“اكسبو تركيا”: شراكات سورية تركية على أرض الواقع ورؤى لتوسيع العلاقات وزيادة التبادل

عبر أيام المعرض التركي “اكسبو تركيا” الذي تنظمه غرفة تجارة اسطنبول بمشاركة أكثر من 130 شركة من جميع الاختصاصات الصناعية
أثبتت التجربة بالبرهان القاطع أن المعارض التركية التي تقام في سورية هي ترجمة للعلاقات التجارية والاقتصادية المتطورة بين البلدين،أملاً بألا تقتصر العلاقات الاقتصادية على تبادل السلع بل أن تنتقل إلى مرحلة متطورة تسهم بزيادة الاستثمارات المتبادلة. فالإمكانيات كما وصفها المستثمرون والصناعيون الأتراك والسوريون كبيرة لتوسيع العلاقات الاقتصادية والتجارية وزيادة حجم التبادل التجاري ولاسيما في ظل المناخ الاستثماري المشجع الذي تتمتع به سورية والتسهيلات المتوفرة والمستندة إلى قاعدة من التشريعات والضمانات القانونية.
رجل الأعمال جميل مرعي شريك شركة سولنتيك التركية في تعريفه عن الشركة لفت إلى عملها في مجال التطوير العقاري والطاقة البديلة مبيناً أنها تقدمت إلى مناقصة في منطقة الدير علي لتوليد 1 ميغا تجريبية من الكهرباء وهي بصدد تحضير دفتر الشروط للدخول بمناقصة توليد الكهرباء بطاقة الرياح في حمص، مشيراً إلى التشجيع حكومي لهذا التوجه ليتم الاستفادة من الطاقة الشمسية في كل الاستخدامات، وما يميز الشركة وجود شركاء سوريين وأتراك جنباً إلى جنب للخوض في العديد من مجالات الاستثمارات في سورية ونحن بصدد إعمار مشفى لأمراض السرطان فريد من نوعه يماثل أول مشفى لمرضى السرطان بتركيا بأحدث الأجهزة الموجودة في العالم.

وفي سؤال عن الدواعي التي تقف حائلاً أمام الشركات التركية للدخول بشكل جدي في غمار التطوير العقاري أكد مرعي أن الشركة تريد أن تبدأ في ظل وجود شراكات سورية والمشكلة ليست بمسائل التمويل بل تحتاج لوقت لتستمر وتعتاد العمل في سورية والمهم الخطوة الأولى والتسهيلات موجودة وهيئة الاستثمار السورية تعمل جهدها، ومن جانب أخر يشير مرعي في تصريحه إلى وجود شراكة حديثة له مع أحد الشركاء الأتراك في شركة سولنتيك لإقامة معمل لخيط القصب في جبلة ويحتاج إلى شهرين للانطلاق وسيكون الأول من نوعه في سورية بطاقة إنتاجية 80 طن شهرياً وسيشغل 70 فتاة إضافة إلى الإداريين وغيرهم وقبل أن يبدأ المعمل إنتاجه هناك طلبات وقعت من تركيا وألمانيا وبريطانيا، وقال مرعي: أتوقع نزول أسعار العقارات إذا وفرت الحكومة التراخيص لمعامل الاسمنت المزمع إقامتها بالسرعة اللازمة بعيداً عن البيروقراطية. ومن جهة أخرى فمعرض اكسبو تركيا فرصة مهمة للتعرف بين الجانبين وهناك نيات مقرونة بالعمل لإنجاح هذه الشراكات.
وللصناعي بدر طعمة شركة حياة السورية التركية حكاية أخرى مع شراكة تركية حيث نوه إلى أن شركة "حياة للكيماويات والمنظفات" تعمل بشراكة سورية تركية مشتركة وهي من أكبر الشركات بتركيا بمجال المنظفات والمحارم والفوط وعملنا على نقل هذه الخبرات إلى سورية بإنتاج محلي وتوفير منتج جديد بمواصفات جيدة للمستهلك السوري . ومما ساعد الهدوء السياسي والعلاقات الطيبة بين البلدين لإقامة هذه الشراكة وازدهارها وهناك تعاون كبير من الجهات الحكومية لتسهيل وتبسيط الإجراءات اتجاه المستثمرين الخارجيين واتجاه الإنتاج والمساعدة للصناعيين والمعوقات لا تذكر . وغالباً ما يأتي حلها ضمن سياق طرح المشكلة ودراستها وإيجاد حل سريع لها.

وعن سبب إقامة هذه الشركة قال طعمة: مجموعة عوامل كنا نحتاجها في شركتنا هي الخبرة والتسويق وطريقة الإنتاج والتطوير المستمر مؤكداً أن الاهتمام الدائم بهذه الشراكات والترويج لها في هذه المعارض سيساعد على نموها وإقامة شراكات في كافة المجالات وعلى عاتقنا مهمة إيجاد بصمة في هذا القطاع واستثماره بالطريقة الأمثل لمصلحة البلدين.
من جهته أكد مصطفى غونغوردو رجل أعمال تركي : أن معرض اكسبو تركيا مهم لهم في تسويق الصناعة التركية في مجال المنظفات وهي جديدة في السوق السورية وتم طرح أفضل النوعيات فيها وهذا السوق يتطور حالياً، وبدأنا الإنتاج مع شريكنا السوري ومبدئياً نصّنع مواد الغسيل الكيميائية، ويضيف من المهم أن تعمل بنفس طويل لتصل إلى الهدف والسوق السورية واعدة وواعدة جداً لمن يريد الاستثمار فيها وهذه نقطة تحسب لها في ظل وجود رغبة من الحكومة لدفع عملية الاستثمار وتوطينها.
السفير التركي عمر أونهون لفت إلى ضرورة أن تكون العلاقات بين سورية وتركيا أنموذجاً لكافة البلدان الأخرى وما أقوله ينسجم مع العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وغيرها من القطاعات الأخرى والمعرض دليل على تطور العلاقات فمن اسطنبول وحدها هناك مشاركة لـ 131 شركة وهذا دليل على مدى رغبة الصناعيين ورجال الأعمال الأتراك لدخول السوق التركية الواعدة، وأؤكد أن رجال الأعمال الأتراك لا يأتون إلى سورية لبيع منتجاتهم فحسب بل البحث عن فرص استثمارية مشتركة مع أشقائهم السوريين، ولا أخفي أن أكثرية المشاركين يأتون بقصد بيع منتجاتهم ولكن من خلال دراستهم للسوق سيكتشفون أن هناك ميزات أخرى للسوق السوق وخصوصاً من باب الانفتاح على الدول العربية من خلال الاتفاقيات الموقعة وهي لمصلحة الجانبان ونحن نرفع دائماً شعار (اربح اربح )ويجب أن نربح سوية.
لافتاً إلى أن حجم التبادل كان قبل انطلاق اتفاق منطقة التجارة بين البلدين عام 2007 نحو 700 مليون دولار بينما وصل الآن إلى نحو ملياري دولار حيث تطورت الصادرات السورية إلى تركيا خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الماضي بنسبة 141% مقابل 8ر28 % للمستوردات من تركيا مؤكدا أن العلاقة الاقتصادية بين البلدين ليست تنافسية بل تكاملية.

ولصناعة السينما والدراما التركية حضور لطيف عبر مشاركة رابطة دعم وصناعة السينما التركية حيث يؤكد محمد كورل يوز رئيس الرابطة أن صناعة السينما وتأثيرها على الدول مهمة من حيث الترويج والتعريف عن البلد وربط العلاقات الثقافية بين البلدان وإذا كان هناك متابعة لهذه الأفلام سيتم التعريف بالبلد ومنتجاته بشكل أفضل، والعلاقات السياسية بين سورية وتركيا كانت بيئة خصبة لنشر الدراما التركية والمتابعة لها ساعدت بشكل كبير لتقارب وجهات النظر السياسية ووطدت العلاقة بين البلدين، وبدأت خطوتنا للاتحاد بدعم السينما التركية بإقامة أسبوع ثقافي للأفلام التركية منذ 2008 وليس على عاتقنا نشر السينما والمسلسلات التركية وبنفس الوقت نحب أن نقيم أسبوع الأفلام السورية بتركيا حتى تتطور ويتم تواصل بين قطاعين بشكل صحيح ، وهناك توجه لإقامة علاقات بين منتجين سوريين لتصوير مسلسلات بإنتاج مشترك .