورية لشؤون الأسرة والمشاركة في اللجان المشكلة من قبلها في عملها لدراسة واقع الشباب واحتياجاتهم.
وأعد المركز الدراسة النهائية ضمن"مشروع دعم إستراتيجية وطنية للشباب" وهي رؤى وتوجهات مقترحة لتطوير واقع الشباب وزيادة تمكينهم وإدماجهم في عملية التنمية في سورية ويعمل المركز على مراجعة وتدقيق لمشروع الإستراتيجية الوطنية المقترحة قبل اعتماده وإعلانه. وكذلك مراجعة الدراسات المعمقة مع الجهات الحكومية المختصة كل فيما يتعلق بمجال عمله….
وأكد الشاهر ضرورة البناء على ما أنجزه المركز خلال السنوات الماضية من تقارير ومسوح اجتماعية ومتابعتها بروح الفريق للوصول إلى النتائج المرجوة وإعداد الكوادر الشبابية العاملة في المسوح المقرر تنفيذها وتدريبها على الأسس الصحيحة في العمل البحثي وتسليط الضوء عليها إعلامياً.
وختم فريد ميليش رئيس المركز إلى أن المنظمة تسعى لتطوير مركـز البحوث الشبابيـة وفي ضوء تقديم الدراسات ونتائج الأبحاث الشبابية وفق تطلعات المنظمة لتشمل كامل مساحة الوطن وشرائح الشباب فيه يكون التوجه العام نحو تكوين (المركز الوطني للدراسات والبحوث الشبابية) وفق ربط الدراسات بالمجتمع بالوقوف على المفاصل المساعدة في تحقيق الاستراتيجيات.