المراهقون أشبه بالبراكين و 80 % يقع على عاتق الأهل
لا شك أن المراهقة مرحلة عمرية متميزة بخصائصها ومتفردة بمشاكلها , تتشعب بها معاناة المراهق أسريا واجتماعيا أمام تقلبات المشاعر وحالات التمرد و فرض الرأي والشخصية على من حوله ,
فتبدأ حينئذ رحلة العذاب مع الآباء و الأمهات , ولعل أولها خوفهم الزائد على أبنائهم من رفقاء السوء وكثرة إسدائهم للنصائح وتحرّيهم الدائم له , لينبثق في ذهن المراهق وقتها عشرات علامات الاستفهام , فيظهر عليه التملق والتعجب من تصرفات والديه اتجاهه , ويشعر بالاكتئاب و الأرق , حتى تبدأ الخلافات بالتصاعد , وتعلو الأصوات ليتحول البيت بعد ذلك إلى ساحة معارك بين الطرفين ( الأهل والمراهق ) .
المراهقة في اللغة العربية مأخوذة من كلمة ( راهق ) وتعني الاقتراب من شىء , أما في علم النفس فهي تشير إلى اقتراب الفرد من النضوج الجسماني والعقـلي والاجتماعي والنفسي , لكن على الرغم من الطيش الذي يصاحب البعض في هذه المرحلة إلا أنها فترة صعبة تمر على الإنسان وتكون بمثابة الاختبار الأول له في حياته , ولها تأثير كبير في رسم المستقبل واكتشاف المواهب و التوجهات لدى الشخص , لكن ما لذي يحتاجه المراهق في مثل هذه المرحلة ؟ .. هل يحتاج إلى حب وعطف ورعاية وحنان .. وما إلى ذلك , أم إلى أذن صاغية لكل ما ينطقه ؟ .. أم بحاجة إلى حرية واستقلال ؟؟ .. يُرجع الدكتور " يسري عبد المحسن " في كتابه " مع المراهقون والطب النفسي " أن أساس مشاكل المراهقة لدى البنات و الصبيان معا إلى ذلك النمو الجدلي بين النضج الجنسي الكامل وعدم النمو الاجتماعي فالفتاة غير ناضجة نفسيا وينقصها الكثير من الفهم والإدراك وغير متوازنة نفسيا في تعاملها مع أمور الحياة , وكذلك الشاب , فهما مازالا اجتماعيا يعتمدان على أسرتهما ولا يستطيعان الاستقلال بحياتهما أو الاعتماد على النفس , وهذه الفجوة تجعل الفتاة المراهقة متمردة عصبية , انفعالية متقلبة المزاج , تسعى دائما للخروج على العرف وقوانين الأسرة والمجتمع كنوع من إثبات الذات دون وجه حق وبناء عليه ينتج التصادم , وكذلك الأمر بالنسبة للصبيان .
أين اختفى طموح المراهق ؟!
يتأرجح طموح المراهق على شواطئ عديدة منذ نعومة أظافره إلى أن يكبر ويشب , فلكل مراهق طموحه الخاص الذي يبدأ معه منذ الصغر , والبعض يسعى لتحقيقه كلما تقدم في العمر , وآخرون يغيرون اتجاهاتهم , و قد يصاب البعض بركود في التفكير , وتشاؤم من تحقيق المعالي , ليلقي نفسه في سفينة الحظ بلا طموح ولا اتجاه !! .
لكن , هل من الممكن أن يتغير الطموح عندما يصل الشاب إلى مرحلة المراهقة .. وهل لهذه المرحلة أثر في تغير النظريات و الانطباعات ؟ .. سؤال توجهنا به لعدد من المراهقين والمراهقات , وكان من بينهم أمينة 21 سنة : يكون الطموح متغيرا في الصغر بمعنى أن هناك مواقف يمر بها الطفل تجعله يغير طموحه , ولكن عندما يكبر يبدأ بالتعرف على مجالات كثيرة ويرى الواقع بعينيه ثم يختار المناسب لقدراته فأنا أثناء مرحلة الثانوية العامة كان طموحي الأول و الأخير أن ألتحق بكلية الصيدلة , لكن لم تأت لي في التنسيق ومن هنا اخترت كلية العلاج الطبيعي لأنها الأنسب لقدراتي .
أما إيناس 24 سنة : منذ صغري وأنا أهوى الرسم ورغم أنني التحقت بكلية الفنون الجميلة ودأبت على دراستها 5 سنوات إلا أنني وجدت الدراسة فيها مختلفة عما كنت أتخيله . وبعد التخرج فضلت العمل في مجال إدارة الأعمال بعد التحاقي بعدة دورات , والحمد لله وفقت في هذا المجال .
و حدثنا معاذ 19 سنة : منذ صغري وطموحي معلق بطب الأسنان , لكن للأسف بعد تخرجي من الثانوية العامة لم تسنح لي الفرصة الالتحاق بما أريد لأن نظام التعليم عموما يعتمد على المجموع ولا يكتفي بالطموحات و الرغبات , مما فرض علي الالتحاق بكلية الهندسة المعمارية والتخلي عن طموحي .
معاناة الدراسة .. و أزمة البكالوريا
" لقد أصبحتُ أعاني من الملل في الدراسة والحصول على علامات سيئة وخاصة في سنة البكالوريا مع العلم أني سابقا كنت مجتهدا و متفوقا ولكن تغير حالي " .. هذا ما يتردد غالبا على ألسنة معظم الطلاب في الثانوية العامة " البكالوريا " ففي سن الثامنة عشر فما فوق تحدث بعض التغيرات النفسية والاجتماعية التي تجتاح عقل الطالب وتفكيره , كالانشغال بدخول الجامعة واختيار الفرع الملائم للطموح , والخوف من عدم تحقق ذلك , و التفكير بالزواج وبناء الأسرة وما إلى ذلك . علما أن هذه المرحلة تتميز بأنها مسؤولة عن بناء شخصية الفرد وبلورة الكثير من أفكاره المستقبلية , فهي بحاجة إلى دافعية جيدة في التعلم قد لا تتوافر عند أغلبية الطلاب .
سوء تربية الأهل
قد تكون تربية المراهقين في وقتنا الحاضر من أصعب الأمور التي يواجهها الوالدين في ظل انتشار رفقاء السوء و بعض وسائل الإعلام الهابطة التي بدأت تؤثر على المراهقين سلبيا , فيعمد الأهل إلى الحزم والشدة معهم كونهم في نظر الوالدين متمردين بطبعهم ولا يمكن التعامل أو العيش معهم ويعتقدون أن أسلوب القوة هي السبيل الوحيد لتربية هؤلاء المراهقين ، وبذلك فهم يرون أن تآلف الأسرة لا يتم إلا من خلال إعطاء الأوامر ورفع الصوت واستخدام الضرب والتأكد من تنفيذ المراهق لهذه الأوامر .
ومن أساليب التربية السيئة أيضا , التدليل الزائد فهو إحدى المشكلات التي تؤدي إلى عدم احترام المراهق لوالديه، كما أن تدليل المراهق وتوفير جميع مطالبه ورغباته والقيام بجميع الأعمال عنه حتى الصغيرة منها يفقده الثقة بنفسه ويشعره بعدم النضج وعدم الكفاءة وأنه بحاجة إلى الرعاية الدائمة والمساعدة المستمرة .
وللمختصين كلمتهم
أجمع علماء النفس على أهمية إحسان التعامل مع المراهق من قبل الوالدين , فلا ضير في أن يصادق الأب ابنه , والأم ابنتها , وقد أكد العلماء على أن 80% من مشاكل مرحلة المراهقة ترجع لمحاولة الآباء تسيير الأمور تبعا لآرائهم , وعاداتهم , وتقاليدهم , بشكل غير مرغوب فيه , و قد أكدوا على ضرورة مشاركة الأهل فرحة أبنائهم وشبابهم لما يقرب ذلك من أواصر العلاقة والمحبة بين الطرفين .
انا كنت من الطلاب الذين يحلمون بالهندسة والطب والمحاماة وعند وصولي الى الى سن البكلوريا الفرع العلمي كنت عاشقا لاكثر من 5فتيات قلبا وعقلا وربن ومتعرفا على اكثر من 25فتات كاصدقاء عندها تدهور اموري يوما بعد يوم الى ان انهيت البكلوريا بنتيجة رسوب فقررت ان اقدمها السنة القادمة وحينها جاء موعد ذهابي الى الجيش فذهبت وانهيت الخدمة بتاريخ 1-11-2010والان لا اعرف اقدم البكلوريا ام اعمل في الخياطة او كابتن اواواو لا اعرف – اتمنى منكم ان تساعدوني على ايميلي [email protected]
اهدي تحياتي الى طقم قناة سبيستون وانااحب كوكب زمرده
واحدنا ينظر الى قفا ولده فيظن انه يرى باريس وعندما تكبر باريس او يطول ايفل يتسارعان الى خوض الحياة بانفسهم دون خبرة وعندما ننصحهم ( حرصا وخوفا عليهم من نكسات الواقع والمجتمع ) يسفهون آراءنا ويتمردون على قراراتنا بل ويعطوننا دروسا في الذي يجب والذي لايجب وذلك لأننا عاملناهم بود ورحمة وأبوية ، منصرفين الى شللهم الداعية الى التدخين ولعب الشدة وملاحقة الفتيات لبناءغرام سطحي وطلبهم الزواج المبكر قبل تأمين المستقبل ولايستفيقون الا على قرع طبول الخيبة ( السجن ـ الفشل الدراسي ـ ضياع المستقبل ـ دور وضيع في سوق العمل …) ولات حين مندم ، وتبدأ الصراعات في المنزل وتراشق التهم حول المتسبب في ما حصل . أستذكر دور المرحوم والدي في تربيتنا ( وكان موظفا بسيطا حاصل على الصف الخامس وفقير الحال) اذ لايني لحظة واحدة عن مراقبتنا وتوجيههنا : هذا ياابني حرام وهذا عيب وادرس لوحدك أوتظن بأن أتقدم للبكالوريا بدلا منك ؟ وكنا نحبه ونحترمه وعندما كبرنا نقدسه فالاخلاق عنده هي عماد التربية . تعالوا نسأل بعضنا بعضا : هل نعلم ابناءنا مكارم الاخلاق والعيب والحرام؟ هل نوجههم بضرورة التروي ونبذ العنف مع الاقران درءا لحصول المشاكل ؟ هل نعلمهم احترام الآخر لاسيما الأكبر منهم سنا ؟ هل سلحناهم بقول شوقي : صلاح أمرك للأخلاق مرجعه … فقوم النفس بالأخلاق تستقم ، لنجعله دستورا لهم ورقيبا ذاتيا عليهم يستذكرونه قبل اقدامهم على الخطأ ؟ اذا ماذا نعلمهم اثناء جلوسنا معهم ؟ أفقط نكتفي بالتفرج على التلفاز ! أحد معارفي الشطار يعلم ابنه كيفية السيطرة على أقرانه ويصف المعلمة بالحيوانة أمامه وطريقة البصق على أعمامه وكأنه يربي ديكا في مزرعة لا ولدا سيفخر به أويتحمل تبعات اعماله الخاطئة !!! اذا نعيب زماننا والعيب فينا .