مباحثات سورية لبنانية لتطوير التعاون السياحي
استعرض المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء و فادي عبود وزير السياحة اللبناني اليوم علاقات التعاون المشترك وأهمية تطويرها والارتقاء بها انطلاقا من عمق الصلات والروابط الأخوية وبما يحقق مصلحة الشعبين الشقيقين .
وتم خلال اللقاء بحث سبل التعاون بين وزارتي السياحة في البلدين والاستفادة من الخبرات المشتركة بهدف تنويع وتحسين جودة عناصر المنتج السياحي وتطوير المرافق والخدمات السياحية لتعزيز دور السياحة وزيادة مساهمتها في عملية التنمية في البلدين .
حضر اللقاء الدكتور سعد الله اغة القلعة وزير السياحة ونصري خوري الأمين العام للمجلس الأعلى السوري اللبناني وسفير لبنان بدمشق والوفد المرافق .
كما بدأت أعمال اللجنة الوزارية السياحية السورية اللبنانية بهدف تطوير علاقات التعاون السياحي وزيادة الحركة السياحية بين البلدين وتفعيل آليات وسبل تطبيق الاتفاقات الموقعة في هذا المجال وزيري السياحة.
وناقشت اللجنة مشروع البرنامج التنفيذي لاتفاق التعاون السياحي والذي يأتي تنفيذا لبنود اتفاق التعاون السياحي بين البلدين الموقع في 18 تموز الماضي بدمشق لتطوير علاقات التعاون السياحي وتفعيل دور السياحة في عملية التكامل الاقتصادي.
ويتضمن المشروع التعاون في مجال تنشيط الحركة السياحية البينية والتسويق السياحي المشترك والترويج والإعلان السياحي والخدمات السياحية المشتركة والتدريب والتأهيل وتبادل الخبرات والاستثمار السياحي المشترك.
وناقش الجانبان تصميم مسارات سياحية مشتركة بين سورية ولبنان في مجال السياحة الثقافية والدينية في ظل فضاء سياحي مشترك وتحديد متطلبات هذه المسارات مستعرضين التجربة السورية في مجال العمل الإحصائي وآلية تسجيل وحساب السياح القادمين بهدف استفادة الجانب اللبناني منها تمهيدا لتطبيقها لديه.
وتطرق الجانبان إلى مضامين اجتماع المجلس الرفيع المستوى للتعاون الاستراتيجي بين سورية ولبنان والأردن وتركيا إضافة إلى آلية تشكيل لجنة وزارية مشتركة برئاسة وزيري السياحة في البلدين ولجنة متابعة ولجان فرعية متخصصة لمتابعة تنفيذ القرارات وذلك بالتنسيق مع الأمانة العامة للمجلس الأعلى السوري اللبناني.
وأشار آغة القلعة إلى أهمية اجتماع اللجنة الوزارية ولاسيما بعد توقيع سورية ولبنان اتفاقية التعاون السياحي في تموز الماضي التي تسهم في تطوير الحركة السياحية بين البلدين وتحويلهما إلى فضاء سياحي مشترك أمام الأسواق السياحية المختلفة مؤكدا إن الاجتماع سيضع أسس مرحلة جديدة من التعاون السياحي خدمة لمصلحة البلدين.
ولفت الوزير عبود إلى ضرورة التعاون والتكامل في المجال السياحي بين البلدين من خلال فتح الأبواب وتسهيل حركة القدوم ودعم الشركات السياحية وتقديم التسهيلات للقطاع الخاص في كلا البلدين بهدف تفعيل التعاون بينهما داعيا إلى أن تكون الاجتماعات الوزارية دورية خدمة لمصالح البلدين.
وأوضح نصري خوري الأمين العام للمجلس الأعلى السوري اللبناني وجود الكثير من الرؤى والتطورات الهادفة إلى توسيع التعاون في مجال السياحة والعمل على فتح أسواق خارجية وتعزيز التعاون الثنائي في مختلف قطاعات السياحة خدمة لمصلحة البلدين نظرا لأهمية الصناعة السياحية في إطار عملية التكامل الاقتصادي بين سورية ولبنان.
حضر الاجتماع سفير لبنان في دمشق.
وفي مؤتمر صحفي أشار آغة القلعة إلى أن اجتماع اللجنة الوزارية السياحية بحث مشروع بنود البرنامج التنفيذي للاتفاقية الموقعة بين البلدين في تموز الماضي لتنشيط الحركة السياحية بين البلدين وكيفية تشكيل فضاء سياحي مشترك يعبر عنه بتخطيط وتصميم مسارات سياحية مشتركة ومتكاملة تستفيد من نقاط القوة الموجودة في كلا البلدين الشقيقين موضحا أن الجانبين تباحثا أيضا في المواضيع المتعلقة بتبادل الخبرات والتدريب والتأهيل وجودة الخدمات وكيفية تنشيط الاستثمار السياحي في البلدين.
وقال إن المناقشة كانت غنية جدا وأدت إلى التوافق على النص الذي سيتم توقيعه لاحقا خلال الشهر القادم قبيل الاجتماعات المزمعة لوزراء السياحة في الدول الأربع/تركيا وسورية والأردن ولبنان إضافة الى التباحث أيضا في المضامين التي من الممكن أن نعمل عليها ونحضرها لمثل هذا الاجتماع الرباعي.
وبين وزير السياحة انه جرى خلال الاجتماع عرض المنهجية الإحصائية المعتمدة في وزارة السياحة والاتحاد الأوروبي والمطبقة في سورية منذ عام 2002 مشيرا إلى رغبة الجانب اللبناني في الاطلاع على هذه التجربة مع إمكانية أن يبدأ لبنان في تطبيق آلية مماثلة لتقدير المؤشرات السياحية فيه.
وأكد آغة القلعة أن الحركة السياحية بين البلدين مستمرة ومتصاعدة ومتنامية موضحا أن الأرقام تشير إلى انه حتى نهاية الشهر الحادي عشر من هذا العام دخل إلى سورية مليونان ومئة وثلاثون ألف شخص من اللبنانيين 64 بالمئة منهم من السياح الذين يقيمون ليلة واحدة على الأقل و36 بالمئة هم من زوار اليوم الواحد أو العابرين إلى دول أخرى دون إقامة وبنسبة نمو بحدود 63 بالمئة مقارنة بالعام الماضي.
وقال إن الأرقام تثبت أن الحركة السياحية بين البلدين التي هي موجودة اصلا وهي بين أشقاء وعوائل وأخوة مستمرة ومتنامية وإنما جهدنا لمزيد من التسهيلات والخدمات في المعابر الحدودية مشيرا إلى أن الجانبين يعملان لتحويل سورية ولبنان ليكونا فضاء سياحيا مشتركا.
وأشار عبود إلى أن ما يميز اجتماع اليوم هو وجود القطاع الخاص لما له من دور أساسي في تحريك عجلة الاقتصاد والسياحة موضحا أن القطاع الخاص اللبناني والسوري يجتمعان لوضع رؤية لتسريع الأمور والبدء بالتفكير بالسياحة بين الدول الأربع.
وقال إن الأرقام تشير إلى زيادة في عدد السياح بين البلدين من كلا الجانبين ونطمح بالمزيد من التسهيلات وان تكون الزيارة بين البلدين ممتعة وتوجد مسؤولية على اللبنانيين في تحديث المعابر الحدودية وتعمل وزارة السياحة لإنشاء استراحات سياحية شبيهة بما هو موجود على الجانب السوري لتسهيل الحركة السياحية مشيرا إلى أن موضوع اجتماع بيروت الشهر القادم سيكون الانفتاح والأجواء المفتوحة بين البلدان الأربعة خدمة لمصالحها.