اتفاق بين المالكي وعلاوي يمهد للحكومة
قالت متحدثة باسم قائمة العراقية إن زعيم القائمة إياد علاوي سينضم إلى حكومة وحدة وطنية كلف رئيس الوزراء نوري المالكي بتشكيلها بعد اتفاق توصل إليه الجانبان في لقاء جمعهما أمس الثلاثاء.
يأتي ذلك وسط استعدادات أمنية مكثفة بكربلاء تحسبا لأي هجمات ضد الشيعة الذين يحيون ذكرى عاشوراء، في حين قتل وأصيب العشرات بحوادث متفرقة.
وبحسب المتحدثة باسم العراقية ميسون الدملوجي، سيتولى علاوي رئاسة المجلس الوطني للسياسات العليا المنشأ حديثا للإشراف على القضايا الأمنية والسياسة الخارجية للعراق، وسيحصل المالكي وعلاوي على نفس الراتب السنوي، الذي يعتقد أنه لن يقل عن 360 ألف دولار أميركي.
وأضافت المتحدثة أن من المتوقع أن يتم منح علاوي صلاحيات واسعة بصفته رئيسا للمجلس الجديد الذي سيتألف من عشرين عضوا.
ووفقا لأحد مساعدي علاوي -الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته نظرا لحساسية اللقاء- فإنه بموجب الاتفاق يجب على 80% من أعضاء المجلس الجديد أن يوافقوا على السياسات التي سيشرف عليها.
وسيجتمع البرلمان العراقي -الذي يضم 91 نائبا من العراقية- السبت المقبل لمناقشة إنشاء المجلس الجديد والصلاحيات التي ستمنح له.
وكان المالكي عقد أمس الثلاثاء اجتماعا لنحو ساعة ونصف الساعة مع علاوي بحضور عضو التحالف الوطني النائب إبراهيم الجعفري.
وبهذا الاتفاق تكون قد زالت إحدى آخر العقبات الرئيسية أمام تشكيل الحكومة الجديدة، التي يقول مطلعون إن من المتوقع الآن أن يعلن المالكي رسميا عن تشكيلها يوم 23 ديسمبر/كانون الأول الجاري قبل أن تطرح للثقة أمام البرلمان.
وجاء هذا الانفراج بعد ضغط شديد من جانب جو بايدن نائب الرئيس الأميركي واثنين من سفراء الولايات المتحدة للدفع نحو إنهاء الجمود السياسي في العراق وإعلان تشكيل الحكومة في غضون المهلة الدستورية الممنوحة للمالكي والتي تنتهي يوم 25 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
ولم يؤكد علاوي قبوله منصبا في حكومة المالكي في تصريحاته للصحفيين عقب اللقاء الذي قال إنه كان "إيجابيا ومثمرا" و"تناول أحاديث إستراتيجية تتعلق بمستقبل العراق وبناء الدولة"، مضيفا أنهما توصلا إلى "رؤى مشتركة للخروج من عنق الزجاجة إلى الاستقرار".
كما أكد المالكي بدوره أن اللقاء "انصب على آليات ومبادئ وأساسيات بناء الدولة العراقية الموحدة القوية القادرة على حماية مصالح العراق وشعبه".
واتفق الجانبان على إجراء لقاءات أخرى إلى حين تشكيل الحكومة، مؤكدين أن أي مؤسسات ستتشكل في المرحلة المقبلة يجب أن تعمل جنبا إلى جنب على بناء ونهضة العراق.
ذكرى عاشوراء
ميدانيا شددت السلطات العراقية إجراءات الأمن داخل وحول مدينة كربلاء التي بدأ الزوار الشيعة أمس الثلاثاء يتوافدون إليها للاحتفال بذكرى عاشوراء.
وقد أكد قائد عمليات الفرات الأوسط الفريق عثمان الغانمي أن القوات العراقية ستتولى مهام توفير الأمن للمدينة وللزوار الشيعة دون الاستعانة بالقوات الأميركية التي كانت توفر في السابق المراقبة الجوية.
وأوضح الغانمي أنه سيتم نشر نحو 28 ألف جندي وشرطي لتأمين المدينة إضافة إلى سبعة آلاف احتياطي سيتم استدعاؤهم عند الضرورة، مشيرا إلى أن من بين هؤلاء 600 شرطية لتفتيش النساء.
ورغم الإجراءات الأمنية لحماية الزوار الشيعة فقد أعلنت مصادر في وزارة الداخلية والشرطة العراقية أمس أن قنبلتين انفجرتا بموكبين للشيعة، حيث أدى الانفجار الأول -الذي وقع في حي الغزالية قرب بغداد- إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 18 آخرين، في حين تسبب الانفجار الثاني -الذي وقع في بلدة الخالص بمحافظة ديالى شمال بغداد- في إصابة 14 شخصاً.
وفي السياق أدى انفجار عبوة ناسفة جنوب بغداد إلى مقتل خمسة أشخاص بينهم أربعة موظفين حكوميين وإصابة سادس بجروح، في حين اغتال مسلحون مجهولون ضابطا برتبة رائد غرب العاصمة العراقية.
كما قال مصدر أمني محلي إن دورية للجيش الأميركي تعرضت مساء الاثنين إلى هجوم بعبوة ناسفة جنوب تكريت مركز محافظة صلاح الدين شمال بغداد، ولم يعرف حجم الخسائر والأضرار بسبب الطوق الأمني الذي فرضته القوات الأميركية حول المكان.